حديث: في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا قضي له حاجته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل يوم الجمعة والساعة التي فيها

عن عبد الله بن سلام، قال: قلت ورسول الله ﷺ جالسٌ: إنَّا لنجد في كتاب الله في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبدٌ مؤمن يصلِّي يسأل الله فيها شيئًا إلَّا قضي له حاجته.
قال عبد الله: فأشار إلىَّ رسول الله ﷺ: «أو بعض ساعة». فقلت: صدقت، أو بعض ساعة. قلتُ: أي ساعة هي؟ قال: «هي آخر ساعات النهار». قلت: إنَّها ليست ساعة صلاة. قال: «بلى. إنَّ العبد المؤمن إذا صلَّى ثمَّ جلس، لا يحبسه إلَّا
الصلاة فهو في الصلاة».

حسن: رواه ابن ماجة (١١٣٩) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا ابن أبي فُديك، عن الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام، فذكره.

عن عبد الله بن سلام، قال: قلت ورسول الله ﷺ جالسٌ: إنَّا لنجد في كتاب الله في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبدٌ مؤمن يصلِّي يسأل الله فيها شيئًا إلَّا قضي له حاجته.
قال عبد الله: فأشار إلىَّ رسول الله ﷺ: «أو بعض ساعة». فقلت: صدقت، أو بعض ساعة. قلتُ: أي ساعة هي؟ قال: «هي آخر ساعات النهار». قلت: إنَّها ليست ساعة صلاة. قال: «بلى. إنَّ العبد المؤمن إذا صلَّى ثمَّ جلس، لا يحبسه إلَّا
الصلاة فهو في الصلاة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه عبد الله بن سلام رضي الله عنه:

الحديث:


عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قلت ورسول الله ﷺ جالس: "إنا لنجد في كتاب الله في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئًا إلا قضي له حاجته". قال عبد الله: فأشار إلي رسول الله ﷺ: "أو بعض ساعة". فقلت: صدقت، أو بعض ساعة. قلت: أي ساعة هي؟ قال: "هي آخر ساعات النهار". قلت: إنها ليست ساعة صلاة. قال: "بلى، إن العبد المؤمن إذا صلى ثم جلس، لا يحبسه إلا الصلاة فهو في الصلاة".


1. شرح المفردات:


● "أو بعض ساعة": أي ليست الساعة كاملة، بل جزء منها.
● "آخر ساعات النهار": الوقت قبل غروب الشمس.
● "لا يحبسه إلا الصلاة": أي لا يمنعه من الجلوس في المسجد إلا انتظار الصلاة.
● "فهو في الصلاة": أي له أجر الصلاة وهو جالس ينتظرها.


2. شرح الحديث:


يخبر عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه قال للنبي ﷺ إنه وجد في الكتب السماوية السابقة (كتاب الله هنا يشير إلى التوراة أو الكتب المنزلة سابقًا) أن في يوم الجمعة ساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن الله تعالى إلا استجاب له. فأشار له النبي ﷺ تصحيحًا أن هذه الساعة قد تكون جزءًا من ساعة وليست بالضرورة ساعة كاملة. ثم بين النبي ﷺ أن هذه الساعة هي آخر ساعة من النهار، أي قبل غروب الشمس. ولما استشكل عبد الله بن سلام أن هذا الوقت ليس وقت صلاة، بين له النبي ﷺ أن المؤمن إذا صلى ثم جلس في المسجد ينتظر الصلاة التالية، فإنه يعتبر في صلاة ويكتب له أجرها، وبالتالي فإن دعاءه في هذا الوقت مستجاب.


3. الدروس المستفادة:


● فضل يوم الجمعة: فيه ساعة إجابة لا يرد فيها الدعاء.
● الحث على انتظار الصلاة: الجلوس في المسجد بعد الصلاة انتظارًا للصلاة التالية له أجر عظيم، ويكون العبد في حكم المصلي.
● الدعاء في الأوقات الفاضلة: ينبغي للمسلم أن يتحرى أوقات الإجابة، وخاصة آخر ساعة من يوم الجمعة.
● التواضع في طلب العلم: كما فعل عبد الله بنسلام عندما قبل تصحيح النبي ﷺ له بقوله "أو بعض ساعة".
● الاستمرارية في العبادة: بقاء المسلم في المسجد وانتظاره للصلاة يعتبر عبادة مستقلة.


4. معلومات إضافية:


● وقت الساعة الأخيرة: اختلف العلماء في تحديدها، لكن الراجح أنها من بعد العصر إلى غروب الشمس.
● فضل الدعاء فيها: ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء في هذا الوقت، فإنه وقت تُغتنم فيه الإجابة.
● المرجع في شرح الحديث: اعتمدت في الشرح على كتب مثل "فتح الباري" لابن حجر، و"شرح النووي على صحيح مسلم"، و"عمدة القاري" للعيني.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لاغتنام أوقات الخير والإجابة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (١١٣٩) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا ابن أبي فُديك، عن الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام، فذكره.
وإسناده حسن؛ من أجل الضحاك بن عثمان لأنه صدوق، وبقية رجاله ثقات. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الصحيح».
ورواه أحمد (٢٣٧٨١) عن عبد الله بن الحارث، عن الضحاك به مثله. وفيه: قال أبو النضر: قال أبو سلمة: سألته: أية ساعة هي؟ قال: (أي عبد الله بن سلام) آخر ساعات النَّهار. فقلت: إنها ليست بساعة صلاة. فقال: بلى إنَّ العبد المسلم في صلاة إذا صلَّى ثم قعد في مصلاه لا يحبسه إلَّا انتظار الصلاة». انتهي.
وفي الباب ما رُوي عن أنس بن مالكٍ، قال: عُرضت الجمعة على رسول الله ﷺ، فجاء جبريل في كفِّه كالمرآة البيضاء، في وسطها كالنُكْتة السوداء، فقال: «ما هذه يا جبريل؟». قال: «هذه الجمعة، يَعرِضها عليك ربُّك لتكون لك عيدًا، ولِقومِك من بعدك، ولكم فيها خيرٌ، تكون أنت الأوَّل، ويكون اليهود والنصارى من بعدك، وبها ساعةٌ لا يدعو أحَدٌ ربَّه بخيرٍ هو له قَسْمٌ إلَّا أعطاه، أو يتعوَّذ مِن شرٍّ إلَّا دفع عنه ما هو أعظم منه، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيدِ، وذلك أنَّ ربَّك اتَّخذ في الجنَّة واديًا أَفْيَحَ مِن مسكٍ أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل من عِلِّيين فجلس على كرسيِّه، وحفَّ الكرسيَّ بمنابر من ذهبٍ، مكلَّلة بالجواهر، وجاء الصدِّيقون والشهداء وجلسوا عليها، وجاء أهل الغُرف من غرفهم حتَّى يجلسوا على الكثيبِ، وهو كثيب أبيض من مسك أذْفَر، ثمَّ يتجلَّى لهم فيقول: أنا الذي صدقتكم وعدي، وأتممت عليكم نعمتي، وهذا محلُّ كرامتي، فسلوني، فيسألونه الرضا، فيقول: رضاي أَحلَّكم داري، وأنالكم كرامتي، فسلوني، فيسألونه الرضا، ثَّم يفتح لهم ما لم تَره عينٌ، ولم يخطر على قلب بشرٍ، إلى مقدار مُنصرَفهم من الجمعة، وهي زبرجدة خضراء، أو ياقوتة حمراء، متدلِّية فيها ثمارُها وخدمها، فليس هم في الجنة بأشوق منهم إلى يوم الجمعة، ليزدادوا نظرًا إلى ربَّهم عز وجل وكرامته، وكذلك وهي يوم المزيدِ».
رواه الطبراني في «الأوسط» (٢١٥٠): عن أحمد بن زُهَير، قال: ثنا محمد بن عثمان بن كَرامة، ثنا خالد بن مَخلَد القطواني، ثنا عبد السلام بن حفص، عن أبي عِمران الجَوني، عن أنسٍ، فذكر الحديثَ.
قال الطبراني: «لم يروه عن أبي عِمران إلَّا عبد السلام، تفرَّدَ به خالد».
قلتُ: وهو كما قال، وخالد هذا هو ابن مخلد القطواني، وهو وإن كان من رجال الشيخين إلَّا أنَّه وُصِف بأنَّ له أحاديث مناكير، وكان متشيعًا، وفي متنه غرابة.
ورواه أبو يعلي (٤٢٢٨) عن شيبان بن فروخ، ثنا الصعق بن حزن، ثنا علي بن الحكم البناني،
عن أنس فذكر نحوه.
قال الحافظ عن هذا الإسناد بعد أن ساق للحديث أسانيد الأخرى: «هذا أجود من الأول».
وأورده الذّهبي في «العلو» (١/ ٣٥١ - ٣٦٥) من عدّة طرق لا يسلم منها شيء، ثم قال: «هذه طرق يعضِّد بعضها بعضًا، رزقنا الله وإياكم لذَّة النظر إلى وجهه الكريم».
وأورده الحافظ ابن القيم في «الزاد» (١/ ٣٦٧ - ٣٧١) من أوجهٍ أُخرى كثيرةٍ أيضًا، ولا يصح منها شيءٌ، وذكر له شاهدًا من حديث حذيفة، وفيه عبد الله بن عرادة الشيباني، قال فيه البخاري: «منكر الحديث». وضعَّفه غير واحد من أهل العلم.
وأمَّا ما رواه الإمام أحمد (٨١٠٢): عن هاشم، ثنا الفرج بن فضالة، ثنا علي بن أبي طلحة، عن أبي هريرة قال: قيل للنبي ﷺ: لأيِّ شيءٍ سمِّي يوم الجمعة؟ قال: «لأنَّ فيها طُبعت طينة أبيك آدم، وفيها الصعقة، والبعثة، وفيها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله عز وجل فيها استُجيب له». فهو ضعيف، لضعف الفرج بن فضالة، وعلي بن ابي طلحة لم يُدرك أبا هريرةَ، فهو مع ضعفه منقطعٌ.
وفي الباب أحاديث أخرى، منها: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبيَّ ﷺ قال: «إنَّ في الجمعة الساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلَّا أعطاه إياه».
رواه البزَّار (٦٦٦) عن عبد ربِّه بن خالدٍ، ثنا فُضَيل بن سليمان، عن عبد الله بن محمد بن عمر ابن علي، عن أبيه، عن جده عن علي بن أبي طالبٍ، فذكره. وشيخ البار فيه لم يُوثّقه أحدٌ، وذكره ابن حبَّان في «الثقات»، وقد روى عنه جمعٌ منهم البزار وابن ماجة.
وأمّا ما رُوي «أفضل الأيام يوم عرفة وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجّة في غير يوم جمعة» فهو لا أصل له، أورده ابن الأثير في «جامع الأصول» (٦٨٦٧). -تحقيق أيمن صالح- وعزاه إلى رزين.
ورزين هو ابن معاوية بن عمار الأندلسيّ السرقسطيّ المتوفى سنة خمس وثلاثين وخمس مائة بمكة، وصفه الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٢٠٤) بأنه الإمام المحدِّث الشهير صاحب كتاب «تجريد الصحاح» وكان إمام المالكين بالحرم.
وقال ابن الأثير في «مقدمة جامع الأصول» (١/ ٤٨ - ٥٠): جمع بين كتب البخاري، ومسلم، والموطأ لمالك، وجامع الترمذي، وسنن أبي داود، وسنن أبي عبد الرحمن النسائي رحمة الله عليهم».
وهو الذي بني عليه الحافظ ابن الأثير كتابه»جامع الأصول«ولكن كما يقول الحافظ الذهبي: «أدخل في كتابه زيادات واهية، لو تنزه عنها لأجاد».
وهذا الحديث من هذا القبيل.
وقد حاول أئمة الحديث الوقوف على إسناد هذا الحديث فلم يقفوا عليه.
قال الحافظ ابن القيم في «زاده» (١/ ٦٥) بعد أن بيّن مزية وقفة يوم الجمعة من عشرة وجوه بقوله: «وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل اثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله ﷺ، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين».
وقال الحافظ في «الفتح» (٨/ ٣٧١) بعد أن عزاه لرزين في رفعه: «لا أعرف حاله؛ لأنه لم يذكر صحابيه، ولا من خرّجه».
وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء «فضل يوم عرفة»: «حديث وقفة الجمعة يوم عرفة أنها تعدل اثنتين وسبعين حجة حديث باطل لا يصح، وكذلك لا يثبت ما رُوي عن زر بن حبيش أنه أفضل من سبعين حجّة في غير يوم جمعة» نقلًا من الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في «السلسلة الضعيفة» (٣١٤٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 20 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا قضي له حاجته

  • 📜 حديث: في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا قضي له حاجته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا قضي له حاجته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا قضي له حاجته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا قضي له حاجته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب