لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت ويصلي أي ساعة شاء

حديث: لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت ويصلي أي ساعة شاء

عن جبير بن مطعم يبلغ به النبي ﷺ قال: «لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت، ويصلي أي ساعة شاءَ من ليل أو نهار».
وفي رواية: «يا بني عبد مناف! لا تمنعوا أحدًا».

حسن: رواه أبو داود (١٨٩٤)، والترمذي (٨٦٨)، والنسائي (٥٨٥)، وابن ماجه (١٢٥٤) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، عن جبير بن مطعم فذكره واللفظ لأبي داود.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● يبلغ به النبي ﷺ: أي يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
● يطوف بهذا البيت: الطواف هو الدوران حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام.
● أي ساعة شاء: في أي وقت أراد.
● بني عبد مناف: هم قبيلة من قريش كانوا مسؤولين عن سدانة الكعبة قبل الإسلام.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف ينهى النبي صلى الله عليه وسلم فيه قريشًا، وخاصة بني عبد مناف الذين كانوا يتولون أمر الكعبة، عن منع أي شخص من الطواف بالبيت الحرام أو الصلاة فيه في أي وقت من الليل أو النهار.
قبل الإسلام، كانت قريش تمنع بعض الناس من الطواف بالكعبة أو الصلاة حولها في أوقات معينة، أو تمنع بعض الأشخاص بحسب نسبهم أو مكانتهم، فجاء الإسلام ليبطل هذه العادات الجاهلية ويؤكد على مساواة الناس في الحقوق الدينية، خاصة في بيت الله الحرام.

3. الدروس المستفادة منه:

● المساواة بين الناس في العبادة: لا فرق بين عربي وعجمي، ولا بين غني وفقير في حق الطواف والصلاة في المسجد الحرام.
● رفع الحرج عن المسلمين: فتح باب العبادة على مصراعيه في كل وقت، مما ييسر على الناس أداء المناسك دون قيود زمنية غير شرعية.
● تحريم الاستئثار بأماكن العبادة: لا يجوز لأحد أن يحتكر حقًا في بيت الله أو يمنع الآخرين من العبادة.
● التوجيه إلى السماحة في الدين: الإسلام دين يسر، وليس عسرًا، وقد أزال الكثير من القيود التي كانت مفروضة في الجاهلية.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن الطواف والصلاة في الحرم المكي جائزان في جميع الأوقات، بما في ذلك أوقات النهي عن الصلاة (بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وعند استواء الشمس حتى تزول، وبعد العصر حتى تغرب الشمس)، لأن الحرم له خصوصية في هذا الباب.
- يستثنى من ذلك أوقات النهي عن الصلاة إلا للصوات ذات السبب، لكن الطواف يجوز في كل وقت لأنه من العبادات الخاصة بالبيت الحرام.
- الحديث يظهر عظمة الإسلام في إبطال الطبقية والتمييز بين الناس، فبيت الله هو لله جميعًا، والناس فيه سواسية.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المعتزين بشريعة الإسلام، الداعين إلى مساواتها وعدلها.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٨٩٤)، والترمذي (٨٦٨)، والنسائي (٥٨٥)، وابن ماجه (١٢٥٤) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، عن جبير بن مطعم فذكره واللفظ لأبي داود. وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (١٢٨٠) من هذا الطريق، ومن طريق ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع عبد الله بن باباه فذكر نحوه.
فقد صرَّح فيه ابن جريج وشيخه بالتحديث والسماع، وأما ابن حبان فاختار أن يروي عن شيخه ابن خزيمة من الطريق الأولى وليس فيه التحديث، ثم رواه من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا الزبير حدثه، عن ابن باباه (١٥٥٢، ١٥٥٣).
ورواه الحاكم في «المستدرك» (١/ ٤٤٨) من طريق سفيان به. وقال: صحيح على شرط مسلم.
وأما ما رُوِي عن أبي ذر أنه أخذ بحلْقَةِ باب الكعبة، فقال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «لا صلاة بعد العصر حتى تغربَ الشمس، ولا بعد الفجر حتى تطلع الشمسُ إلا بمكة» فهو ضعيف.
رواه أحمد (٢١٤٦٢)، والطبراني في الأوسط (٨٥١)، والدارقطني (١/ ٤٢٤)، والبيهقي (٢/ ٤٦١) كلهم من طريق عبد الله بن مؤمل، عن حُميد مولى عفراء، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، عن أبي ذر فذكر الحديث.
إلا أن حميد مولى عفراء سقط في مسند أحمد. وهو ضعيف كما قال البيهقي وغيره. ومجاهد لم يسمع من أبي ذر كما قال ابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ٤٥)، ورواه ابن خزيمة (٢٧٤٨) وقال: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر.
وفيه أيضًا عبد الله بن مؤمل ضعيف إلا أن إبراهيم بن طهمان قد تابعه عن حميد ومن طريقه رواه البيهقي.
قال ابن عبد البر بعد أن تكلم على حديث أبي ذر وضعَّفه: «ففي حديث جبير بن مطعم ما يُقوِّيه مع قول جمهور علماء المسلمين به. وذلك أن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير والحسن والحسين وعطاء وطاوس ومجاهدًا والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير كانوا يطوفون بعد العصر، وبعضهم بعد الصبح أيضًا، ويصلون بأثر فراغهم من طوافهم ركعتين في ذلك الوقت. وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود بن علي. وقال مالك بن أنس: من طاف بالبيت بعد العصر أخر ركعتي الطواف حتى تغرب الشمس، وكذلك من طاف بالبيت بعد الصبح لم يركعهما حتى تطلع الشمس وترتفع. وقال أبو حنيفة: يركعهما إلا عند غروب الشمس وطلوعها واستوائها».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 742 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت ويصلي أي ساعة شاء

📜 حديث: لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت ويصلي أي ساعة شاء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت ويصلي أي ساعة شاء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت ويصلي أي ساعة شاء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تمنعوا أحدًا يطوف بهذا البيت ويصلي أي ساعة شاء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية