حديث: لا تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل يوم الجمعة والساعة التي فيها

عن أبي هريرةَ، أنَّ رسول الله ﷺ قال: «لا تطلع الشمس بيومٍ ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة. وما من دابة إلَّا وهي تفزع ليوم الجمعة إلَّا هذان الثقلان من الجنِّ والإنس. وعلى كلِّ إنسان ملكان يكتبان الأوَّل فالأول: كرجل قدَّم بدنةً، وكرجلٍ قدَّم بقرةً، وكرجلٍ قدَّم شاةً، وكرجلٍ قدَّم طيرًا، وكرجلٍ قدَّم بيضةً، فإذا قعد الإمام طُوِيَت الصحف».

حسنٌ: رواه الإمام أحمد (٩٨٩٦) عن محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت العلاء يُحدِّث عن أبيه، عن أبي هريرةَ.

عن أبي هريرةَ، أنَّ رسول الله ﷺ قال: «لا تطلع الشمس بيومٍ ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة. وما من دابة إلَّا وهي تفزع ليوم الجمعة إلَّا هذان الثقلان من الجنِّ والإنس. وعلى كلِّ إنسان ملكان يكتبان الأوَّل فالأول: كرجل قدَّم بدنةً، وكرجلٍ قدَّم بقرةً، وكرجلٍ قدَّم شاةً، وكرجلٍ قدَّم طيرًا، وكرجلٍ قدَّم بيضةً، فإذا قعد الإمام طُوِيَت الصحف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا حديث عظيم شريف، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإليك شرحه وافيًا على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● لا تطلع الشمس بيومٍ ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة: أي أن يوم الجمعة هو أفضل الأيام على الإطلاق، فلا يوجد يوم تشرق فيه الشمس أو تغرب أفضل منه فضلاً وبركة.
● وما من دابة إلَّا وهي تفزع ليوم الجمعة: "دابة" أي كل حيوان يمشي على الأرض. "تفزع" أي تخاف وتوجل وتشعر بالرهبة.
● إلَّا هذان الثقلان من الجنِّ والإنس: "الثقلان" هما الجن والإنس، سُميا بذلك لأن الأرض تثقل بهما. واستثنيا من هذا الفزع العام.
● ملكان يكتبان الأوَّل فالأول: أي ملكان موكلان بكل إنسان لكتابة حسناته وسيئاته، يكتبانها حسب وقوعها مرتبة.
● كرجل قدَّم بدنةً... إلخ: هذا تمثيل لتسجيل الحسنات في هذا الوقت، فمن قدم حسنة كبيرة سُجلت له كاملة كمن قدم بدنة (ناقة)، ومن قدم حسنة أصغر سُجلت له على قدرها كمن قدم بيضة.
● فإذا قعد الإمام طُوِيَت الصحف: أي إذا جلس الإمام على المنبر ليخطب خطبة الجمعة، طُويت صحائف الأعمال وتوقف الملائكة عن كتابة الحسنات للمصلين المنصتين للخطبة، لانشغالهم بالاستماع.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضيلة يوم الجمعة العظيمة، حيث أنه أفضل أيام الأسبوع، لا يفوقه في الفضل يومٌ آخر.
ويشير إلى أن جميع المخلوقات تدرك عظمة هذا اليوم وتخشاه، ويشمل هذا الخوف سائر الحيوانات والجمادات، إلا الجن والإنس، فإنهم مكلفون ومختبرون في هذه الحياة، فإما أن يغتنموا فضله أو يضيعوه.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم ما يحدث من نعمة عظيمة على المسلمين الحاضرين في المسجد لصلاة الجمعة، حيث أن الملائكة الموكلين بكتابة الحسنات يستمرون في رفع الأعمال الصالحة التي يفعلها المصلي منذ دخوله المسجد، كصلاة التحية، وذكر الله، وانتظار الصلاة. وكل حسنة يُكتب أجرها كاملاً دون نقصان، فمن فعل حسنة عظيمة كتبت له عظيمة، ومن فعل حسنة صغيرة كتبت له صغيرة.
وهذه الكتابة مستمرة حتى يجلس الإمام على المنبر للخطبة، فحينئذ تُطوى الصحف، وتقف الملائكة عن الكتابة، وينصتون هم أيضاً لاستماع الخطبة مع المصلين، تفادياً لأي شاغل يشغل المصلي عن الإنصات التام للخطيب.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- تفضيل يوم الجمعة: يجب على المسلم أن يعظم هذا اليوم ويحرص على اغتنام أوقاته بالطاعات، فهو يوم مبارك تتضاعف فيه الحسنات.
2- الاستعداد للجمعة: يستحب الاغتسال والتطيب ولبس أفضل الثياب، والتبكير في الذهاب إلى المسجد، فهذه من الأمور التي يكتب أجرها قبل مجيء الإمام.
3- وجوب الإنصات للخطبة: الحديث يدل على وجوب الإنصات للخطبة وترك كل ما يشغل عنها، حتى أن الملائكة تتوقف عن كتابة الحسنات لتنصت مع المسلمين. فمن انشغل بالحديث أو باللعب خلال الخطبة فقد فوت على نفسه خيراً عظيماً.
4- سعة رحمة الله: تشبيه الحسنات بالقربان (البدنة، البقرة...) يدل على كرم الله تعالى وعطائه، حيث يقبل القليل والكثير، ويجزي على العمل بمقداره وحسب نيته وإخلاصه.
5- إثبات كتابة الملائكة للأعمال: وهذا من عقيدة المسلم، ويجب الإيمان بأن الله وكَّل ملائكة كراماً يكتبون كل صغيرة وكبيرة من أعمال العباد.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- يستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلته.
- من أعظم الأعمال في هذا اليوم: قراءة سورة الكهف.
- فيه ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه.
- الخطبة شرط لصحة صلاة الجمعة عند جمهور العلماء، والإنصات لها واجب.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المعظمين لشعائر الله، والمغتنمين للأوقات الفاضلة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٩٨٩٦) عن محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت العلاء يُحدِّث عن أبيه، عن أبي هريرةَ.
وإسناده حسن من أجل العلاء بن عبد الرحمن؛ فإنه حسن الحديث.
وصحّحه ابن خزيمة (١٧٥٧) وابن حبَّان (٢٧٧٠) فأخرجاه من هذا الوجه مقتصرين على المقطع الأول والثاني من الحديث فقط.
ورواه أيضًا ابن خزيمة (١٧٧٠) وابن حبَّان (٢٧٧٤) من حديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، واقتصرا على المقطع الأخير منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة

  • 📜 حديث: لا تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل من يوم الجمعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب