حديث: أبرِدُوا بالظُّهر فإن شدة الحَرِّ من فَيحِ جَهَنَّم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إبراد الصلاة في شدة الحر ّ

عن صفوان بن مخرمة الزهري، عن النبي ﷺ قال: «أَبرِدُوا بالظُّهر، فإن شدة الحَرِّ من فَيحِ جَهَنَّم».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٨٠٣٦) عن وكيع، ويعلى والطبراني في الكبير (٨/ ٧٣٩٩) من طريق عبد الله بن يوسف الفريابي وأبي نعيم - كلهم عن بشير بن سليمان، عن القاسم بن صفوان الزهري، عن أبيه فذكر الحديث.

عن صفوان بن مخرمة الزهري، عن النبي ﷺ قال: «أَبرِدُوا بالظُّهر، فإن شدة الحَرِّ من فَيحِ جَهَنَّم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 539) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 615) عن صفوان بن مخرمة الزهري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ».

أولاً. شرح المفردات:


● أَبْرِدُوا: من الإبراد، وهو التأخير إلى وقت البرد، أي أخِّروا صلاة الظهر حتى يذهب شدة الحر.
● بِالظُّهْرِ: أي في صلاة الظهر.
● شِدَّةَ الْحَرِّ: الحرارة العظيمة والمفرطة.
● فَيْحِ: الفَيْحُ هو انتشار الشيء وتفشيه، ومنه الفياح وهو المتسع، ويُقصد به هنا: النفحة الشديدة والحرارة المتصاعدة.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالتأخير في أداء صلاة الظهر في أيام الصيف ووقت شدة الحر، حتى ينكسر حر الشمس قليلاً ويخفَّ على المصلين الذهاب إلى المساجد وأداء الصلاة بخشوع وسكينة، من غير مشقة عظيمة تلحقهم. ثم يبين صلى الله عليه وسلم علة هذا الأمر والحكمة منه، وهي أن شدة الحر هذه التي يشعر بها الناس في الدنيا هي جزء من فيح جهنم، أي من حرارتها ونارها المتأججة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- التيسير على الأمة ورفع الحرج عنها: من رحمة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بهذه الأمة التخفيف عنها والتيسير في أداء العبادات، ومراعاة الظروف الطارئة كشدة الحر أو البرد.
2- استحباب تأخير صلاة الظهر في الحر: هذا هو الحكم الشرعي المستفاد من الحديث، حيث ذهب جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى استحباب تأخير صلاة الظهر في شدة الحر حتى ينكسر، وهو مذهب أهل السنة والجماعة. ويبدأ وقت الإبراد من اصفرار الشمس قليلاً، أي عندما تزول شدة الحر.
3- تذكير بالآخرة وعذابها: يربط النبي صلى الله عليه وسلم بين ظاهرة طبيعية يشعر بها الناس كل يوم (شدة الحر) وبين عذاب الآخرة، ليكون ذلك دافعاً للإنسان للاستعداد للآخرة بالعمل الصالح، وخوفاً من عذاب النار.
4- عظم نار جهنم: إذا كان مجرد فيحها (وهو جزء يسير من حرارتها) يُحدث هذا الحر الشديد في الدنيا، فكيف بحرارتها الحقيقية؟! وهذا من أعظم ما يرهب القلوب ويحثها على طاعة الله.
5- الحكمة من التشريع: لا تأتي أوامر الشرع ونواهيه عبثاً، بل背后ها حِكَم عظيمة ومصالح للعباد، إما ظاهرة لهم أو خفية، ومن واجب المسلم التسليم والانقياد.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الإبراد يكون في صلاة الظهر فقط دون غيرها من الصلوات.
- إذا اجتمعت جماعة في المسجد، فالأولى أن يصليها الإمام في وقت الإبراد مراعاة للجماعة، ولا يصليها في أول الوقت ليكون ذلك أيسر للمأمومين.
- هذا الحديث من أعظم الأدلة على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وشفقته عليها.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يقينا حر جهنم ويظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٨٠٣٦) عن وكيع، ويعلى والطبراني في الكبير (٨/ ٧٣٩٩) من طريق عبد الله بن يوسف الفريابي وأبي نعيم - كلهم عن بشير بن سليمان، عن القاسم بن صفوان الزهري، عن أبيه فذكر الحديث.
وإسناده حسن، ومداره على القاسم بن صفوان الذي روى عنه الشعبي وأشعث وبشير فيما ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (٧/ ١٦١) ومن طريقه رواه ابن أبي شيبة (١/ ٣٢٥) والحاكم في المستدرك (٣/ ٢٥١) إلا أنه لم يحكم عليه بشيء، وذكره ابن حبان في الثقاته (٥/ ٣٠٤)، وابن خلفون في «الثقات» فيما ذكره الحافظ في «التعجيل» (٢٢٣) فهو لا يتزل عن درجة «صدوق».
وأما قول أبي حاتم: لا يعرف إلا في حديث المواقيت - لا يضره إذا عرفنا أنه لا ينزل عن درجة «صدوق».
وأما ما رُوي عن المغيرة بن شعبة قال: كُنَّا نُصلِّي مع رسول الله ﷺ الظُّهر بالهاجرةِ، فقال لنا: أَبرِدُوا بالصلاة، فإن شِدَّةَ الحرِّ من فيحِ جَهنَّم، فهو ضعيف.
رواه ابن ماجة (٦٨٠) من طريق إسحق بن يوسف عن شريك، عن بيان بن بِشر، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة فذكر مثله.
إسناده ضعيف لأجل شريك وهو: ابن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، قال ابن المبارك: ليس حديث شريك بشيء. وقال الجوزجاني: سيئ الحفظ، مضطرب الحديث مائل. وقال الدارقطني: ليس شريك بالقوي فيما ينفرد به. ودافع عنه الذهبي قائلا: كان شريك من أوعية العلم، حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وقد أخرج مسلم لشريك متابعة. انتهى.
قال الأعظمي: وهذا الحديث مما لم ينفرد به شريك، فقد تابعه غيره فيما نقل البيهقي في سننه (١/ ٤٣٩)، عن أبي عيسى الترمذي أنه قال: فيما بلغني عنه سألتُ محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث فعدَّه محفوظًا، وقال: رواه غير شريك عن بيان، عن قيس، عن المغيرة.
ثم قال البيهقي: رواه أبو عيسى عن عمر بن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن بيان كما قال
البخاري. انتهى.
قال الأعظمي: لم أجد قول أبي عيسى الترمذي في سننه، ولا في علله، ولا في شمائله، فانظر أين نقل الترمذي قول البخاري؟ .
وأما البوصيري فقال في «زوائد ابن ماجة»: «هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات، رواه ابن حبان في صحيحه (١٥٠٥) عن محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، فذكره بحروفه ومتنه».
قال الأعظمي: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١٨١٨٥) عن إسحاق بن يوسف الأزرق به مثله.
وأبو حاتم، ذكر علة أخرى، سأل ابنه عبد الرحمن عن حديث رواه إسحاق الأزرق، عن شريك، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي ﷺ فذكر الحديث.
قال أبو محمد عبد الرحمن بن الإمام أبي حاتم: ورواه أبو عوانة عن طارق، عن قيس، قال: سمعتُ عمر بن الخطاب قوله: «أَبرِدُوا بالصلاة» قال أبي: أخاف أن يكون هذا الحديث يدفع ذاك الحديث، قال: قلت فأيهما أشبه؟ قال: كأنه هذا - يعني حديث عمر بن الخطاب، قال أبي في موضع آخر: لو كان عند قيس عن المغيرة، عن النبي ﷺ لم يحتج أن يفتقر إلى أن يُحدِّثَ عن عمر موقوفًا. انتهى.
قال الأعظمي: وروي أيضًا عن عمر بن الخطاب مرفوعًا ذكره الهيثمي في «المجمع» (١/ ٣٠٦) ونسبه إلى أبي يعلى والبزار، وقال: «فيه محمد بن الحسن بن زبالة، نسب إلى وضع الحديث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 58 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبرِدُوا بالظُّهر فإن شدة الحَرِّ من فَيحِ جَهَنَّم

  • 📜 حديث: أبرِدُوا بالظُّهر فإن شدة الحَرِّ من فَيحِ جَهَنَّم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبرِدُوا بالظُّهر فإن شدة الحَرِّ من فَيحِ جَهَنَّم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبرِدُوا بالظُّهر فإن شدة الحَرِّ من فَيحِ جَهَنَّم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبرِدُوا بالظُّهر فإن شدة الحَرِّ من فَيحِ جَهَنَّم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب