حديث: يُعَرِّضُ راحِلَتَهُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحري الصّلاة إلى سترة كالأسطوانة ونحوها

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ أنه كان يُعَرِّضُ راحِلتَه فيُصَلِّي إليها. قال نافع: أفرأيتَ إذا هبَّتِ الركابُ؟ قال: كان يأخذ هذا الرحلَ فيُعدِّله فيُصلي إلى آخِرَتِه - أو قال: مؤخَّرِه - وكان ابن عمر يفعلُه.

متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٥٠٧)، ومسلم في الصلاة (٥٠٢) كلاهما من طريق معتمر بن سليمان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله واللفظ للبخاري.

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ أنه كان يُعَرِّضُ راحِلتَه فيُصَلِّي إليها. قال نافع: أفرأيتَ إذا هبَّتِ الركابُ؟ قال: كان يأخذ هذا الرحلَ فيُعدِّله فيُصلي إلى آخِرَتِه - أو قال: مؤخَّرِه - وكان ابن عمر يفعلُه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه دلالة على هديه صلى الله عليه وسلم في اتخاذ السترة في الصلاة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● يُعَرِّضُ راحِلَتَهُ: أي يجعل راحلته (وهي ناقته التي يركبها) معترضة أمامه أثناء الصلاة.
● فيُصَلِّي إلَيْهَا: أي يتخذها سترة يصلي إليها، فتكون بينه وبين المارين.
● هَبَّتِ الرِّكَابُ: الهَبُّ هو الذهاب بسرعة، والرِّكاب هي الإبل السريعة. والمعنى: إذا مرت الإبل سريعة فربما تعبترض سترته (الراحلة).
● الرَّحْلَ: هو الشيء الذي يوضع على ظهر البعير للركوب، وهو السرج.
● يُعَدِّلُهُ: أي يضعه ويقيمه حتى يكون مستقيماً ومعتدلاً.
● إِلَى آخِرَتِهِ - أَوْ قَالَ: مُؤَخَّرِهِ: أي يصلي إلى مؤخرة الرحل (السرج)، فيجعله سترة له.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يصلي في فضاء من الأرض (ليس فيه جدار أو سترة ثابتة)، فإنه كان يعرض راحلته (ناقته) ويجعلها بين يديه، ثم يصلي إليها، فتصير هي سترته التي تمنع المرور بين يديه وتحمي صلاته.
ثم يسأل الراوي (نافع مولى ابن عمر) سيده عبدالله بن عمر سؤالاً يفيد الفهم الدقيق للهدي النبوي، فيقول: أرأيت -يا ابن عمر- إذا هبت الركاب (أي إذا مرت الإبل سريعة فربما اصطدمت بالراحلة أو حركتها فأزاحتها عن مكانها) فماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم؟
فأجابه ابن عمر رضي الله عنهما بأن النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالة، أو عندما لا تكون الراحلة موجودة، كان يأخذ "الرحل" (وهو السرج الذي يوضع على البعير) فيضعه أمامه ويقيمه حتى يستقيم، ثم يصلي إلى مؤخرة هذا الرحل، فيتخذه سترة بدلاً من الراحلة نفسها.
ويختم ابن عمر رضي الله عنهما بأنه كان يقتدي بهذا الفعل النبوي الكريم ويفعله هو أيضاً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- مشروعية اتخاذ السترة في الصلاة: وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء، سواء كان المصلي إماماً أو منفرداً، في المسجد أو في الصحراء. والسترة تمنع المرور بين يدي المصلي وتحفظ خشوعه.
2- جواز اتخاذ أي شيء سترة: فالسترة ليست محصورة في جدار أو عمود، بل يجوز أن تكون أي شيء مرتفع، كالراحلة (الناقة)، أو الرحل (السرج)، أو العصا، أو الحقيبة، أو غير ذلك. وأقل ما يكون ارتفاعاً في السترة قدر مؤخرة الرحل، وهو حوالي شبر أو شبرين (ما يقارب 30 سم).
3- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه كله: وهذا ما فعله ابن عمر رضي الله عنهما، حيث كان حريصاً على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
4- التعليم بالسؤال والجواب: حيث سأل نافع سيده ابن عمر ليفهم الحكم بدقة، وهذا من أدب طلب العلم.
5- مراعاة الظروف والاحتمالات: حيث بين الحديث أن السترة الثابتة (كالرحل) أفضل من المتحركة (كالناقة) التي قد تزول، مما يدل على حكمة الشريعة ومرونتها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- حكم السترة: سنة مؤكدة عند جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية)، وذهب الحنابلة إلى أنها واجبة على المنفرد والإمام.
- يجب على المار أن لا يمر بين يدي المصلي وسترته، فإن فعل فقد أتى إثماً عظيماً.
- إذا لم يجد المصلي شيئاً يتخذه سترة، فإنه ينصب عصاً أو يشير بيده إلى مكان السترة، ويكفي ذلك إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلاة (٥٠٧)، ومسلم في الصلاة (٥٠٢) كلاهما من طريق معتمر بن سليمان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله واللفظ للبخاري.
ولفظ مسلم مختصر: «كان يُعرض راحلته وهو يصلي إليها».
وفي لفظ: «كان يصلي إلى راحلته».
وفي لفظ: «إن النبي ﷺ صلى إلى بعير».
قوله: «يُعرّض» بتشديد الراء، أي يجعلها عرضًا أي معترضة بينه وبين القبلة.
وقوله: «هبَّتِ الركاب» أي: هاجتِ الإبل، يقال: هبَّ الفحلُ إذا هاج، وهبَّ البعير في السير إذا نشط. والركاب الإبل التي يسار عليها ولا واحد لها من لفظها.
والمعنى أنّ الإبل إذا هاجت شوشت على المصلي لعدم استقرارها، فيعدل عنها إلى الرحْلِ فيجعله سترة.
وقوله: «آخرته أو مؤخَّره»المراد بها العود الذي في آخر الرحْلِ الذي يستند إليها الراكب.
وفي الموطأ (١/ ١٥٥) كان ابن عمر يكره أن يمرَّ بين يدي النساء، وهنَّ يصلين، وفي رواية: أنه كان لا يمر بين يدي أحد، ولا يدع أحدًا يمرَّ بين يديه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 747 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُعَرِّضُ راحِلَتَهُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا

  • 📜 حديث: يُعَرِّضُ راحِلَتَهُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُعَرِّضُ راحِلَتَهُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُعَرِّضُ راحِلَتَهُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُعَرِّضُ راحِلَتَهُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب