لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقُط

حديث: لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقُط

عن سمرة بن جندب، عن النبي ﷺ قال: «لا تصلوا حين تطلع الشمس، ولا حين تسقُط، فإنها تطلع بين قرنَي شيطان، وتغرب بين قرنَي شيطان».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٠١٦٩) والبزار «كشف الأستار» (٦١٢)، والطبراني في الكبير (٦٩٧٣) كلُّهم من طريق شعبة، عن سِماك بن حرب قال: سمعتُ المهلب بن أبي صُفرة يحدث عن سمرة فذكر الحديث، وفي رواية: يخطب فقال: قال سمرة بن جندب فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تنهى عن الصلاة في أوقات معينة. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:

● تَطْلُعُ الشَّمْسُ: أي تبرز وتظهر من المشرق.
● تَسْقُطُ: أي تغرب وتنزل في الأفق عند المغرب.
● قَرْنَيْ شَيْطَان: القرن هنا يعني القرون التي للشيطان، وهو كناية عن قوته وسلطانه وحزبه في ذلك الوقت. وقيل: المعنى أن الشيطان يكون حاضراً ومقترناً بها في هذين الوقتين ليفتن الناس عن عبادتهم.

ثانياً. شرح الحديث:

ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أداء الصلاة النافلة في وقتين:
1- وقت طلوع الشمس: وهو من بداية بزوغها حتى ترتفع قيد رمح (حوالي 10-15 دقيقة بعد الشروق).
2- وقت غروب الشمس: وهو من بداية غروبها حتى تكتمل وتختفي تماماً.
والعلة في النهي – كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم – هي أن الشمس "تطلع بين قرني شيطان" و"تغرب بين قرني شيطان".
والمعنى المقصود:
أن هذين الوقتين (وقت الشروق ووقت الغروب) يكون للشيطان فيهما حضور قوي ونشاط، لأنهما وقتان يسجد فيه الكفار للشمس ويعبدونها، فكأن الشيطان يتشرف ويُظهر قوته ويحتفل بعبادة أتباعه له من خلال عبادة الشمس. فالصلاة في هذين الوقتين تشابه فعل المشركين، فنهى عنها الإسلام سداً لذريعة التشبه بهم، وحفاظاً على عقيدة التوحيد خالصة من أي شائبة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- الحكمة من النهي: النهي هنا ليس لأن الصلاة نفسها محرمة، ولكن لقطع التشبه بالكفار الذين يعبدون الشمس في هذين الوقتين.
2- حماية العقيدة: الإسلام يحرص على صفاء العقيدة ويبعد المسلم عن كل ما يشوبها، حتى لو كان في الظاهر عملاً صالحاً كالصلاة.
3- التوقيت في العبادة: للعبادة أوقات فضلها وأوقات نهي عنها، مما يدل على دقة التشريع الإسلامي ومراعاته للحكم والمصالح.
4- اجتناب مواطن الشبهة: ينبغي للمسلم أن يبتعد عن الأوقات والأماكن التي تكون فيها الشبهة قوية، حتى لا يقع في محذور شرعي.

رابعاً. ما يستثنى من هذا النهي:

هذا النهي خاص بالصلاة النافلة المطلقة (أي التي ليس لها سبب معين). أما الصلوات ذات الأسباب، كصلاة الكسوف، أو ركعتي الطواف، أو قضاء سنة الفجر بعد صلاة الفجر، أو صلاة الجنازة، فكلها جائزة في هذه الأوقات عند جمهور العلماء، لأن لها سبباً يبيحها.

خامساً:

الأوقات المنهي عن الصلاة فيها:
بالإضافة إلى وقت الشروق والغروب، هناك أوقات أخرى نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيها، وهي:
- بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس.
- عند قيام الشمس في كبد السماء (وقت الظهيرة) حتى تزول.
- بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
وهذه الأوقات الخمسة هي أوقات النهي الثابتة في السنة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويجعلنا من المقبلين على طاعته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٠١٦٩) والبزار «كشف الأستار» (٦١٢)، والطبراني في الكبير (٦٩٧٣) كلُّهم من طريق شعبة، عن سِماك بن حرب قال: سمعتُ المهلب بن أبي صُفرة يحدث عن سمرة فذكر الحديث، وفي رواية: يخطب فقال: قال سمرة بن جندب فذكر الحديث.
وصححه ابن خزيمة (١٢٧٤) ورواه من طريق شعبة به مثله.
قال الأعظمي: إسناده حسن لأجل سماك بن حرب وفيه كلام غير أنه حسن الحديث.
وفي رواية: أن رسول الله ﷺ كان يأمرنا أن نُصلي أي ساعة شئنا من ليلٍ أو نهار، غير أنه أمرنا أن نجتنب طلوعَ الشمس وغروبها، وقال: إن الشيطان يغيب معها حين يغيب، ويطلع معها.
رواه البزار (٦١٠) من وجه آخر عن خبيب بن سليمان، عن أبيه سلمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب فذكر مثله.
كما رواه أيضًا من وجه آخر من حديث إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن سمرة أن النبي ﷺ قال: «لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس وغروبها، فإنها تطلع في قرنَي شيطان، وتغرب في
قرنَي شيطان».
وقال: أحاديث إسماعيل لا نعلم رواها عن الحسن غيره.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٢٥): رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير من طرق، ورجال أحمد ثقات.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 734 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقُط

📜 حديث: لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقُط

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقُط

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقُط

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقُط

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية