حديث: من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ولو كان الوقت مكروهًا

عن أبي قتادة قال: قال رسول الله ﷺ: «أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيءَ وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليُصلها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها».

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٨١) من طريق ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة في حديث طويل سبق تخريجه في الأذان.

عن أبي قتادة قال: قال رسول الله ﷺ: «أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيءَ وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليُصلها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه توجيه نبوي كريم لمن غلبه النوم ففاتته صلاة، وهو يشرح لنا رحمة الله بعباده وييسر عليهم.

أولاً. شرح المفردات:


● تفريط: تقصير وإهمال في الواجب.
● حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى: أي حتى يدخل وقت الصلاة التي تليها.
● ينتبه لها: أي يستيقظ من نومه ويتذكرها.
● فإذا كان الغد: أي إذا استيقظ في اليوم التالي.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن النوم نفسه ليس تقصيراً يأثم عليه الإنسان، لأنه أمر خارج عن إرادته. إنما التقصير الحقيقي يكون فيمن يتعمد تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر حتى يدخل وقت الصلاة التي تليها.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم الحل العملي لمن فاتته الصلاة بسبب النوم:
1- فليصلها حين ينتبه لها: أي بمجرد أن يستيقظ ويتذكر أن عليه صلاة فائته، يجب عليه أن يصليها فوراً دون تأخير.
2- فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها: أي إذا استيقظ بعد خروج وقت الصلاة التالية (مثل أن ينام بعد العشاء ويستيقظ بعد طلوع الفجر)، فإنه يصلي الصلاة الفائقة في وقتها من اليوم التالي (أي يصلي العشاء مع صلاة الفجر مثلاً).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الرحمة والتيسير في الشريعة: فالنوم عذر مقبول لتفويت الصلاة في وقتها، مما يدل على يسر الإسلام ورفعه للحرج عن الأمة.
2- التفريق بين المعذور وغيره: الذي ينام ليس كالذي يتهاون ويتكاسل عن الصلاة.
3- وجوب المبادرة إلى قضاء الفوائت: يجب على المسلم أن يبادر إلى قضاء ما فاته من الصلوات فور تذكره لها.
4- تنظيم وقت القضاء: إذا فاتت الصلاة واستيقظ المرء في وقت الصلاة التالية، يقضيها مع الصلاة الحاضرة. أما إذا استيقظ في يوم جديد، فيقضيها في وقت الصلاة المماثلة (أي يصلي الظهر مع الظهر، والعصر مع العصر، وهكذا).

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول قضاء الصلوات الفائقة.
- اتفق الفقهاء على أن من فاتته صلاة بسبب نوم أو نسيان يجب عليه القضاء متى ذكرها.
- يستحب للشخص الذي يخاف أن ينام عن الصلاة أن يوقت منبهًا أو يوصي من يوقظه.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٦٨١) من طريق ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة في حديث طويل سبق تخريجه في الأذان.
وقوله: «فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها» معناه أن وقت صلاة الصبح لم يتحول إلى ما بعد طلوع الشمس، فإذا كان الغد فصلُّوا في وقتها المعتاد.
ولكن رواه أبو داود (٤٣٨) من طريق خالد بن سُمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاريّ من المدينة فقال: حدثني أبو قتادة فذكر الحديث بطوله وفيه: «فمن أدرك منكم صلاة الغداة من غد صالحًا فليقض معها مثلها» وهذا يدل على قضاء الفائتة مرتين، مرة في الحال عند الذكر، ومرة في الغد في وقتها المعتاد.
وإلى هذا ذهب بعض أهل العلم، قال الخطابي: يشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب ليحوز فضيلة الوقت في القضاء، وتعقبه الحافظ في الفتح (٢/ ٧١) فقال: «ولم يقل أحد من السلف باستحباب ذلك، بل عدوا الحديث غلطًا من راويه.
وحكى ذلك الترمذي وغيره عن البخاري. وقال: ويؤيد ذلك ما رواه النسائي من حديث عمران بن حصين: أنهم قالوا: يا رسول الله! ألا نقضيها لوقتها من الغد؟ فقال النبي ﷺ: «لا ينهاكم الله عن الربا ويأخذه منكم» انتهى.
قال الأعظمي: قد يكون هذا الخطأ من خالد بن سُمير السّدوسيّ فإنه وصف بالوهم في حفظه فلعله روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه، فإنه لم يتابع على حديثه هذا.
وأما ما أشار إليه الحافظ بقوله: «لا ينهاكم الله عن الربا ويأخذه منكم» في حديث عمران عند النسائي فلم أجده لا في الكبرى ولا في الصغرى، ولكن رواه الإمام أحمد (١٩٩٦٤) عن يزيد قال: أخبرنا هشام. وروح، قال: حدثنا هشام، عن الحسن، عن عمران بن حصين فذكر قصة
تعريب النبي ﷺ وفيه فقالوا: يا رسول الله! ألا نُعبدها في وقتها من الغَدِ؟ قال: «أينهاكم الله عن الربا ويقبله منكم؟ «ورواه أيضًا ابن خزيمة (٩٩٤) وعنه ابن حبان في صحيحه (١٤٦١) عن محمد بن يحيى الذهلي، نا يزيد بن هارون به مثله.
ورواه ابن حبان (٢٦٥٠)، واليهقي (٢/ ٢١٧) من أوجه أخرى عن هشام به مثله. وروح هو: ابن عبادة. وهشام هو: ابن حسان.
ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه الحسن البصري وهو مدلِّس وقد عنعن، وقد قيل إنه لم يسمع من عمران بن حصين ولكن أثبت الحاكم في: المستدرك، (١/ ٢٧٤) صحة سماعه من عمران بن حصين وفي مسند أحمد (١٩٩٦٥) عقب الرّواية السّابقة، حدثنا معاوية، حدثنا زائدة، عن هشام، قال: زعم الحسنُ أن عمران بن حصين حدَّثه قال: أسرَينا مع النبي ﷺ ليلة فذكر الحديث.
وسبق تخريج هذا الحديث في أبواب الأذان. باب الأذان للفائت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 744 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى

  • 📜 حديث: من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب