حديث: من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوعيد الشديد لمن ترك الجمعة تهاونًا

عن أبي جعد الضمري، -وكانت له صحبة- أنَّ رسول الله ﷺ قال: «من ترك ثلاثَ جمَعٍ تهاونًا بها طبع الله على قلبه».

حسنٌ: أخرجه أبو داود (١٠٥٢) والترمذي (٥٠٠) والنسائي (١٣٦٩) وابن ماجة (١١٢٥) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري قال: فذكر الحديثَ.

عن أبي جعد الضمري، -وكانت له صحبة- أنَّ رسول الله ﷺ قال: «من ترك ثلاثَ جمَعٍ تهاونًا بها طبع الله على قلبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم في التحذير من التهاون بفريضة صلاة الجمعة، وهو من الأحاديث التي تُبيّن خطورة التفريط في الواجبات الشرعية.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه في سننهم، والحاكم في المستدرك، من طريق أبي الجعد الضمري -رضي الله عنه-، وهو صحابي جليل. وحسّن إسناده عدد من أهل العلم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

ثانياً. شرح المفردات:


● تَهَاوُنًا: إهمالاً واستخفافاً بها، وعدم مبالاة بأمرها وعظم شأنها.
● طَبَعَ الله عَلَى قَلْبِهِ: ختم عليه وغطاه، بحيث لا يدخله نور الإيمان ولا الخير، فيصبح قلبه قاسياً لا يتأثر بالموعظة، ويصعب عليه تمييز الحق من الباطل.

ثالثاً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم إذا ترك حضور صلاة الجمعة في المسجد ثلاث مرات متتالية أو متفرقة بدون عذر شرعي مقبول، بل لمجرد الكسل والتواني وعدم الاكتراث بأمرها، فإن عقوبته تكون شديدة وهي أن يُختم على قلبه فيصبح من الغافلين الذين لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً.
وهذا الطبع على القلب هو عاقبة خطيرة، فهو يعني حرمان القلب من نور الهداية والتوفيق، فيموت القلب معنوياً ويقسو، ويصبح صاحبه عرضة للزيغ والضلال.

رابعاً. الدروس والعبر المستفادة:


1- عظم شأن صلاة الجمعة: فهي من أعظم الفرائض والشعائر في الإسلام، وقد جاءت النصوص الكثيرة في التأكيد على وجوبها وعظم أجرها.
2- خطورة التهاون بالطاعات: التفريط في الواجبات باب من أبواب العقوبات القلبية التي هي أشد من العقوبات المادية.
3- القلب وعاء الإيمان: صلاح الجوارح مرتبط بصلاح القلب، فإذا طُبع على القلب فسدت جميع الأعمال.
4- الترهيب من ترك الجمعة: هذا الحديث يعد من أبلغ الزواجر التي تردع المسلم عن التكاسل عن حضور الجمعة.
5- المقصد التشريعي: الحفاظ على جماعة المسلمين ووحدة صفهم، وعدم التفرق، فالتهاون بالجمعة يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية والإيمانية.

خامساً:

تنبيهات مهمة:
● الاستثناء بأعذار الشرع: هذا الوعيد خاص بمن تركها تهاوناً بدون عذر. أما من تركها لعذر شرعي مقنع كمرض شديد، أو خوف، أو عاصفة مطرية شديدة تعيق الخروج، أو ما شابه ذلك، فلا يدخل تحت هذا الوعيد.
● الثلاث جمع: ليس معنى الحديث أن من ترك جمعة أو اثنتين لا يؤثر، بل هو إنذار تدريجي، فكل تفريط له أثر على القلب، لكن الثلاث هي المرحلة التي يبلغ فيها الإهمال مبلغاً يستحق فيه هذه العقوبة الربانية.
● التوبة مفتوحة: من وقع في هذا التفريط فلا ييأس من رحمة الله، بل عليه أن يبادر بالتوبة النصوح ويعود إلى حضور الجمعة والمحافظة عليها، فإن الله يقبل توبة التائبين.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يحفظ قلوبنا من الغفلة والقسوة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أبو داود (١٠٥٢) والترمذي (٥٠٠) والنسائي (١٣٦٩) وابن ماجة (١١٢٥) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري قال: فذكر الحديثَ.
وإسناده حسن؛ فيه محمد بن عمرو بن علقمة، حسن الحديث، وحسَّنه الترمذي، وصحَّحه ابن خزيمة (١٨٥٧) وابن حبان (٢٥٩) فأخرجاه من طريق وكيع، عن سفيان، عن محمد بن عمرو بن علقمه به نحوه.
وصحَّحة -أيضًا- الحاكم (١/ ٢٨٠) فقال: «صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه» لكن أبا الجعد هذا وقيل: اسمه: أدرع، وقيل: عمرو، وقيل: جنادة، صحابي قيل: إنَّه قُتل يوم الجمل. له هذا الحديث الواحد، وحديث آخر أخرجه البزار في مسنده. قاله ابن الملقن في «البدر المنير» (١/ ٥٨٤). ولم يُخرِج له مسلمٌ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 7 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه

  • 📜 حديث: من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب