حديث: أحسن ابن الخطاب، لم يكن لصلاتهم فصل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الانتقال للتطوع من مكان الفريضة، أو الفصل بالكلام

عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن رسول الله ﷺ صلى العصر، فقام رجل يُصلِّي فرآه عمر فقال له: اجلسْ، فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصلٌ، فقال رسول الله ﷺ: «أحسنَ ابن الخطاب».

صحيح: رواه أحمد (٢٣١٢١) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الأزرق بن قيس، عن عبد الله بن رباح، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ فذكره.

عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن رسول الله ﷺ صلى العصر، فقام رجل يُصلِّي فرآه عمر فقال له: اجلسْ، فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصلٌ، فقال رسول الله ﷺ: «أحسنَ ابن الخطاب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن خزيمة في صحيحه، وغيرهما. وهو من الأحاديث التي تُظهر حرص الصحابة رضي الله عنهم على اتباع السنة وحماية شعائر الدين.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● صلى العصر: أدى صلاة العصر.
● فقام رجل يصلي: أي بعد انتهاء صلاة العصر، قام هذا الرجل ليصلي نافلة.
● فرآه عمر: أي رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الرجل.
● اجلس: أي لا تصلِّ الآن.
● هلك أهل الكتاب: أي ضلّوا وخسروا بسبب ابتداعهم في الدين.
● لم يكن لصلاتهم فصل: أي لم يكن هناك فاصل أو تمييز بين الصلوات المفروضة والنوافل، فخلطوا بينها.
● أحسن ابن الخطاب: أي أصاب وأحسن في قوله وفعله.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف حصل بعد انتهاء النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة العصر، حيث قام رجل من الصحابة ليصلي نافلة بعد الفراغ من الفريضة مباشرة، فأنكر عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك، وأمره بالجلوس وعدم الصلاة في ذلك الوقت. وعلّل عمر رضي الله عنه نهيه بأن سبب هلاك اليهود والنصارى هو أنهم لم يميزوا بين الصلوات المفروضة والنوافل، فكانوا يصلون النوافل في أوقات الفرائض دون فصل، مما أدى إلى الخلط والابتداع في دينهم. فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم كلام عمر، أقرّه على ذلك وقال: «أحسن ابن الخطاب»، مما يدل على صحة ما قاله عمر واستحسانه من النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- تحريم الصلاة النافلة بعد صلاة العصر مباشرة: وهذا من مواقيت النهي عن الصلاة، حيث يُكره الصلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، إلا لسبب شرعي كصلاة الكسوف أو قضاء الفوائت.
2- الحكمة من النهي عن الصلاة في أوقات النهي: وهي تجنب التشبه بأهل الكتاب الذين ابتدعوا في دينهم ولم يميزوا بين الفرائض والنوافل.
3- فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حيث وفقه الله للكلمة الصائبة، وأيده النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
4- وجوب إنكار المنكر: كما فعل عمر رضي الله عنه عندما أنكر على من صلى في وقت النهي.
5- التشريع الإسلامي يهدف إلى تمييز الأمة الإسلامية عن غيرها: وعدم التشبه بالكفار في عباداتهم وعاداتهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- أوقات النهي عن الصلاة خمسة: بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، وعند طلوع الشمس حتى ترتفع قيد رمح، وعند استواء الشمس في كبد السماء حتى تزول، وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وعند غروب الشمس حتى تكتمل غروبها.
- يستثنى من هذه الأوقات: صلاة الجنازة، وصلاة الكسوف، وقضاء الفوائت، وصلاة تحية المسجد إذا دخل الإنسان المسجد في وقت النهي.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في ديننا، ويوفقنا لطاعته. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣١٢١) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الأزرق بن قيس، عن عبد الله بن رباح، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ فذكره.
ورواه أبو يعلى (٧١٣٠ تحقيق الأثري) عن محمد بن بشار، حدثنا محمد (وهو ابن جعفر) به مثله، وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٣٤): «رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح»، وهو كما قال إلا أن رجال أبي يعلى مثله غير شيخه محمد بن بشار وهو: ابن عثمان العبدي أيضًا من رجال الشيخين.
وأما ما رواه أبو داود (١٠٠٧) عن عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا أشعث بن شُعبة، عن المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس قال: صلى بنا إمام لنا يُكنَّى أبا رِمْثة فقال: صليت هذه الصلاة، أو مثل هذه الصلاة مع النبي ﷺ قال: وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه، وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة، فصلى نبي الله، ثم سلَّم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خديه، ثم انفتل كانفتال أبي رِمْثَة. يعني نفسه، فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفعُ، فوثب إليه عمر، فأخذ بمنكِبِه فهزَّه ثم قال: اجلس فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل، فرفع النبي ﷺ بصرَه فقال: «أصاب الله بك يا ابن الخطاب».
ففيه أشعث بن شعبة، قال فيه أبو حاتم: لين. ولم بوثقه غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول».
والمنهال بن خليفة العجلي أبو قدامة الكوفي «ضعيف»، وقال فيه البخاري: صالح فيه نظر، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن حبان: كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به.
وأما الحاكم (١/ ٢٧٠)، فقال: صحيح على شرط مسلم، وهذا وهم منه رحمه الله تعالى،
ولذا تعقبه الذهبي بقوله: «المنهال ضعَّفه ابن معين وأشعث فيه لين، والحديث منكر».
وكذلك ما رُوي عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله: «أيعجز أحدكم أن يتقدم، أو يتأخر، أو عن يمينه أو عن شماله» يعني في السبحة.
رواه أبو داود (١٠٠٦)، وابن ماجه (١٤٢٧) كلاهما من طريق ليث، عن حجاج بن عبيد، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف لوجود الضعفاء والمجاهيل في الإسناد.
منهم: ليث وهو: ابن أبي سليم وهو ضعيف، وشيخه الحجاج بن عبيد، وشيخه إبراهيم بن إسماعيل وهو: الحجازي مجهولان.
قال البخاري في التاريخ الكير (١/ ٣٤٠) بعد أن ساق الإسناد من طريق لبث به، ومن وجه آخر عن ليث، عن أبي حمزة حُدَّثْتُ به عن أبي هريرة.
«لم يثبت هذا الحديث».
وقال في صحيحه (٢/ ٣٣٤) في كتاب الأذان في باب مكث الإمام في مصلاه: ويُذكر عن أبي هريرة رفعه: لا يتطوع الإمام في مكانه: ولم يصح».
قال الحافظ في: الفتح (٢/ ٣٣٥) معلّقًا على قول البخاري: وذلك لضعف إسناده واضطرابه، وتفرد به ليث بن أبي سُلَيم وهو ضعيف».
قال الأعظمي: ولكن ليس في الحديث ذكر الإمام، وإنما فيه العموم، ويدخل فيه أيضًا الإمام.
وكذلك ما رُوِي عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يُصل الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول» رواه أبو داود (٦١٦) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا عبد العزيز بن عبد الملك القرشي، حدثنا عطاء الخراساني، عن المغيرة بن شعبة فذكره.
قال أبو داود: عطاء الخراساني لم يدرك المغيرة بن شعبة.
قال الأعظمي: مات المغيرة بن شعبة الصحابي المشهور سنة خمسين على الصحيح، وعطاء وهو: ابن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني ولد في هذه السنة، ومات سنة خمس وثلاثين ومائة وهو صدوق بهم كثيرًا، ويُرسل ويُدلس، ففي الإسناد انقطاع.
ورواه ابن ماجه (١٤٢٨، ١٤٢٩) من وجه آخر عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن المغيرة بلفظ: «لا يُصلي الإمام في مقامه الذي صلى فيه المكتوبة، حتى يتنحَّى عنه» وفيه مع الانقطاع عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني ضعيف، ضعَّفه ابن معين وغيره.
وقال الحاكم أبو عبد الله: يَروي عن أبيه أحاديث موضوعة.
فقه الباب:
وأحاديث الباب تدل على أن لا يَصِل المكتوبة بالتطوع من غير فصلٍ خشية الالتباس، وقد
أرشد النبي ﷺ إلى ذلك بأن يتقدم أو يتكلم، ويدل عليه حديث معاوية، وحديث التنحي وإن لم يثبت ففي حديث معاوية «أن يخرج» قريب منه. فمن اشتغل بعد السلام بالأذكار المأثورة فإن ذلك يكفي، وعليه جمهور أهل العلم لقوله في حديث معاوية: «أو يتكلم».
وقال الحنفية: لا بأس أن يتطوع قبل الذكر المأثور في مكانه عقب الفرائض فإن السلام يفصل بينهما.
وأما الإمام فكره الجمهور أن يتطوع في مكانه بعد صلاته وبه قال أبو حنيفة ومالك وأحمد وإسحاق ورُوي ذلك عن علي وغيره. وما رواه البخاري عن نافع قال: «كان ابن عمر يصلي في مكانه الذي صلى فيه الفريضة» كان مأمومًا لا إمامًا.
وفيه إشارة إلى أن البخاري يرجح للمأموم أن يصلي في مكانه.
قال الأعظمي: وهو الذي قال به الجمهور على أن يفصل بالأذكار المأثورة، أو الكلام كما تقدم، وبه كان يأمر ابن عباس كما رواه عطاء عنه أنه كان يأمر إذا صلى أحد المكتوبة، أن يتكلم أو يتقدم، وروي مثل هذا عن ابن عمر أنه كان يكره أن يصلي النافلة في المكان الذي يصلي فيه المكتوبة حتى يتقدم أو يتأخر أو يتكلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 699 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحسن ابن الخطاب، لم يكن لصلاتهم فصل

  • 📜 حديث: أحسن ابن الخطاب، لم يكن لصلاتهم فصل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحسن ابن الخطاب، لم يكن لصلاتهم فصل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحسن ابن الخطاب، لم يكن لصلاتهم فصل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحسن ابن الخطاب، لم يكن لصلاتهم فصل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب