حديث: لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المساجد التي تشدّ الرِّحال إليها

عن حُميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب بن غفار قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد إيلياء».

صحيح: رواه الطحاوي في «مشكل الآثار» (٥٨٥) عن يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا سعيد ابن أبي مريم، أخبرنا أبو غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: أتيت الطور، فصليت فيه.

عن حُميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب بن غفار قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد إيلياء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن حُميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب بن غفار قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد إيلياء».


1. شرح المفردات:


● لا تضرب المطايا: أي لا تُشدُّ رحال الإبل (أو الدواب) للسفر.
- "تضرب": من الضرب بمعنى السير والإسراع.
- "المطايا": جمع مَطِيَّة، وهي الدابة التي يُركب ظهرها للسفر.
● إلا إلى ثلاثة مساجد: الاستثناء هنا يقصر السفر بقصد العبادة على هذه المساجد الثلاثة.
● المسجد الحرام: الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
● مسجدي هذا: المسجد النبوي في المدينة المنورة.
● مسجد إيلياء: هو المسجد الأقصى في القدس، وكان يُعرف قديمًا بـ"إيلياء" (اسم قديم للقدس).


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يُرشدنا النبي ﷺ في هذا الحديث إلى أن السفر بقصد العبادة والاعتكاف في المساجد لا يجوز إلا إلى هذه المساجد الثلاثة المذكورة، وهي:
- المسجد الحرام (مكة).
- المسجد النبوي (المدينة).
- المسجد الأقصى (القدس).
فلا يُشرع للمسلم أن يسافر لمسجد آخر غير هذه الثلاثة بقصد التعبد فيه؛ لأن الفضل العظيم والثواب الجزيل مرتبط بهذه المساجد دون غيرها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تخصيص الفضل: هذه المساجد الثلاثة لها فضل عظيم على غيرها، وقد خصها الله تعالى بمزايا، مثل مضاعفة الصلاة فيها.
2- تحريم السفر لعبادة في غيرها: لا يجوز للمسلم أن يسافر لمسجد آخر غير هذه الثلاثة بقصد العبادة؛ لأنه سفرٌ لا أصل له في الشرع.
3- الحكمة من التحديد: الحكمة من تقييد السفر بهذه المساجد هي منع الناس من التكلف والمشقة في السفر لمساجد ليس لها نفس الفضل، وحماية العقيدة من البدع والغلو.
4- تشريف المسجد الأقصى: المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين، وله مكانة عظيمة في الإسلام، وهو أحد المساجد التي تُشد الرحال إليها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وتواتره.
- المساجد الثلاثة هي:
● المسجد الحرام: أول بيت وضع للناس، وفيه الكعبة المشرفة.
● المسجد النبوي: بناه النبي ﷺ في المدينة، وفيه قبره الشريف.
● المسجد الأقصى: المسجد الذي أسري بالنبي ﷺ إليه، وهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام كما في بعض الآثار.
- السفر إلى هذه المساجد بقصد الصلاة فيها والاعتكاف له أجر عظيم، لكن لا يجوز تعميد السفر لمساجد أخرى بنية العبادة كالاعتكاف أو الصلاة المخصوصة.

ختامًا:
هذا الحديث يدل على عظمة هذه المساجد الثلاثة، ويوجه المسلمين إلى عدم إضاعة الوقت والجهد في السفر لمساجد أخرى بقصد العبادة، مع الحث على زيارة هذه المساجد المباركة والتمتع بفضائلها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطحاوي في «مشكل الآثار» (٥٨٥) عن يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا سعيد ابن أبي مريم، أخبرنا أبو غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: أتيت الطور، فصليت فيه. فلقيت حُميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب بن غفار فقال: من أين جئت؟ فأخبرته فقال: لو لقيتُك قبل أن تأتيه ما جئته، سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: فذكر الحديث. وإسناده صحيح.
ورواه مالك في الجمعة (١٦) في حديث طويل عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكر الحديث وفيه: فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغِفاري.
ومن طريق مالك رواه الإمام أحمد (٢٣٨٤٨)، وابن حبان (٢٧٧٢)، والطحاوي في مشكله (٥٩٠)، فجعل الحديث من مسند بصرة بن أبي بصرة، وإنما هو لابنه حُميل كما سبق. وجعله ابن عبد البر من مسند أبي بصرة وهو جدّ حُميل.
قال الأعظمي: حُميل وأبوه بصرة، وجده وقاصي يكنى أبا بصرة ثلاثة لهم صحبة كما قال مصعب الزبيري، انظر: الإصابة (١/ ٣٥٨) فإذا كان لثلاثة صحبة فمن الجائز أن يكون الحديث من مسند الحفيد، أو من مسند أبيه بصرة، ومن البعيد أن يكون لجده أبي بصرة، لأن الذي سكن البصرة هو حُميل وأبوه.
وحُميل أيضًا يكنى بأبي بصرة. فمن قال: أبو بصرة فالمراد منه حُميل -الحفيد- لا الجد وقاص الذي كان يكنى أيضًا بأبي بصرة. والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد

  • 📜 حديث: لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب