حديث: كان رسول الله ﷺ يرد السلام بالإشارة بيده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رد السلام بالإشارة في الصلاة

عن ابن عمر قال: أتى رسول الله ﷺ مسجد قُباء يُصلي فيه. فجاءت رجال من الأنصار يسلمون عليه. فسألت صُهيبًا، وكان معه: كيف كان رسول الله ﷺ يرد عليهم؟ قال: كان يشير بيده.

صحيح: رواه النسائي (١١٨٧)، وابن ماجة (١٠١٧) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر فذكر مثله.

عن ابن عمر قال: أتى رسول الله ﷺ مسجد قُباء يُصلي فيه. فجاءت رجال من الأنصار يسلمون عليه. فسألت صُهيبًا، وكان معه: كيف كان رسول الله ﷺ يرد عليهم؟ قال: كان يشير بيده.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الذي طلبت شرحه رواه الإمام الترمذي في سننه، وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● أتى رسول الله ﷺ مسجد قُباء: أي توجه وقصد (ﷺ) إلى مسجد قباء في المدينة المنورة، وهو أول مسجد أسس على التقوى.
● يُصلي فيه: كان يريد أن يصلي فيه صلاة النافلة أو غيرها.
● فجاءت رجال من الأنصار: الأنصار هم أهل المدينة الذين نصروا رسول الله ﷺ، وجاءوا جماعة لرؤيته وإلقاء السلام عليه.
● فسألت صُهيبًا: صهيب هو صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه، أحد السابقين إلى الإسلام والمهاجرين.
● كيف كان رسول الله ﷺ يرد عليهم؟: سؤال عن هيئة رد السلام عليهم.
● قال: كان يشير بيده: أي أن رد السلام لم يكن بالكلام، بل بالإشارة باليد.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ ذهب إلى مسجد قباء ليصلي فيه، فحضر مجموعة من رجال الأنصار ليسلموا عليه ويحيوه، وكان الصحابي صهيب الرومي رضي الله عنه حاضرًا مع النبي ﷺ في تلك اللحظة. فسأل ابن عمر صهيبًا ليعرف كيف كان النبي ﷺ يرد على سلامهم وهو في صلاته، فأخبره صهيب أن النبي ﷺ كان يرد عليهم بالإشارة بيده دون أن يتكلم، وذلك لأنه كان مشغولاً بالصلاة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز الرد بالإشارة في الصلاة: الحديث دليل على مشروعية رد السلام بالإشارة لمن هو في الصلاة، وذلك حتى لا ينقطع الخشوع ولا تبطل الصلاة بالكلام. وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
2- الحفاظ على الخشوع في الصلاة: النبي ﷺ علمنا كيف نتعامل مع الظروف الطارئة أثناء الصلاة من غير أن نخرج عن أدبها ونهلك خشوعنا. فالإشارة تكفي للرد مع المحافظة على الصلاة.
3- حرص الصحابة على التعلم: ينبغي لنا أن نقتدي بصحابة رسول الله ﷺ في حرصهم على معرفة هديه في كل صغيرة وكبيرة، حتى في كيفية رد السلام، كما فعل ابن عمر رضي الله عنهما.
4- أدب الأنصار مع النبي ﷺ: يفهم من الحديث مدى حب الأنصار للنبي ﷺ وتقديرهم له، حيث كانوا يسارعون إلى تحيته حينما يرونه.
5- مشروعية إلقاء السلام على المصلي: الحديث يدل على أن إلقاء السلام على المصلي جائز، ولكن رد المصلي يكون بالإشارة لا بالكلام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث حسنه الشيخ الألباني في "صحيح سنن الترمذي".
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على أن الإشارة باليد تعتبر ردًا صحيحًا للسلام من المصلي، وتكفي لإسقاط الواجب.
- ينبغي أن تكون الإشارة مناسبة ومفهومة، كأن يشير بإصبعه أو بكفه، دون مبالغة أو حركة تشوش على الصلاة نفسها.
- هذا الهدي النبوي يظهر مرونة الإسلام وسماحته، حيث جمع بين أداء حق الصلاة وحق المسلم في الرد على إخوانه.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في السنة وأن يجعلنا من المتبعين لهدي نبيه ﷺ.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١١٨٧)، وابن ماجة (١٠١٧) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر فذكر مثله. ومن هذا الطريق رواه ابن خزيمة في صحيحه (٨٨٨).
ورواه أبو داود (٩٢٥)، والترمذي (٣٦٧)، والنسائي (١١٨٦) كلهم عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن نابِل صاحب العباءِ، عن ابن عمر، عن صهيب أنه قال: مررت برسول الله ﷺ وهو يُصَلِّي، فسلَّمتُ عليه، فردَّ إليَّ إشارةً وقال: ولا أعلمه إلا قال: إشارة بإصْبعه.
وفيه نابل فإنه غير مشهور كما قال النسائي. وقال في موضع آخر: «ثقة» وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ: «مقبول» يعني عند المتابعة وقد توبع.
وبقية رجاله ثقات. قال الترمذي: «حديث صُهيب حسن لا نعرفه إلا من حديث الليث عن بكير». انتهى.
وقوله: لا أعلمه إلا قال ... قائله هو الليث بن سعد كما صرّح بذلك الدارمي (١٣٦٧) بعد أن رواه عن أبي الوليد وهو الطيالسي، ثنا الليث بن سعد به مثله.
وللحديث إسناد آخر من طريق هشام بن سعد، حدثنا نافع قال: سمعتُ عبد الله بن عمر يقول: خرج رسول الله ﷺ إلى قباء يصلِّي فيه. قال: فجاءته الأنصار فسلَّموا عليه وهو يُصلِّي، قال: فقلت لبلال: كيف رأيت رسول الله ﷺ يرد عليهم حين كانوا يسلّمون عليه وهو يُصَلِّي؟ قال: يقول هكذا، وبَسَطَ كفَّه. وبسط جعفر بن عون كفَّه، وجعل بطنه أسفل، وجعل ظهره إلى فوق.
رواه أبو داود (٩٢٧) عن الحسين بن عيسى الخراساني الدامغاني، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا هشام بن سعد فذكر مثله. ورواه الترمذي (٣٦٨) عن محمود بن غيلان، حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد به مختصرًا وقال: حسن صحيح. وقال أيضًا: قصة حديث صُهيب غير قصة حديث بلال وكلا الحدثين عندي صحيح. وإن كان ابن عمرو روي عنهما فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعًا. انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 870 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ يرد السلام بالإشارة بيده

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ يرد السلام بالإشارة بيده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ يرد السلام بالإشارة بيده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ يرد السلام بالإشارة بيده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ يرد السلام بالإشارة بيده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب