حديث: يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك عليك حقا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الصلاة

باب الاقتصاد في العبادة وكراهية التّشديد فيها

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ قالت: دخلت عليَّ خويلةُ بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السُلمية - وكانت عند عثمان بن مظعون - قالت: فرأى رسول الله
ﷺ بذاذة هيئتِها، فقال لي: «يا عائشه! ما أبذَّ هيئة خُوَيْلةَ؟ «قالت: فقلتُ: يا رسول الله! امرأةُ لا زَوْجَ لها يَصُوم النَّهار ويقوم الليل فهي كَمَنْ لا زوجَ لها، فتركت نفسها وأضاعتها، قالت: فبعث رسولُ الله ﷺ إلى عثمان بن مظعون فجاءه، فقال: «يا عثمانُ! أَرَغْبَةٌ عن سُنَّتِي؟ «قال: فقال: لا والله يا رسول الله! ولكن سُنَّتك أطْلُبُ، قال: «فإنِّي أنامُ وأصَلِّي، وأصُومُ وأفْطِرُ، وأَنْكِحُ النِّساء، فاتَّق الله يا عُثمانُ! فإِنَّ لأهْلك عليك حقًّا، وإن لضَيْفِك عليك حقًّا، وإنَّ لنَفْسك عليكَ حقًّا، فصُم وأفطِر، وصلِّ ونَمْ».
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٦٣٠٨) عن يعقوب (بن إبراهيم بن سعد الزهري) قال: حَدَّثَنَا أبيّ، عن ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ قالت: دخلت عليَّ خويلةُ بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السُلمية - وكانت عند عثمان بن مظعون - قالت: فرأى رسول الله ﷺ بذاذة هيئتِها، فقال لي: «يا عائشه! ما أبذَّ هيئة خُوَيْلةَ؟ «قالت: فقلتُ: يا رسول الله! امرأةُ لا زَوْجَ لها يَصُوم النَّهار ويقوم الليل فهي كَمَنْ لا زوجَ لها، فتركت نفسها وأضاعتها، قالت: فبعث رسولُ الله ﷺ إلى عثمان بن مظعون فجاءه، فقال: «يا عثمانُ! أَرَغْبَةٌ عن سُنَّتِي؟ «قال: فقال: لا والله يا رسول الله! ولكن سُنَّتك أطْلُبُ، قال: «فإنِّي أنامُ وأصَلِّي، وأصُومُ وأفْطِرُ، وأَنْكِحُ النِّساء، فاتَّق الله يا عُثمانُ! فإِنَّ لأهْلك عليك حقًّا، وإن لضَيْفِك عليك حقًّا، وإنَّ لنَفْسك عليكَ حقًّا، فصُم وأفطِر، وصلِّ ونَمْ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

نص الحديث:


عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ قالت: دخلت عليَّ خويلةُ بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السُلمية - وكانت عند عثمان بن مظعون - قالت: فرأى رسول الله ﷺ بذاذة هيئتِها، فقال لي: «يا عائشه! ما أبذَّ هيئة خُوَيْلةَ؟ «قالت: فقلتُ: يا رسول الله! امرأةُ لا زَوْجَ لها يَصُوم النَّهار ويقوم الليل فهي كَمَنْ لا زوجَ لها، فتركت نفسها وأضاعتها، قالت: فبعث رسولُ الله ﷺ إلى عثمان بن مظعون فجاءه، فقال: «يا عثمانُ! أَرَغْبَةٌ عن سُنَّتِي؟ «قال: فقال: لا والله يا رسول الله! ولكن سُنَّتك أطْلُبُ، قال: «فإنِّي أنامُ وأصَلِّي، وأصُومُ وأفْطِرُ، وأَنْكِحُ النِّساء، فاتَّق الله يا عُثمانُ! فإِنَّ لأهْلك عليك حقًّا، وإن لضَيْفِك عليك حقًّا، وإنَّ لنَفْسك عليكَ حقًّا، فصُم وأفطِر، وصلِّ ونَمْ».

١. شرح المفردات:


● بذاذة هيئتها: رثاثة حالها وعدم اهتمامها بمظهرها.
● ما أبذَّ هيئة خويلة: ما أردأ وأقبح هيئتها.
● امرأة لا زوج لها: أي أن زوجها مشغول بالعبادة معتزل عنها.
● يَصُوم النَّهار ويقوم الليل: أي يداوم على الصيام نهارًا وقيام الليل.
● فتركت نفسها وأضاعتها: أهملت نفسها ولم تهتم بها.
● أَرَغْبَةٌ عن سُنَّتِي: هل أنت متجنب لطريقتي ومبتعد عنها؟
● سُنَّتك أطلب: أي أريد الاقتداء بسنتك وطريقتك.
● لأهلك عليك حقًّا: أي لزوجتك حقوق عليك من المعاشرة بالمعروف والنفقة وغيرها.
● لضَيْفِك عليك حقًّا: حق الضيافة وإكرام الضيف.
● لنَفْسك عليكَ حقًّا: حق الجسم من الراحة والأكل والشرب.

٢. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الحديث أن امرأة تدعى خويلة -وهي زوجة الصحابي عثمان بن مظعون- دخلت على عائشة رضي الله عنها، فرآها النبي ﷺ وهي في حالة مزرية من حيث الهيئة والمظهر، فاستفسر عن سبب ذلك. فأخبرته عائشة أن زوجها عثمان بن مظعون انشغل بالعبادة من صيام وقيام ليل، فأهمل حق زوجته، مما جعلها تهمل نفسها. فدعا النبي ﷺ عثمانًا وأنبه على هذا السلوب، موضحًا له أن الاعتدال هو منهج الإسلام، وأن للإنسان حقوقًا على نفسه ولأهله وضيوفه، فلا يجوز أن يشتغل بالعبادة على حساب هذه الحقوق.

٣. الدروس المستفادة منه:


● الاعتدال في العبادة: الإسلام يدعو إلى التوسط والاعتدال، فلا إفراط ولا تفريط.
● مراعاة حقوق الآخرين: للزوجة حقوق على زوجها، ومنها المعاشرة بالمعروف والاهتمام بها.
● حق النفس: للإنسان حق على نفسه في الراحة والطعام والشراب، فلا يجوز أن ينهكها بالعبادة.
● الاقتداء بالنبي ﷺ: فهو القدوة في كل شيء، وكان يعمل بما يأمر به، ويحث على التوازن بين العبادة والحياة.
● ذم الرهبانية: الإسلام يذم الرهبانية والانعزال عن الحياة، ويشجع على العيش ضمن المجتمع مع أداء الواجبات.

٤. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في ذم التطرف في العبادة، وفيه رد على من يتشدد في الدين ويترك الواجبات الاجتماعية.
- عثمان بن مظعون كان من السابقين إلى الإسلام، وكان متعبدًا، فنهاه النبي ﷺ عن الغلو.
- الحديث يدل على عظم حق الزوجة، وأن إهمالها بسبب العبادة ليس من الدين.
- فيه إشارة إلى أن إكرام الضيف من الحقوق التي يجب مراعاتها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٦٣٠٨) عن يعقوب (بن إبراهيم بن سعد الزهري) قال: حَدَّثَنَا أبيّ، عن ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن لأجل محمد بن إسحاق وهو صدوق مدلِّس، ولكنه صرَّح بالتحديث فانتفت عنه تهمة التدليس.
ورواه أبو داود (١٣٦٩) عن عبيد الله بن سعد، قال: حَدَّثَنَا عمي، حَدَّثَنَا أبي، عن ابن إسحاق به مختصرًا، وفيه ابن إسحاق لم يصرح بالتحديث.
وعم عبيد الله بن سعد هو: يعقوب بن إبراهيم بن سعد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1002 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك عليك حقا

  • 📜 حديث: يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك عليك حقا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك عليك حقا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك عليك حقا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك عليك حقا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب