حديث: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر

عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: «لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا بعد الصبح حتى ترتفع الشمس وتضحى».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٥٠١٠) عن يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن مسلم الخبَّاط، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله ﷺ أن يُتلقَّى الركبانُ أو يبيع حاضر لبادٍ، ولا يخطبَ أحدكم على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدعَ، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيبَ الشمس، ولا بعد الصُّبح حتى ترتفع الشمسُ، أو تَضْحى.

عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: «لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا بعد الصبح حتى ترتفع الشمس وتضحى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال:
«لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا بعد الصبح حتى ترتفع الشمس وتضحى».
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● لا صلاة: أي لا يجوز أداء النافلة المطلقة.
● بعد العصر: أي بعد أداء صلاة العصر.
● حتى تغرب الشمس: أي إلى وقت غروب الشمس.
● بعد الصبح: أي بعد أداء صلاة الفجر.
● حتى ترتفع الشمس: أي إلى وقت ارتفاع الشمس في السماء قدر رمح (حوالي ربع ساعة بعد الشروق).
● وتضحى: أي حتى ينتشر ضوء النهار ويصبح الوقت واضحًا.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يبين الأوقات التي نهى النبي ﷺ عن الصلاة فيها، وهي أوقات الكراهة التي لا يصلى فيها نافلة مطلقة، إلا ما استثني من الصلوات ذات السبب.
● الوقت الأول: بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس:
هذا وقت منهي عن الصلاة فيه، لأنه وقت تشترك فيه النار مع الشياطين، وفيه يشهد الملأ الأعلى صلاتي الفجر والعصر، فلا ينبغي تشويشهما بصلاة نافلة بلا سبب.
● الوقت الثاني: بعد صلاة الفجر حتى ارتفاع الشمس:
وهذا أيضًا وقت منهي عن الصلاة فيه، لأن الشمس تطلع بين قرني شيطان، ويكون الشيطان حاضرًا، وفيه تشهد الملائكة صلاة الفجر، فلا ينبغي إحداث صلاة بعدها.


3. الدروس المستفادة:


1- التوقيت في العبادة: الإسلام دين نظام وترتيب، فكما حدد أوقات الصلوات المفروضة، حدد أوقاتًا لا تصلى فيها النوافل احترامًا لأوقات الفرائض وتقديرًا لشهود الملائكة.
2- احترام أوقات الصلوات: النهي عن الصلاة في هذه الأوقات يدل على عظم مكانة الصلوات المفروضة، وأنه لا ينبغي للمسلم أن يشغلها بما قد يخل بها أو يقلل من فضلها.
3- الاستثناءات: النهي عن الصلاة في هذه الأوقات خاص بالنوافل المطلقة، أما الصلوات ذات السبب مثل صلاة الكسوف، أو قضاء سنة الفجر بعد صلاة الفجر، أو صلاة تحية المسجد، فإنها تجوز في هذه الأوقات عند الجمهور.
4- الحكمة من النهي: النهي عن الصلاة في هذه الأوقات له حكم عظيمة، منها تجنب مشابهة المشركين الذين يسجدون للشمس عند طلوعها وغروبها، ومنها أن هذه الأوقات أوقات شهادة الملائكة للصلوات المفروضة.


4. معلومات إضافية:


● الأوقات المنهي عن الصلاة فيها خمسة:
1. بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس.
2. عند طلوع الشمس حتى ترتفع.
3. عند استواء الشمس في كبد السماء (وقت الظهيرة) حتى تزول.
4. بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
5. عند غروب الشمس حتى تكتمل غروبها.
● الصلوات المستثناة من النهي:
- صلاة ذات سبب: كصلاة تحية المسجد، أو صلاة الكسوف، أو قضاء الفوائت، أو سنة الوضوء.
- صلاة الجنازة.
- سجود التلاوة والشكر.
● الفرق بين النافلة المطلقة والمقيدة:
النهي يخص النوافل المطلقة التي ليس لها سبب، أما النوافل المقيدة كسنة الفجر فإنها تصلى بعد الفجر إذا فاتت، وكذلك سنة الظهر إذا فاتت تقضى بعد العصر.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في الشرع، ويجعلنا من المقبولين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٥٠١٠) عن يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن مسلم الخبَّاط، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله ﷺ أن يُتلقَّى الركبانُ أو يبيع حاضر لبادٍ، ولا يخطبَ أحدكم على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدعَ، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيبَ الشمس، ولا بعد الصُّبح حتى ترتفع الشمسُ، أو تَضْحى.
ورواه أبو داود الطيالسي (٢٠٤١) عن ابن أبي ذئب به واكتفى بالنهي عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ويرتفع النهار، وعن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمسُ. وبقية الحديث أورده في حديث آخر بالإسناد نفسه.
ورجاله ثقات ومسلم الخبَّاط هو: ابن أبي مسلم وهو ثقة أيضًا كان يبيع الخبط والحنطة وكان خياطًا فقيل له: الخبَّاط، والحنَّاط، والخياط. انظر «المؤتلف» للدارقطني (٢/ ٩٣٩).
إلا أن ابن رجب في شرحه للبخاري باسم «فتح الباري» (٣/ ٢٧٠) يرى أنه حديث غريب منكر، ظنا منه أن هذا يخالف ما رواه ابن عمر في الصحيحين: «لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها»، والصواب أنه لا تعارض بينهما، ففي أحدهما النهي عن تحري الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها والآخر عام في النهي عن الصلاة بعد الفجر وبعد الصبح، والله أعلم.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «صلاتان لا يصلي بعدهما: الصبح حتى تطلع الشمس، والعصر حتى تغرب الشمس».
رواه الإمام أحمد (١٤٦٩)، وأبو يعلى (٧٣٣) كلاهما عن إسحاق بن عيسى، حدثني إبراهيم، يعني ابن سعد، عن أبيه، عن معاذ التيمي قال: سمعت سعد بن أبي وقاص فذكر الحديث.
ومعاذ التيمي لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه سوى سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولذا فهو «مقبول» وهو من رجال «التعجيل» (١٠٤٩)، ورواه ابن حبان (١٥٤٩) من حديث إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عنه. وقد توهم البعض بأنه معاذ بن عبد الرحمن التيمي وهو من رجال «التهذيب» أخرج له الشيخان ولذا قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٢٥): «رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح» والصواب أنه معاذ التيمي المكي ليس من رجال التهذيب أصلا.
وكذلك ما رواه نصر بن عبد الرحمن، عن جده مُعاذ أنه طاف مع معاذ بن عفراءَ فلم يُصَلِّ. فقلتُ: ألا تُصلي؟ فقال: إن رسول الله ﷺ قال: «لا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمسُ، ولا بعد الصبح حتى تطلع الشمس».
رواه النسائي (٥١٨) عن أبي داود، قال: حدثنا سعيد بن عامر الضبعي، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر بن عبد الرحمن فذكر مثله.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٧٩٢٦) عن محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة به مثله.
اختلف على شعبة فقال سعيد بن عامر ومحمد بن جعفر غندر هكذا.
قال الحافظ: وقال غيرهما: عن شعبة، عن سعد، عن نصر، عن جده معاذ بن عفراء أنه طاف فقال له معاذ رجل من قريش: ما لك لا تصلي فذكر الحديث.
انظر: تهذيب التهذيب (١٠/ ٤٢٨) ترجمة نصر بن عبد الرحمن الكناني.
ونصر بن عبد الرحمن لم يوثقه غير ابن حبان ولذا قال في التقريب: «مقبول» ومعاذ رجل من قريش لا يُعرف من هو؟ سواء كان جد نصر كما في رواية الضبعي وغندر، فإنه طاف مع معاذ وهو: ابن الحارث بن رفاعة المعروف بابن عفراء، وهي أمه، وهو صحابي معروف شهد بدرًا وما بعدها وهو من الأنصار. أو يكون هو جد نصر بن عبد الرحمن كما في رواية حفص بن عمر الحوضي رواه عنه البيهقي (٢/ ٤٦٤) والقائل له رجل آخر اسمه أيضًا معاذ، وهو رجل من قريش، وابن عفراء من الأنصار. فصار نصر بن عبد الرحمن مرة من قريش، وأخرى من الأنصار وهو اضطراب
في الإسناد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 729 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

  • 📜 حديث: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب