الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

حديث: الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

عن عبد الله بن مسعود قال: نُهِي عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الفجر، أو قال: بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وبنصف النهار. قال: في شدة الحر.

حسن: رواه البزار «الكشف» (٦١٤) عن العباس بن جعفر، ثنا الوليد بن صالح، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زِر، عن عبد الله فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الأحاديث المهمة التي بينت الأوقات التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيها، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.

نص الحديث:

عن عبد الله بن مسعود قال: "نُهِي عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الفجر، أو قال: بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وبنصف النهار. قال: في شدة الحر."

1. شرح المفردات:

● نُهِي: أي نهى النبي صلى الله عليه وسلم.
● بعد العصر: أي بعد أداء صلاة العصر.
● حتى تغرب الشمس: أي إلى وقت غروب الشمس.
● بعد الفجر أو بعد صلاة الصبح: أي بعد صلاة الفجر.
● حتى تطلع الشمس: أي إلى وقت شروق الشمس.
● بنصف النهار: أي وقت الزوال، عندما تكون الشمس في كبد السماء.
● في شدة الحر: أي في وقت اشتداد الحر، وهو وقت الظهيرة.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يبين الأوقات التي يُكره فيها الصلاة النافلة المطلقة (أي التي لا سبب لها)، وهي ثلاثة أوقات:
1- بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس: أي من بعد أداء صلاة الفجر إلى أن تشرق الشمس وترتفع قيد رمح (حوالي ربع ساعة بعد الشروق).
2- بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس: أي من بعد أداء صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس.
3- وقت الاستواء (نصف النهار): وهو وقت الزوال، عندما تكون الشمس في وسط السماء، ولا ظل للشيء، وهذا الوقت يكون في شدة الحر.
والنهي هنا للكراهة التنزيهية، وليس للتحريم، إلا إذا كانت الصلاة لها سبب معين، مثل صلاة الكسوف، أو تحية المسجد، أو قضاء الفوائت، أو ركعتي الطواف، فإنها تجوز في هذه الأوقات.

3. الدروس المستفادة منه:

● التوقيت في العبادة: الإسلام دين نظام وترتيب، فكما حدد أوقات الصلوات المفروضة، حدد أيضًا الأوقات التي يُكره فيها التطوع.
● احترام أوقات النهي: ينبغي للمسلم أن يتجنب الصلاة النافلة في هذه الأوقات إلا ما استثني.
● الحكمة من النهي:
- بعد الفجر والعصر: لأن هذين الوقتين هما وقت سجود الكفار للشمس، فنهى عن الصلاة فيهما ليميز المسلمون عن غيرهم.
- وقت الاستواء: لأنه وقت شدة الحر، وفيه تشبه بالكفار الذين يعبدون الشمس عند ارتفاعها.
● المرونة في العبادة: إذا كان للصلاة سبب، فإنها تجوز حتى في أوقات النهي، مما يدل على مرونة الشريعة ورفع الحرج.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث المتفق عليها.
- الصلوات التي لها سبب لا تدخل في النهي، مثل: صلاة تحية المسجد، سنة الوضوء، صلاة الاستخارة، قضاء الفوائت، وغيرها.
- يستثنى من النهي أيضًا الصلاة في الحرمين (مكة والمدينة)، حيث يجوز التنفل فيهما في جميع الأوقات.
- وقت الكراهة بعد الفجر يمتد حتى ترتفع الشمس قيد رمح، وبعد العصر حتى تصفر الشمس.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من المقبلين على طاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار «الكشف» (٦١٤) عن العباس بن جعفر، ثنا الوليد بن صالح، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زِر، عن عبد الله فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣٣٥٨): «رواه أبو يعلى والبزار ورجالهما ثقات».
قال الأعظمي: وعاصم هو: ابن بَهْدَلة تكلم فيه الدارقطني، والبزار من ناحية حفظه غير أنه «صدوق له أوهام» كما في التقريب.
والراوي عنه أبو بكر بن عياش الكوفي الحناط المقري. قال ابن عدي: «هو كوفي مشهور، وهو يروي عن أجلَّةِ الناس، وهو من مشهوري مشائخ الكوفة وقرائهم، وعن عاصم بن بَهدلة أحد القراء، هو في كل رواياته عن كل من روى عنه لا بأس به، وذلك أني لم أجد له حديثًا منكرًا إذا روى عنه ثقة».
تنبيه: هذا الحديث سقط من طباعة «مجمع الزوائد» القديمة ويوجد في طبعة محمد عبد القادر عطا.
وأما ما رُوِي عن عبد الله الصُنابحي أن رسول الله ﷺ قال: «إن الشمس تطلع ومعها قرنُ الشيطان، فإذا ارتفعتْ فارقها، ثم إذا استوتْ قارنها. فإذا زالتْ فارقها، فإذا دَنتْ للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها» ونهى رسول الله ﷺ عن الصلاة في تلك الساعات.
رواه مالك في القرآن (٤٤) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصُنابحي فذكر مثله.
ورواه النسائي (٥٥٩) من طريق مالك به، وابن ماجه (١٢٥٣) من طريق معمر، عن زيد بن أسلم به وقال: فيه أبو عبد الله الصُنابحي وهو الصواب: واسمه عبد الرحمن بن غُسيلة وهو تابعي كما سبق الكلام عليه بالتفصيل في كتاب الطهارة باب ثواب الطهور.
وقال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٦٣): «حديث مرسل مع قوة رجاله».
قال الأعظمي: وقوله: «ثم إذا استوت قارنها» يُخالف ما ثبت في الأحاديث الصحيحة «فإن حينئذ تسجر جهنم» كما في حديث عمرو بن عبسة، وصفوان بن المعطل.
وكذلك ما رُوِي عن مرة بن كعب، أو كعب بن مرة السلمي في حديث طويل فيه: «الصلاةُ
مقبولة حتى تصلي الصبح، ثم لا صلاة حتى تطلعَ الشمسُ وتكون قِيدَ رُمْح أو رُمْحين، ثم الصلاة مقبولةٌ حتى يقوم الظِلُّ قيام الرمح، ثم لا صلاةَ حتى تزولَ الشمسُ، ثم الصلاةُ مقبولةٌ حتى تُصلي العصر، ثم لا صلاة حتى تغيبَ الشمسُ».
رواه الإمام أحمد (١٨٠٥٩) حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبةُ، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعْد، عن مرة بن كعب، أو كعب بن مرة فذكره.
قال شعبة: قال: وحدثني به منصور وذكر ثلاثة بينه وبين مرة بن كعب.
وفيه انقطاع فإن سالم بن أبي الجعد قيل لم يسمع من كعب بن مرة كما في التهذيب ورُوي عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل، عن كعب بن مرة، ورجَّح الدارقطني في العلل هذا الإسناد الذي فيه رجل مبهم، وقيل غير ذلك.
وكذلك ما رُوي عن أبي قتادة عن النبي ﷺ أنه كَرِه الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة وقال: «إن جهنم تسجَّر إلا يوم الجمعة» ضعيف رواه أبو داود (١٠٨٣) وسيأتي في صلاة الجمعة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 719 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

📜 حديث: الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية