كان يُصلي وأنا حياله

حديث: كان يُصلي وأنا حياله

عن أم سلمة قالت: كان فراشها حيال مسجد رسول الله ﷺ. وفي رواية: كان يفرش لي حيال مصلى رسول الله ﷺ فكان يُصلي وأنا حياله.

صحيح: روه أبو داود (٤١٤٨)، وابن ماجه (٩٥٧) كلاهما من طريق يزيد بن زُريع، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمها فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانباً من حياة النبي ﷺ اليومية في بيته، وتوضح بعض الأحكام المتعلقة بالصلاة.

أولاً. شرح المفردات:

● فراشها: سرير نومها أو مكان مبيتها.
● حيال: مقابل أو بإزاء، أي أن فراشها كان في اتجاه مصلى النبي ﷺ وناحيته.
● مسجد رسول الله ﷺ: هنا يُقصد به الموضع المخصص للصلاة داخل بيته ﷺ، وليس المسجد النبوي الشريف.
● مصلى رسول الله ﷺ: المكان الذي كان يصلي فيه داخل حجرته.

ثانياً. شرح الحديث:

تخبرنا السيدة أم سلمة رضي الله عنها، وهي من أزواج النبي ﷺ، أن فراشها كان موضوعاً في اتجاه ومقابل المكان الذي كان النبي ﷺ يصلي فيه داخل حجرته. فكانت تضطجع على فراشها وهو يصلي قريباً منها، بينها وبينه لا يوجد حائل يمنع الرؤية.
وهذا يدل على:
1- قرب مكان صلاته ﷺ من أماكن نوم أزواجه: مما يظهر بساطة الحياة في بيته ﷺ وعدم وجود تعقيد أو تكلف.
2- جواز صلاة الرجل والمرأة في مكان واحد دون حاجز: إذا كانت المرأة مضطجعة أو نائمة ولم يكن هناك ما يثير الفتنة، وهو من خصوصيات النبي ﷺ مع أزواجه. أما بالنسبة لغيرهم، فالأولى وجود حائل إذا كانت المرأة تصلي خلف الرجل أو في مكان واحد.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- السماحة والبساطة في العبادة: فالنبي ﷺ كان يصلي في مكان بسيط في بيته لا يفصله عن أهله جدار أو ساتر دائم، مما يدل على يسر الإسلام وسماحته.
2- بيان صفة بيوت النبي ﷺ: وأنها كانت صغيرة متواضعة، حيث كان مصلاه قريباً من فراش أزواجه.
3- جواز مرور المرأة أو اضطجاعها أمام المصلي: في حالات خاصة وبدون قصد التشويش أو الإلهاء، خاصة إذا كانت من محارمه كالزوجة. وهذا من خصوصيات النبي ﷺ، أما بالنسبة لغير النبي فيستحب أن لا يمر بين يدي المصلي شيء ولا أحد.
4- عظم منزلة أمهات المؤمنين: وكيف كن قريبات من النبي ﷺ في جميع أحواله، حتى في حال عبادته، مما كان يزيد من إيمانهن وتقواهن.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يستدل به الفقهاء على جواز مرور المرأة أو اضطجاعها بين يدي المصلي إذا لم يكن هناك حائل، خاصة إذا كانت الزوجة، لأنه من المحرمات والمحارم.
- كما أنه يدل على حرص أزواج النبي ﷺ على ملاحظة عبادته وأحواله لتتعلمن منه وليقتدين به.
- ينبغي التفريق بين هذه الحالة التي هي من خصوصيات النبي ﷺ في بيته، وبين الصلاة في المسجد أو الأماكن العامة، حيث يجب مراعاة الآداب العامة وعدم الاختلاط أو ما قد يسبب الفتنة.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

روه أبو داود (٤١٤٨)، وابن ماجه (٩٥٧) كلاهما من طريق يزيد بن زُريع، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمها فذكرته. وإسناده صحيح.
ورواه الإمام أحمد (٤١٤٨)، وأبو يعلى (٩٥٧) من طريق وهيب، والطبراني في «الكبير» (٢٣/ ٣٥٠) من طريق وهب بن بقية - كلاهما عن خالد الحذاء به مثله.
ووهيب هو: ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، ووهب بن بقية هو: ابن عثمان الواسطي وكلاهما ثقتان من رجال الصحيح. فزيادتهما مقبولة.
الجمع بين الأحاديث من البابين:
لقد نقل الترمذي عن الإمام أحمد بعد أن أخرج حديث أبي ذر: «قال أحمد: الذي لا أشك فيه أن الكلب الأسود يقطع الصلاة. وفي نفسي من الحمار والمرأة شيء. قال إسحاق: لا يقطعها شيء إلا الكلب الأسود» (٢/ ١٦٣).
قال الأعظمي: لأنه لم يجد في الكلب الأسود ما يعارضه، وقد وجد في الحمار حديث ابن عباس الآتي، وفي المرأة حديث عائشة.
وأما حديث أبي ذر فذهب بعض أهل العلم إلى نسخه بحديث أبي سعيد وهو ضعيف رواه أبو داود (٧١٩) وغيره عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤا ما استطعتم، فإنما هو شيطان» وفيه مجالد بن سعيد الهمداني وهو سيء الحفظ.
وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة عند الدارقطني، وجابر عند الطبراني في «الأوسط»، وأبي أمامة عند الطبراني في «الكبير» وهي كلها ضعيفة لا تنتهض للاحتجاج بها.
ومع هذا ذهب إلى النسخ الطحاوي وابن عبد البر وغيرهما.
ومنهم من جعل أحاديث القطع ضعيفةً، وجعل ما يخالفها أقوى وأثبت. ذهب إليه الإمام الشافعي وقوَّى هذا الرأي في كتابه «اختلاف الحديث».
ومنهم من ذهب إلى التأويل مثل الخطابي فقال: «وقد يحتمل أن يتأول حديث أبي ذر على أن هذه الأشخاص إذا مرت بين يدي المصلي قطعتْه عن الذكر، وشغل قلبَه عن مراعاة الصلاة، فذلك معنى قطعها للصلاة، دون إبطالها من أملها حتى يكون فيها وجوب الإعادة» «معالم السنن».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 762 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يُصلي وأنا حياله

📜 حديث: كان يُصلي وأنا حياله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان يُصلي وأنا حياله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان يُصلي وأنا حياله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان يُصلي وأنا حياله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية