من سلَّم على النبي وهو يُصلي فردَّ عليه

حديث: من سلَّم على النبي وهو يُصلي فردَّ عليه

عن عمار بن ياسر أنه سلَّم على النبي ﷺ وهو يُصلي، فردَّ عليه.

صحيح: رواه النسائي (١١٨٨) عن محمد بن بشار، قال حدثنا وهب - يعني ابن جرير - قال: حدثنا أبي، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن محمد بن علي، عن عمار بن ياسر فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عمار بن ياسر أنه سلَّم على النبي ﷺ وهو يُصلي، فردَّ عليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه سلَّم على النبي ﷺ وهو يُصلي، فردَّ عليه.
(رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وغيرهم).

1. شرح المفردات:

● سلَّم: أي نطق بتحية الإسلام: "السلام عليكم".
● يُصلي: في حالة الصلاة، وهي عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة.
● فردَّ عليه: أي رد النبي ﷺ السلام على عمار رضي الله عنه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه مرَّ على النبي ﷺ أثناء صلاته، فسلم عليه، فرد النبي ﷺ السلام وهو في صلاته. وهذا يدل على جواز رد المصلي على من سلم عليه أثناء الصلاة، ولكن بشرط ألا يتكلم بكلام خارج عن الصلاة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- جواز رد السلام في الصلاة: يبين الحديث أن المصلي يرد السلام إذا سلم عليه، ولكن يكون الرد بالإشارة أو بكلمة موجزة مثل "وعليكم السلام" دون إطالة.
2- مشروعية السلام: يؤكد على استحباب إلقاء السلام حتى على المصلي، وإن كان المصلي لا يبتدئ بالكلام لكنه يرد إذا سلم عليه.
3- التيسير في العبادة: النبي ﷺ لم يمنع الرد رغم كونه في صلاة، مما يدل على مراعاة التيسير وعدم التشديد في الأمور الاجتماعية حتى أثناء العبادة.
4- أدب الصحابة مع النبي ﷺ: حرص الصحابة على السلام على النبي ﷺ في كل حال، مما يدل على حبهم وتوقيرهم له.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- وردت أحاديث أخرى تبين كيفية الرد، مثل الرد بالإشارة أو بالكلمات القصيرة، وقد جمع العلماء بينها بأن الرد يكون حسب الحالة، فإذا أمكن بالإشارة دون كلام فهو أولى، وإلا فبالكلام اليسير.
- هذا الحديث من الأدلة على أن الكلام في الصلاة ليس محرماً مطلقاً، بل يجوز ما تدعو إليه الحاجة، كرد السلام أو التنبيه على خطأ في الصلاة (مثل التسبيح للرجال والتصفيق للنساء).
- ينبغي للمصلي أن لا يطيل في الرد ولا يشتغل به عن الخشوع في صلاته.

الخلاصة:
الحديث يدل على جواز رد المصلي على من سلم عليه، مع مراعاة عدم الإطالة أو الخروج عن خشوع الصلاة. وهو من رحمة الله تعالى وتيسيره على العباد، حيث لم يجعل العبادة عائقاً عن التواصل الاجتماعي بالمعروف.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١١٨٨) عن محمد بن بشار، قال حدثنا وهب - يعني ابن جرير - قال: حدثنا أبي، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن محمد بن علي، عن عمار بن ياسر فذكر مثله.
وإسناده صحيح. عطاء هو: ابن أبي رباح، ومحمد بن علي هو: ابن الحنفية.
ورواه الإمام أحمد (١٨٧١٨) عن عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو الزبير، عن محمد بن علي ابن الحنفية، عن عمار فذكر مثله.
اختلف في هذا الرّد، فجعل النسائي بأنه كان بالإشارة لأنه روى الحديث تحت باب: ردّ السلام بالإشارة في الصلاة.
وأورد الحازمي تحت باب ما نُسخ من الكلام في الصلاة وأسند عن سفيان بن عيينة بأنه قال: «هذا عندي منسوخ» «الاعتبار» (ص ٧١).
قال الأعظمي: الأمر يحتمل الاثنين، فإذا كان بالكلام فهو قبل نسخه، وإذا كان بالإشارة فهو بعد نسخه. ولكن روي ابن قانع في «معجم الصحابة» (٢/ ٢٤٩) عن محمد بن محمد بن حيان التمَّار بالبصرة، نا أبو سلمة قال: سمعتُ جرير بن حازم قال: سمعتُ قيسًا - يعني ابن سعد - يحدِّثُ عن عطاء، عن محمد بن علي أن عمار بن ياسر مرَّ بالنبي ﷺ وهو يُصَلِّي، فسلَّم عليه فأشار إليه.
فإن صحَّ هذا فهو تأكيد للاحتمال الثاني.
ويستفاد من أحاديث الباب بأنه لا بأس برد السلام في الصلاة بالإشارة، ويجوز أن يرد بعد الخروج من الصّلاة كما رد النبي ﷺ السلام علي ابن مسعود بعد فراغه من الصلاة.
وقال أبو حنيفة: لا يرد السلامَ ولا يُشير.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 871 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سلَّم على النبي وهو يُصلي فردَّ عليه

📜 حديث: من سلَّم على النبي وهو يُصلي فردَّ عليه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من سلَّم على النبي وهو يُصلي فردَّ عليه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من سلَّم على النبي وهو يُصلي فردَّ عليه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من سلَّم على النبي وهو يُصلي فردَّ عليه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية