حديث: من لم يستطع أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب تعجيل الظهر في أول وقتها

عن أنس قال: كُنَّا نُصلي مع رسول الله ﷺ في شِدَّةِ الحرِّ، فإذا لم يستطِع أحدُنا أن يُمكِّنَ جبهته من الأرض، بسط ثوبَه، فسجد عليه.

متفق عليه: أخرجه البخاري في المواقيت (٥٤٢)، ومسلم في المساجد (٦٢٠) كلاهما من طريق غالب القطان، عن بكر بن عبد الله، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري: كنا إذا صَلَّينَا خلفَ رسول الله ﷺ بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاءَ الحَرِّ، وأخرجه أيضًا في كتاب الصلاة (٣٨٥) وفي كتاب العمل في الصلاة (١٢٠٨) في الجميع من طريق غالب به نحوه.

عن أنس قال: كُنَّا نُصلي مع رسول الله ﷺ في شِدَّةِ الحرِّ، فإذا لم يستطِع أحدُنا أن يُمكِّنَ جبهته من الأرض، بسط ثوبَه، فسجد عليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا إن شاء الله تعالى، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كُنَّا نُصلي مع رسول الله ﷺ في شِدَّةِ الحرِّ، فإذا لم يستطِع أحدُنا أن يُمكِّنَ جبهته من الأرض، بسط ثوبَه، فسجد عليه."
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما)

1. شرح المفردات:


● في شدة الحر: أي في وقت القيظ وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير.
● لم يستطع: لم يقدر، أو عجز.
● أن يمكن جبهته: أن يثبت جبهته ويضعها بشكل مستقر على الأرض.
● بسط ثوبه: نشره وفرشه على الأرض.
● فسجد عليه: أي جعل السجود على هذا الثوب المبسوط.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عن هدي النبي ﷺ وأصحابه في الصلاة أثناء الحر الشديد. فكانوا يصلون مع النبي ﷺ في أوقات قد تصل فيها حرارة الأرض إلى درجة لا يُحتمل معها وضع الجبهة عليها مباشرةً خوفًا من الأذى والحرارة الشديدة. فمن لم يستطع من الصحابة تحمّل حرارة الأرض عند السجود، كان يتخذ حيلةً تدفع عنه هذا الأذى، وهي أن يبسط جزءًا من ثوبه (مثل ردائه أو إزاره) على مكان سجوده، ثم يسجد على هذا الثوب، ليحول بين جبهته وبين الأرض الحارة مباشرة، وذلك حتى يتمكن من الخشوع في صلاته وإتمامها على أكمل وجه دون مشقة تؤثر عليه.

3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- جواز اتقاء الأذى في الصلاة: الحديث دليل واضح على مشروعية اتقاء المسلم للأذى والضرر أثناء عبادته، ما دام ذلك لا يخلُّ بأصل العبادة. فالسجود على الأرض من واجبات الصلاة، ولكن إذا كانت الأرض مؤذية، جاز نقل السجود إلى ما يحول بينها وبين الجبهة.
2- السجود على الثوب المبسوط: يجوز السجود على الثوب إذا دعت الحاجة إليه، كشدة حرارة الأرض أو برودتها الشديدة، أو وجود ما يؤذي كالحصى وغير ذلك. وهذا ليس من السجود على ما يحمل المعظم من البدن، بل هو كالسجود على حائل قليل.
3- رفع الحرج ومراعاة المشقة: من رحمة الشريعة الإسلامية ويسرها أنها راعت ظروف المكلفين ومشقاتهم. فلم تكلفهم بما فيه حرجٌ شديد أو أذىً بالغ، بل شرعت لهم من الرخصة ما يمكنهم من أداء العبادة بخشوع وطمأنينة.
4- الحرص على كمال الخشوع: إن اتقاء الأذى ليس مجرد رخصة، بل هو وسيلة للوصول إلى كمال الخشوع في الصلاة، لأن الألم والشدة تشغل المصلي عن مناجاة ربه.
5- الفعلية والتقرير: يفيد الحديث أن هذا الفعل صدر من الصحابة رضي الله عنهم أمام النبي ﷺ ولم ينكره عليهم، فكان ذلك تقريرًا منه ﷺ على جواز هذا الفعل، وصحة الصلاة معه.
6- الأصل في السجود: الأصل هو السجود على الأرض مباشرة أو على ما ينبت منها، لكن إذا دعت الحاجة جاز السجود على حائل. وهذا الحديث من أدلة الفقهاء على ذلك.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب "سجود المصلي على ثوبه أو غيره لأجل الحاجة".
- الفقهاء يستدلون به على جواز السجود على العمامة أو الطاقية إذا كانت الحاجة داعية إلى ذلك، كأن يكون هناك جرح في الجبهة مثلاً.
- ينبغي التفريق بين هذا وبين السجود على الشيء المحمول على الرأس (كالعمامة الكبيرة) من غير حاجة، فالأول جائز بالحديث، والثاني مكروه عند كثير من العلماء لأنه يشبه سجود المجوس على ما يحملونه.
- العبرة في الرخصة هي وجود المشقة الحقيقية أو الأذى، وليس مجرد الشعور بعدم الراحة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه البخاري في المواقيت (٥٤٢)، ومسلم في المساجد (٦٢٠) كلاهما من طريق غالب القطان، عن بكر بن عبد الله، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري: كنا إذا صَلَّينَا خلفَ رسول الله ﷺ بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاءَ الحَرِّ، وأخرجه أيضًا في كتاب الصلاة (٣٨٥) وفي كتاب العمل في الصلاة (١٢٠٨) في الجميع من طريق غالب به نحوه. ومن هذا الطريق رواه أيضًا أبو يعلى في مسنده «المقصد العلي» رقم (١٨٥) وفيه قال أنس: كُنَّا نُصلي مع رسول الله ﷺ في شدة الحرِّ فيأخذ أحدنا الحصى في يده، فإذا برد وضعه فسجد عليه.
وغالب هو: ابن خُطَّاف - بضم المعجمة، وقيل بفتحها، وهو ابن أبي غَيلان القَطَّان أبو سليمان البصري. وبكر بن عبد الله هو: المزني أبو عبد الله البصري.
وفي الحديث دليل على أن المصلي إذا سجد على ثياب بدنه يجوز، وإليه ذهب عامة الفُقهاء، ولم يُجَوِّزه الشافعي، وتأوَّلَ الحديث على ثوب هو غير لابسه ومما يؤيد قوله حديث جابر بن
عبد الله الآتي: ولو جاز السجود على ثوب هو لابِسُه لم يكن يحتاج إلى تبريد الحصى في كفه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يستطع أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه

  • 📜 حديث: من لم يستطع أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يستطع أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يستطع أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يستطع أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب