حديث: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فرض الجمعة

عن طارق بن شهاب، عن النبي ﷺ، قال: «الجمعة حقٌّ واجب على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلَّا أربعةٌ: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ، أو صبيٌّ، أو مريضٌ».

صحيح: رواه أبو داود (١٠٧٦) عن عباس بن عبد العظيم، حدَّثني إسحاق بن منصور، حدثنا هُريم، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره.

عن طارق بن شهاب، عن النبي ﷺ، قال: «الجمعة حقٌّ واجب على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلَّا أربعةٌ: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ، أو صبيٌّ، أو مريضٌ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن طارق بن شهاب، عن النبي ﷺ، قال: «الجمعة حقٌّ واجب على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلَّا أربعةٌ: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ، أو صبيٌّ، أو مريضٌ».
رواه أبو داود في سننه، وصححه عدد من أهل العلم.


1. شرح المفردات:


* الجمعة: المقصود بها صلاة الجمعة، وهي الصلاة التي تؤدى ظهر يوم الجمعة، وهي ذات خطبة وركعتين.
* حقٌّ واجب: أي فرض لازم، ويقصد به الوجوب، فهو من الفرائض التي يأثم تاركها بلا عذر.
* في جماعة: أي مع مجموعة من المسلمين، فلا تجب على المنفرد في البرية مثلًا.
* عبد مملوك: هو الشخص الذي هو تحت ملك سيده، وليس حرًّا في تصرفاته.
* صبي: هو الطفل الذي لم يبلغ الحلم، أي لم تظهر عليه علامات البلوغ.
* مريض: الشخص الذي يلحقه مشقة أو ضرر بالذهاب إلى صلاة الجمعة.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل حرٍّ مقيم قادر على أدائها، وهي من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة.
ثم استثنى النبي ﷺ أربعة أصناف من هذا الوجوب، وهم:
1- العبد المملوك: وذلك لأنه مشغول بخدمة سيده، وليس له حرية التصرف في وقته، فسقط عنه الوجوب رفعًا للحرج عنه.
2- المرأة: وذلك رحمة بها وتيسيرًا عليها، لما قد يعترض ذهابها من مشقة أو خوف الفتنة، وصلاة الظهر في بيتها تقوم مقام الجمعة. والأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها.
3- الصبي (غير البالغ): لأن التكاليف الشرعية إنما توجه إلى البالغين العاقلين، فالصبي غير مكلف، ولكن إذا حضرها مع والده أو غيره فذلك حسن ويتعلم منها.
4- المريض: وهو من يشق عليه الذهاب إلى المسجد لمرض يلحقه به ضرر أو يزيد في مرضه أو يتأخر شفاؤه بسببه. فالشريعة الإسلامية مبنية على التيسير ورفع الحرج.


3. الدروس المستفادة منه:


* عظم شأن صلاة الجمعة: حيث جعلها الله تعالى من الفرائض العينية التي تجب على كل مسلم، وهي من علامات الإسلام.
* يسر الشريعة الإسلامية وسماحتها: حيث راعت الظروف الخاصة لبعض الفئات، ورفعت عنهم الحرج والمشقة، فلم توجب عليهم ما يشق أداؤه.
* مراعاة الفروق بين الناس: فرق الشارع بين الرجل الحر والمرأة والعبد والصبي والمريض، مما يدل على عدالة هذه الشريعة وشمولها.
* الحكمة من إسقاطها عن المرأة: حفظًا لها وصونًا لكرامتها، ومنعًا للاختلاط الذي قد يؤدي إلى الفتنة.
* التفريق بين من تجب عليه الصلاة ومن لا تجب: فالصلاة عمومًا تجب على البالغ العاقل، وهذه الاستثناءات تؤكد ذلك المعنى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* من حضر الجمعة سقط عنه فرض صلاة الظهر، فهي تقوم مقامها.
* يشترط لصحة الجمعة أن تؤدى في جماعة، فلا تصح منفردًا.
* يجب على من أراد حضور الجمعة أن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه، فهذا من كمالها.
* من ترك صلاة الجمعة تهاونًا وكسلاً من غير عذر شرعي، فإنه يأثم إثمًا كبيرًا، وقد ورد الوعيد الشديد في تاركها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٠٧٦) عن عباس بن عبد العظيم، حدَّثني إسحاق بن منصور، حدثنا هُريم، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره.
قال أبو داود: طارق بن شهاب رأى النبي ﷺ، ولم يسمع منه شيئًا».
قال الأعظمي: طارق بن شهاب ثبتت صحبته، وغايته أنَّ بينه وبين النبي ﷺ صحابي، ويسمَّى هذا مرسل الصحابي، وهو حجَّة عند جماهير أهل العلم.
وقد أخرجه الحاكم (١/ ٢٨٨) من طريق العباس بن عبد العظيم، فجعل بينه وبين النبي ﷺ»أبا موسي». وقال: «صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفقا جميعًا على الاحتجاج بهريم بن سفيان». ولكن قال البيهقي (١/ ١٧٢): ذِكرُ أبي موسى الأشعري فيه ليس بمحفوظ. فقد رواه غير العباس، عن إسحاق دون ذكر أبي موسي».
وأمَّا ما رُوي عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «الجمعة على كلِّ من سمِع النداءَ». فهو ضعيفٌ؛ رواه أبو داود (١٠٥٦)، وفيه أبو سلمة بن نبيهٍ، وعبد الله بن هارون، وهما مجهولان.
وكذلك ما رُوي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: «خمسةٌ لا جمعة عليهم: المرأة، والمسافر، والعبد، والصبي، وأهل البادية». ضعيفٌ، أخرجه الطبراني «مجمع البحرين» (٩٤٢) وفيه شيخه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، وهو ضعيفٌ، وكذَّبه البعض، وإبراهيم بن حمَّاد بن أبي حازم المديني أيضًا ضعيف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة

  • 📜 حديث: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب