حديث: أمَّا هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: المرأة لا تقطع الصلاة

عن عائشة أن النبي ﷺ صلَّى وهي معترضة بين يديه وقال: «أليس هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم».

حسن: رواه أحمد (٢٤٣٥٩) عن يونس، حدّثنا داود، يعني ابن أبي فُرات، عن إبراهيم بن ميمون الصائغ، عن عطاء، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أن النبي ﷺ صلَّى وهي معترضة بين يديه وقال: «أليس هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنَّة نبيه الكريم.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، وابن خزيمة، وغيرهم، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● معترضة بين يديه: أي مُستلقية أو مضطجعة في اتجاه قبلته، بحيث تكون بينه وبين القبلة.
● أليس هنَّ أمهاتكم: أي أليست النساء المحارم (مثل الأمهات والأخوات والعمات) معظَّماتٍ في الشرع، فلا ينبغي أن تكون حائلاً بين المصلي وقبلته إذا اضطجعتْ بهذه الصورة.


ثانياً. شرح الحديث:


تدور قصة الحديث حول أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت مضطجعة في اتجاه القبلة، بين يدي النبي ﷺ وهو يصلي، فأراد أن يلفت انتباهها إلى أن هذا الوضع غير لائق، لا لأنها هي بعينها، بل لأن المرأة – حتى وإن كانت محرماً – إذا اضطجعت بين يدي المصلي فقد تشغله أو تقطع خشوعه.
فقال لها النبي ﷺ: «أليس هنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم»، يعني: أليست النساء المحارم معظَّماتٍ في الإسلام، فلا ينبغي أن يُتخذ وضعٌ قد يسبب انشغالاً في الصلاة، حتى لو كنَّ محارم؟
فكأنه ﷺ يعلّمها – وبالأمة كلها – أدباً من آداب الصلاة، وهو أن لا يكون بين يدي المصلي شيء يشغله، حتى لو كان إنساناً محرماً.


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب اجتناب ما يشغل في الصلاة، سواء كان شيئاً أو شخصاً، لأن الصلاة تحتاج إلى خشوع وتوجه تام إلى الله تعالى.
2- التلطُّف في النصيحة والتعليم: فقد وجّهها النبي ﷺ بهذا الأسلوب الحكيم (أليس كذا وكذا) دون توبيخ أو غلظة.
3- تنبيه المرأة أن تتجنب الاضطجاع أو الجلوس في اتجاه قبلة الرجل وهو يصلي، حتى لا تشغله.
4- عظم حق المحارم وتكريمهن في الإسلام، حيث جعلهن النبي ﷺ في مقام الأمهات والأخوات في التحريم والاحترام.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "سد الذرائع"؛ أي منع الوسائل التي تؤدي إلى المحذور، حتى لو لم يكن الفعل نفسه محرماً.
- بعض العلماء استدل به على كراهية مرور المرأة بين يدي المصلي، وإن كانت محرماً، إذا كان ذلك سيشتته.
- ينبغي للمرأة أن تكون حريصة على عدم التعرض أمام الرجل – حتى المحرم – في أوقات الصلاة بما قد يسبب له تشتيتاً.

أسأل الله أن يفقهنا في سنَّة نبيه، وأن يجعلنا من المتأدبين بآداب الشرع الحنيف.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٣٥٩) عن يونس، حدّثنا داود، يعني ابن أبي فُرات، عن إبراهيم بن ميمون الصائغ، عن عطاء، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن لأجل إبراهيم بن ميمون الصائغ فإنه صدوق كما في التقريب. وقد وثَّقه ابن معين والنسائي. وقال أبو زرعة: ليس به بأس. وله متابع دون قوله: «أليس هن أمهاتكم ...».
وبقية الرجال ثقات، يونس هو: ابن محمد المؤدب، وعطاء هو: ابن أبي رباح.
قال السندي: قوله: أليس هنَّ - أي النساء - أي فكيف يقطعن الصلاة عليكم بمرورهن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 761 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمَّا هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم

  • 📜 حديث: أمَّا هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمَّا هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمَّا هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمَّا هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب