حديث: ساعى النبي ﷺ الشاة حتى ألزق بطنها القبلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب منعُ المارِّ بين يدي المصلِّي

عن ابن عباس أن النبي ﷺ كان يُصلي، فمَرَّت شاةٌ بين يديه، فساعاها إلى القبلة حتى ألزق بطْنَه بالقبلة.

صحيح: رواه ابن خزيمة (٨٢٧)، وابن حبان (٢٣٧١)، والحاكم (١/ ٢٥٤) كلهم من طريق جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم والزبير بن خِرِّيت، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر مثله.

عن ابن عباس أن النبي ﷺ كان يُصلي، فمَرَّت شاةٌ بين يديه، فساعاها إلى القبلة حتى ألزق بطْنَه بالقبلة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه هدي النبي ﷺ العملي في الصلاة، وبيان حرصه على كمالها وسد الذرائع إلى ما يخل بها.

الحديث بلفظه:


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يُصلي، فمَرَّت شاةٌ بين يديه، فساعاها إلى القبلة حتى ألزق بطْنَه بالقبلة.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني في صحيح الجامع).


1. شرح المفردات:


● يُصلي: أي كان يؤدي الصلاة.
● مَرَّت شاة: أي عبرت نعجة أو خروف بين يدي المصلي.
● فَسَاعَاهَا: أي سار خلفها مسرعًا ليدفعها أو يردها عن المرور أمامه.
● إلى القبلة: أي نحو جهة الكعبة.
● ألزق بطنه بالقبلة: أي جعل بطنه ملتصقًا بالسترة أو بما يحاذي القبلة، بحيث لا تتمكن الشاة من المرور بينه وبين السترة.


2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يصلي، فمرت شاة (أي نعجة أو خروف) بين يديه، فلم يتركها تمر وتقطع صلاته أو تشغله، بل سار خلفها مسرعًا (بحركة خفيفة مناسبة للصلاة) حتى دفعها إلى جهة القبلة، ثم ألصق بطنه بالسترة التي أمامه (أو بما يحاذي القبلة) حتى لا تعود الشاة أو غيرها للمرور بينه وبين السترة.
وهذا الفعل منه ﷺ يدل على:
- وجوب ستر المصلي أمامه في الصلاة (بوضع سترة كالجدار أو العصا أو غيرها).
- تحريم المرور بين يدي المصلي إذا كان هناك سترة.
- أن المصلي مأمور بدفع المار بين يديه إذا كان ذلك ممكنًا دون إخلال بالصلاة.
- أن الحركة اليسيرة في الصلاة لأجل مصلحة الصلاة نفسها (كدفع المار أو ردِّه) جائزة ولا تبطل الصلاة.


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب اتخاذ السترة في الصلاة: وهذا من هدي النبي ﷺ، حيث كان يضع أمامه عصًا أو شيئًا يستتر به، ليمنع المرور بين يديه.
2- تحريم المرور بين يدي المصلي: إذا كان المصلي قد وضع سترة، فإن المرور بينه وبينها حرام؛ لأنه يعرض صلاة المسلم للبطلان أو التشويش.
3- جواز الحركة اليسيرة في الصلاة: إذا كانت لمصلحة الصلاة، كدفع إنسان أو حيوان يمر أمامه، أو إصلاح ثوبه، أو ما شابه ذلك.
4- حرص النبي ﷺ على كمال الصلاة: حتى إنه كان يتحرك حركة بسيطة لسدِّ الذريعة إلى ما يخل بها.
5- رفق النبي ﷺ بالحيوان: حيث لم يضرب الشاة أو يؤذها، بل دفعها برفق إلى جهة أخرى.


4. معلومات إضافية:


- السترة تكون بارتفاع شبر أو أكثر، ويجوز أن تكون بعصا أو حائط أو كرسي أو غير ذلك.
- إذا مرَّ بين يدي المصلي كلب أسود أو حمار أبطل صلاته عند بعض العلماء، لكن لو دفعها المصلي فلا بأس.
- من مر بين يدي المصلي فعليه الإثم، وقد قال النبي ﷺ: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه" (متفق عليه).

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبينا محمد ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٨٢٧)، وابن حبان (٢٣٧١)، والحاكم (١/ ٢٥٤) كلهم من طريق جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم والزبير بن خِرِّيت، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر مثله.
قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري.
ورواه البيهقي (٢/ ٢٦٨) من طريق يحيى بن أبي بكير، ثَنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن صهيب البصري عن ابن عباس أنه قال: كان رسولُ الله ﷺ يُصلي فأراد جَدْي أن يمرَّ بين يديه فجعل يتقيه.
وإسناده جيد، فإن صهيب البصري أبو الصهباء مختلف فيه. فقال أبو زرعة: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه النسائي، وقد توبع متابعة قاصرة في رواية هذا الحديث.
والجَدْي - يفتح الجيم، وسكون الدال - ولد المَعْز.
وأما ما رواه أبو داود (٧٠٩) من طريق شعبة فإنه لم يذكر الواسطة بين يحيى الجزار وابن عباس، ويحيى الجزار لم يسمع من ابن عباس ففيه انقطاع.
وكذلك ما رواه أحمد (١٩٦٥) من طريق الحجاج، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس صلى النبي ﷺ في فضاء ليس بين يديه شيءٌ.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٦٦): «رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الحجاج بن أرطأة، وفيه ضعف».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 770 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ساعى النبي ﷺ الشاة حتى ألزق بطنها القبلة

  • 📜 حديث: ساعى النبي ﷺ الشاة حتى ألزق بطنها القبلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ساعى النبي ﷺ الشاة حتى ألزق بطنها القبلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ساعى النبي ﷺ الشاة حتى ألزق بطنها القبلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ساعى النبي ﷺ الشاة حتى ألزق بطنها القبلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب