حديث: صيام النبي ثلاثة أيام من كل شهر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية إفراد صوم يوم الجمعة

عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله ﷺ يصوم من غُرَّة كل شهرٍ ثلاثة أيام.
وفي رواية: قلمَّا رأيت رسول الله ﷺ يُفطر يوم الجمعة.

حسن: رواه أبو داود (٢٤٠٠) والترمذي (٧٤٢) وابن ماجة (١٧٢٥) كلهم من طريق شيبان،
عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله ﷺ يصوم من غُرَّة كل شهرٍ ثلاثة أيام.
وفي رواية: قلمَّا رأيت رسول الله ﷺ يُفطر يوم الجمعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كان رسول الله ﷺ يصوم من غُرَّة كل شهرٍ ثلاثة أيام. وفي رواية: قلمَّا رأيت رسول الله ﷺ يُفطر يوم الجمعة."


1. شرح المفردات:


● غُرَّة كل شهر: أول الشهر، ويقصد به الأيام البيض (اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري).
● قلمَّا: نادرًا ما، أي كان نادرًا أن يُرى مفطرًا.
● يُفطر يوم الجمعة: أي لا يصوم يوم الجمعة، بل يكون مفطرًا.


2. شرح الحديث:


الحديث يتضمن روايتين:
الرواية الأولى:
"كان رسول الله ﷺ يصوم من غُرَّة كل شهرٍ ثلاثة أيام"
هذا يشير إلى أن النبي ﷺ كان يحرص على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهي الأيام البيض (13، 14، 15 من الشهر الهجري). وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد ذلك، مثل قوله ﷺ: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله" (رواه البخاري ومسلم). وهذا يدل على فضل هذه الأيام واستحباب صيامها.
الرواية الثانية:
"قلمَّا رأيت رسول الله ﷺ يُفطر يوم الجمعة"
هذا يعني أن النبي ﷺ كان نادرًا ما يُرى مفطرًا يوم الجمعة، أي أنه كان يصومه غالبًا. وهذا يدل على استحباب صوم يوم الجمعة، لكن مع مراعاة أن لا يصومه منفردًا، بل يصوم يومًا قبله أو بعده، كما ورد في الحديث: "لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده" (رواه البخاري ومسلم). وهذا لئلا يُخص يوم الجمعة بالصوم دون غيره.


3. الدروس المستفادة منه:


1- استحباب صيام الأيام البيض: صيام ثلاثة أيام من كل شهر (13، 14، 15) له فضل عظيم، وهو كصيام الدهر كله بسبب مضاعفة الأجر.
2- استحباب صوم يوم الجمعة مع يوم قبله أو بعده: لا بأس بصوم يوم الجمعة إذا صام معه يومًا آخر، إما الخميس أو السبت، لئلا يُخص يوم الجمعة بالصوم.
3- الحرص على السنن النبوية: النبي ﷺ كان يحرص على هذه العبادات، مما يدل على أهميتها وفضلها.
4- التوسط في العبادة: صيام ثلاثة أيام من كل شهر عبادة سهلة وميسورة، تشجع المسلم على المداومة على الطاعة دون مشقة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- صيام الأيام البيض من كل شهر سنة مؤكدة، وفضلها كبير.
- صوم يوم الجمعة منفردًا مكروه، كما ورد في الأحاديث، لئلا يشبه باليهود الذين يصومون يوم السبت، أو النصارى الذين يصومون يوم الأحد.
- يجوز صوم يوم الجمعة إذا وافق يومًا كان الإنسان يصومه، مثل صوم يوم عرفة أو يوم عاشوراء.
- من صام يوم الجمعة، يستحب أن يصوم معه يوم الخميس أو السبت، عملاً بالسنة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقتدين برسول الله ﷺ، والمحافظين على سنته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٤٠٠) والترمذي (٧٤٢) وابن ماجة (١٧٢٥) كلهم من طريق شيبان،
عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.
قال الترمذي: «حديث عبد الله حسن غريب، وقد استحبَّ قوم من أهل العلم صيام يوم الجمعة، وإنَّما يكره أن يصوم يوم الجمعة لا يصوم قبله ولا بعده، روي شعبة، عن عاصم هذا الحديث ولم يرفعه، وفي الباب عن ابن عمر، وأبي هريرة». انتهى.
وقد صححه أيضًا ابن خزيمة (٢١٢٩) وابن حبان (٣٦٤١) فروياه في صحيحيهما من هذا الوجه. قلت: وإسناده حسن؛ من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وهو حسن الحديث.
وأمَّا الاختلاف في رفعه ووقفه؛ فقال الحافظ الدارقطني في «العلل»: (٥/ ٦٠): «رفعه صحيح».
وأمَّا معنى الحديث؛ فهو كما قال الترمذي: أنَّه ﷺ كان يصوم الخميس والجمعة، وأمَّا إفراد يوم الجمعة فقد ثبت النهي عن ذلك.
وأما ما رُوي عن جنادة الأزدي، أنَّهم دخلوا على رسول الله ﷺ ثمانية نفرٍ، هو ثامنهم. فقرَّب إليهم رسول الله ﷺ طعاما يوم الجمعة، فقال: «كلوا». قالوا: صيام. قال: «صمتم أمس؟». قالوا: لا. قال: «صائمون غدًا؟» قالوا: لا. قال: «فأفطروا». فهو ضعيف.
أخرجه النسائي في «الكبرى» (٢٧٨٦) وأحمد (٢٤٠٠٩/ ٤) والطبراني في «الكبير» (٢١٧٣) والحاكم (٣/ ٦٠٨) كلهم من طرق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني -أبي الخير، عن حذيفة البارقي، عن جنادة الأزدي، فذكره، واللفظ للنسائي.
وزاد البعض في المتن: «فأكلنا مع رسول الله ﷺ، قال: فلمَّا خرج وجلس على المنبر، والناس ينظرون، يُريهم أنَّه لا يصوم يوم الجمعة.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
والصواب أنَّه ليس على شرط مسلم؛ فإنَّ حذيفة البارقي، ويقال: الأزدي، لم يخرج له سوي النسائي، ولم يرو عنه غير مرثد بن عبد الله؛ ولذا قال فيه الذهبي: «مجهول». وقال الحافظ: «مقبول».
وأما قوله في: الفتح«: (٤/ ٢٣٤): رواه النسائي بإسناد صحيح؛ فيبدوا أنَّه ﵀ وهِمَ فيه.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس مرفوعا: «لا تصوموا يوم الجمعة وحده».
رواه أحمد (٢٦١٥) عن عتَّاب بن زياد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله ابن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
والحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ضعيف.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي هريرة مرفوعًا: «يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم، إلَّا أن تصوموا قبله، أو بعده». رواه الإمام أحمد (٨٠٢٥) عن عبد الرحمن (ابن مهدي) عن معاوية، يعني ابن صالح، عن أبي بشر، عن عامر بن لُدين الأشعري، عن أبي هريرة، فذكره.
ومن هذا الطريق رواه الحاكم (١/ ٤٣٧) وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه إلَّا أنَّ أبا بشر هذا لم أقف على اسمه، وليس ببيان بن بشر، ولا جعفر بن أبي وحشية». وقال الذهبي في تلخيصه: «هو مجهول».
وقال فيه الحافظ: «مقبولٌ إن كان هو مؤذن دمشق، وإن كان أبو بشر صاحب أبي الزاهرية فضعيف».
وقال ابن خزيمة في صحيحه (٢١٦٢) بعد أن رواه من طريق ابن مهدي: «أبو بشر هذا شامي، ليس بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية صاحب شعبة وهشيم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 39 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صيام النبي ثلاثة أيام من كل شهر

  • 📜 حديث: صيام النبي ثلاثة أيام من كل شهر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صيام النبي ثلاثة أيام من كل شهر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صيام النبي ثلاثة أيام من كل شهر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صيام النبي ثلاثة أيام من كل شهر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب