حديث: إنك سلمت آنفا وأنا أصلي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رد السلام بالإشارة في الصلاة

عن جابر أنه قال: إن رسول الله ﷺ بعثني لحاجة ثم أدركتُه وهو يَسير (قال قتيبة: يُصَلِّي) فسلَّمتُ عليه. فأشار إليَّ. فلما فرغ دعاني فقال: «إنك سلَّمتَ آنفًا وأنا أصلي» وهو موجه حينئذ قبل الشَرق.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٤٠) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر فذكر مثله.

عن جابر أنه قال: إن رسول الله ﷺ بعثني لحاجة ثم أدركتُه وهو يَسير (قال قتيبة: يُصَلِّي) فسلَّمتُ عليه. فأشار إليَّ. فلما فرغ دعاني فقال: «إنك سلَّمتَ آنفًا وأنا أصلي» وهو موجه حينئذ قبل الشَرق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإني أُقدّم شرحًا لهذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، معتمدًا على كُتب الشروح المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إن رسول الله ﷺ بعثني لحاجة ثم أدركتُه وهو يَسير (قال قتيبة: يُصَلِّي) فسلَّمْتُ عليه. فأشار إليَّ. فلما فرغ دعاني فقال: «إنك سلَّمْتَ آنفًا وأنا أُصَلِّي» وهو مُوَجَّهٌ حينئذٍ قِبَلَ المشرق.


الشرح:



# 1. شرح المفردات:


● بَعَثَنِي: أرسلني لأجلِ قضاء حاجة.
● يَسِير: يَمشي. وفي رواية قتيبة (أحد رواة الحديث): يُصَلِّي، وهي تفسير للرواية الأولى، أي أنه كان يمشي في صلاة النافلة (صلاة المسافر).
● فَأَشَارَ إِلَيَّ: أومأ لي بيده ردًّا على سلامي.
● آنِفًا: قبل قليل، أي قبل لحظات.
● مُوَجَّهٌ قِبَلَ المَشْرِق: كان متجهًا في صلاته نحو جهة الشرق (والمقصود أن القبلة كانت في تلك الجهة، فكان يصلي نحو الكعبة).

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ﷺ أرسله في مهمة ما، فلما انتهى منها، لحق برسول الله ﷺ وهو في الطريق، فوجده يصلي صلاة النافلة (وهي السنن الرواتب أو النوافل المطلقة) وهو على دابته أو ماشيًا - كما هو معتاد في صلاة المسافر -. فسلم عليه جابر سلام التحية المعتاد، فرد النبي ﷺ عليه السلام *بالإشارة* فقط دون الكلام، لأنه كان داخل الصلاة. وبعد أن انتهى من صلاته، دعا جابرًا وبيّن له أن السلام الذي سلمه كان أثناء الصلاة، مما يعني أن الرد بالكلام في هذه الحالة لا يجوز، وأن الإشارة هي المناسبة.

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● حرمة الكلام في الصلاة: الحديث دليل واضح على تحريم الكلام في الصلاة intentionally، ولو كان رد سلام. فقد امتنع النبي ﷺ عن الرد باللسان وأقتصر على الإشارة.
● جواز الرد بالإشارة في الصلاة: إذا سلم على المصلي، فإنه يرد بإشارة تدل على الرد، كأن يرفع يده أو يشير بأصبعه، وهذا لا يبطل الصلاة. وهذا من رحمة الشريعة ويسرها.
● أن صلاة النافلة تجوز في السفر على الراحلة: وكان النبي ﷺ يصلي النوافل على دابته حيثما توجهت به، وهذا من خصائص نفل السفر.
● بيان النبي ﷺ وتعليمه لأمته: بعد انتهائه من الصلاة، لم يترك الأمر غامضًا، بل دعا جابرًا ووضح له سبب عدم رده بالكلام، مما يدل على حرصه على تعليم الصحابة أحكام الدين.
● التوجيه إلى القبلة في الصلاة: قوله "وهو موجه قبل المشرق" يؤكد على استقبال القبلة في الصلاة، وهي من شروط الصلاة الأساسية، لكنها تسقط في نافلة السفر على الراحلة للضرورة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب *سُتْرَة الصلاة* و *الكلام فيها*، ويستدل به العلماء على أن الإشارة المُفهمة لا تبطل الصلاة.
- الفرق بين هذا والكلام العادي: الكلام العادي في الصلاة (كالكلام مع الناس) يبطل الصلاة بإجماع العلماء، أما الإشارة فلا تبطلها.
- يستحب للمصلي أن لا ينشغل عن صلاته بأي شيء، وأن يحافظ على خشوعها.
- قصة الحديث تدل على تواضع النبي ﷺ وحسن تعليمه، حيث لم يعاتب جابرًا، بل بين له برفق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٤٠) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر فذكر مثله.
ورواه أيضًا عن أحمد بن يونس، حدثنا زهير قال: حدثني أبو الزبير، عن جابر وفيه: وهو يُصَلِّي على بعيره فكلَّمتُه: فقال لي بيده هكذا (وأومأ زهير بيده) ثم كلمتُه فقال لي هكذا (فأومأ زهير أيضًا بيده نحو الأرض).
ورواه ابن خزيمة (٨٨٩) من طريق خلاد الجُعفي، يعني ابن يزيد، عن زهير به وفيه: وهو على حمار له وهو يُصلي: فكنت أكلمه فأومأ إليَّ بيده.
ورواه النسائي (١١٩١) من وجه آخر عن عمرو بن الحارث، قال: حدثني أبو الزبير به وفيه: فسلَّمت عليه فأشار بيده، ثم سلَّمتُ عليه فأشار بيده، فانصرفتُ. فناداني: «يا جابر!»، فناداني الناس: يا جابر! فأتيتُه. فقلت: يا رسول الله! إني سلَّمتُ عليك فلم تردّ عليَّ فقال: «إنِّي كنت أُصلِّي».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 869 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنك سلمت آنفا وأنا أصلي

  • 📜 حديث: إنك سلمت آنفا وأنا أصلي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنك سلمت آنفا وأنا أصلي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنك سلمت آنفا وأنا أصلي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنك سلمت آنفا وأنا أصلي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب