نهى رسول الله ﷺ عن التحري عند طلوع الشمس وغروبها.

حديث: نهى رسول الله ﷺ عن التحري عند طلوع الشمس وغروبها.

عن عائشة أنها قالت: وَهِم عمر إنما نهى رسول الله ﷺ أن يُتحرَّى طلوعُ الشمس وغروبُها.

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٨٣٣) عن محمد بن حاتم، حدثنا بهز، حدثنا وُهَيب، حدثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن عائشة فذكرت مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة أنها قالت: وَهِم عمر إنما نهى رسول الله ﷺ أن يُتحرَّى طلوعُ الشمس وغروبُها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "وَهِمَ عُمَرُ، إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُتَحَرَّى طُلُوعُ الشَّمْسِ وَغُرُوبُهَا".

1. شرح المفردات:

* وَهِمَ: أخطأ في فهم الشيء أو ظنَّ شيئًا على غير حقيقته.
* عُمَرُ: هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الصحابي الجليل.
* يُتَحَرَّى: يُقصد ويتعمد وقتًا معينًا للصلاة.
* طُلُوعُ الشَّمْسِ: وقت شروق الشمس.
* غُرُوبُهَا: وقت غروب الشمس.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث هو جزء من مناقشة فقهية دقيقة تدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم السنة النبوية بدقة، وعلى جرأتهم في تبيين الحق حتى لو كان المخالف لهم في الرأي هو أمير المؤمنين نفسه.
* السياق والقصة: فهم هذا الحديث يحتاج إلى معرفة سبب قول السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك. فقد كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينهى عن الصلاة بعد صلاة الفجر (عند طلوع الشمس) وبعد صلاة العصر (عند غروبها)، ظنًّا منه أن النهي عام عن الصلاة في هذين الوقتين مطلقًا، حتى لو كانت صلاة ذات سبب (كصلاة تحية المسجد أو ركعتي الطواف أو قضاء سنة الظهر القبلية إذا فاتت... إلخ).
* تصحيح السيدة عائشة: جاء قول السيدة عائشة رضي الله عنها لتبيّن أن فهم سيدنا عمر رضي الله عنه للحديث كان فيه وَهْمٌ (أي خطأ في التطبيق والفهم)، وأن النهي النبوي ليس مطلقًا. فالنبي ﷺ نهى عن "تحري" هذين الوقتين للصلاة، أي نهى عن أن يتخذ الإنسان هذين الوقتين *وقتًا مختارًا ومتعمدًا* لأداء النوافل المطلقة التي ليس لها سبب. أما الصلوات التي لها سبب، فإنها تصلى ولو وقعت في هذه الأوقات.
* الدليل على ذلك: استدلت السيدة عائشة رضي الله عنها بعمل النبي ﷺ نفسه، حيث كان يصلي ركعتي الطواف بعد العصر (أي في وقت الغروب) ولم يمنعه من ذلك، لأنه صلاة ذات سبب. فلو كان النهي عامًا مطلقًا لما صلى النبي ﷺ في هذا الوقت.

3. الدروس المستفادة منه:

* الجرأة في بيان الحق: يظهر الموقف شجاعة السيدة عائشة رضي الله عنها وعلمها الغزير، وجراءتها في تبيين الصواب حتى لو خالفت رأي شخصية عظيمة كسيدنا عمر، وهذا من أدب الصحابة في التعامل مع النصوص، حيث يقدمون النص على رأي أي أحد.
* الاجتهاد وأخطاء المجتهدين: يبين الحديث أن الاجتهاد قد يخطئ وقد يصيب، وأن خطأ المجتهد – حتى لو كان من كبار الصحابة – غير مستحيل، وهو معذور فيه بل له أجر على اجتهاده. وهذا من عدالة الصحابة وعدم تنزيههم عن الخطأ، مع حفظ مكانتهم.
* فهم النصوص في إطارها الصحيح: أهمية فهم النصوص الشرعية في ضوء جميع الروايات والأحوال، وعدم أخذ النص بمعزل عن سياقه وتطبيقاته العملية من قبل النبي ﷺ.
* التفريق بين النفل المطلق والمقيد: من أهم الفوائد الفقهية التفريق بين الصلاة ذات السبب (المقيدة) والتي يجوز أداؤها في أوقات النهي، وبين النافلة المطلقة (التي لا سبب لها) والتي يحرم أداؤها في أوقات النهي المعروفة، ومنها وقتا الطلوع والغروب.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* أوقات النهي عن الصلاة: أجمع العلماء على كراهة أو تحريم الصلاة النافلة المطلقة في ثلاثة أوقات رئيسية:
1. من بعد صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح (حوالي 15-20 دقيقة بعد الشروق).
2. عند قيام الشمس في كبد السماء (وقت الظهيرة) حتى تزول.
3. من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.
* الصلوات التي تجوز في أوقات النهي: يستثنى من هذا النهي الصلوات ذات الأسباب، مثل: قضاء الفوائت، سنة الطواف، صلاة الكسوف، صلاة تحية المسجد (على قول)، صلاة الجنازة... وغيرها.
والحمد لله رب العالمين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٨٣٣) عن محمد بن حاتم، حدثنا بهز، حدثنا وُهَيب، حدثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن عائشة فذكرت مثله.
قال البيهقي (٢/ ٤٥٣): «وإنما قالت ذلك لأنها رأت رسول الله ﷺ صلي الركعتين بعد
العصر، وكانتا مما ثبت عنها وعن أم سلمة قضاء، وكان ﷺ إذا عمل عملًا أثبته».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 732 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن التحري عند طلوع الشمس وغروبها.

📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن التحري عند طلوع الشمس وغروبها.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن التحري عند طلوع الشمس وغروبها.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن التحري عند طلوع الشمس وغروبها.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن التحري عند طلوع الشمس وغروبها.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية