ما رأيت رسول الله صلى بعد العصر ولا بعد الصبح

حديث: ما رأيت رسول الله صلى بعد العصر ولا بعد الصبح

عن سلمة بن الأكوع قال: كنتُ أسافر مع رسول الله ﷺ فما رأيتُه صلى بعد العصر، ولا بعد الصبح قط.

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٥٣٥) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير.

عن سلمة بن الأكوع قال: كنتُ أسافر مع رسول الله ﷺ فما رأيتُه صلى بعد العصر، ولا بعد الصبح قط.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كنتُ أسافر مع رسول الله ﷺ فما رأيتُه صلى بعد العصر، ولا بعد الصبح قط.
رواه البخاري ومسلم.

1. شرح المفردات:

● أسافر: أي أصحب النبي ﷺ في السفر.
● بعد العصر: أي بعد أداء صلاة العصر.
● بعد الصبح: أي بعد أداء صلاة الفجر.
● قط: كلمة تفيد النفي المؤكد، أي لم يحدث ذلك أبدًا.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يخبرنا الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه رافق النبي ﷺ في أسفاره، ولم يَرَهُ قطُّ يصلي بعد صلاة العصر ولا بعد صلاة الفجر.
وهذا النفي يشمل النوافل المطلقة (أي الصلوات التطوعية التي ليس لها سبب معين)، لأن النبي ﷺ كان يحرص على تطبيق ما شرعه الله تعالى وأمر به.

3. الدروس المستفادة منه:

1- تحريم الصلاة في أوقات النهي:
يوضح الحديث أن هناك أوقاتًا نهى النبي ﷺ عن الصلاة فيها، وهي بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس قيد رمح، وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس. وهذا التحريم يشمل النوافل المطلقة دون ذات الأسباب (كصلاة تحية المسجد، أو قضاء سنة الفجر، وغيرها).
2- حرص الصحابة على ملاحظة أفعال النبي ﷺ:
يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يراقبون أفعال النبي ﷺ ويحفظونها لينقلوها للأمة، مما يظهر حرصهم على اتباع السنة.
3- التأكيد على الالتزام بالسنة:
النبي ﷺ هو القدوة والأسوة، وتركه للصلاة في هذه الأوقات يدل على تحريمها، فيجب على المسلم تجنب الصلاة في هذه الأوقات إلا ما استثناه الشرع.
4- الفقه في السفر:
الحديث يدل على أن أحكام أوقات النهي ثابتة في السفر كما في الحضر، ولم يرد ما يخالف ذلك.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● أوقات النهي عن الصلاة:
أجمع العلماء على النهي عن الصلاة في ثلاثة أوقات:
1. بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس.
2. عند قيام الشمس في وسط السماء حتى تزول (وقت الظهر).
3. بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
● الاستثناءات من النهي:
هناك صلوات تستثنى من هذا النهي، مثل:
- صلاة تحية المسجد.
- صلاة الكسوف والخسوف.
- قضاء سنة الفجر بعد صلاة الفجر.
- صلاة الجنازة.
- الصلاة عقب الطهارة (كصلاة ركعتين بعد الوضوء).
● حكمة النهي:
من الحكم التي ذكرها العلماء: تجنب مشابهة المشركين الذين يسجدون للشمس عند شروقها وغروبها، وكذلك لأن هذه الأوقات تكون فيها العبادة للشمس، فينبغي للمسلم أن يشتغل بذكر الله تعالى بدلاً من الصلاة في هذه الأوقات.

الخلاصة:

الحديث يدل على تحريم الصلاة النافلة المطلقة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر، وأن النبي ﷺ لم يفعل ذلك، مما يؤكد وجوب اجتناب الصلاة في هذه الأوقات إلا ما استثناه الشرع. وهو درس في الالتزام بسنة النبي ﷺ واتباع هديه في كل صغيرة وكبيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٥٣٥) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير. وحدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن يزيد بن خُصَيفَة، عن سلمة بن الأكوع فذكره.
ورواه الطبراني في الكبير (٧/ ٤٠) عن حفص بن عمر، ثنا أبو حذيفة، ثنا زهير بن محمد به مثله.
ورجاله ثقات وإسناده صحيح ويزيد بن خُصيفة هو: يزيد بن عبد الله بن خُصيفة الكندي المدني مِن رجال الجماعة وثقه ابن معين وأحمد في رواية الأثرم وأبو حاتم والنسائي. وقال أحمد في رواية أبي داود عنه: «منكر الحديث». وهذا ليس بجرح فإن الإمام أحمد يُطلق هذه الكلمة على من يُغرب على أقرانه كما بينت ذلك بالتفصيل في كتابي «دراسات في الجرح والتعديل».
ولذا قال الهيثمي في «المجمع» (٣٣٥١): رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح. وهو كما قال إلا أنه فاته العزو إلى الطبراني في الكبير، وأما في الأوسط (٧٥٠٤) فرواه من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام، قال: حدثنا يزيد بن خُصيفة، عن ابن سلمة بن الأكوع، عن سلمة فذكر مثله. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن سلمة إلا يزيد بن خُصيفة، تفرد به سعيد بن سلمة.
قال الأعظمي: ليس كما قال فقد رواه عن يزيد بن خصيفة زهير بن محمد كما ترى، وابن سلمة بن الأكوع هو إياس من رجال الجماعة.
وأما سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام العدوي مولاهم فضعَّفه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، قال الحافظ: «صدوق صحيح الكتاب، يخطئ من حفظه» ولعل هذا مما أخطأ فيه فإنه زاد في الإسناد ابن سلمة بن الأكوع فإن صحت هذه الزيادة فهي المزيد في متصل الأسانيد.
وهذا الحديث لا يعارض ما روته عائشة وأم سلمة بأن النبي ﷺ كان يصلي ركعتين بعد العصر، فإن سلمة بن الأكوع يخبر عما رآه من فعل النبي ﷺ في الأسفار، وهما تُخبران بما كان يفعله النبي ﷺ في داخل البيت فلا تعارض بينهما كما سيأتي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 726 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأيت رسول الله صلى بعد العصر ولا بعد الصبح

📜 حديث: ما رأيت رسول الله صلى بعد العصر ولا بعد الصبح

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما رأيت رسول الله صلى بعد العصر ولا بعد الصبح

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما رأيت رسول الله صلى بعد العصر ولا بعد الصبح

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما رأيت رسول الله صلى بعد العصر ولا بعد الصبح

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية