نهي رسول الله ﷺ عن صوم يوم الجمعة

حديث: نهي رسول الله ﷺ عن صوم يوم الجمعة

عن محمد بن جعفر المخزومي، قال: لقي أبا هريرةَ رجل وهو يطوف بالبيت، فقال: يا أبا هريرة! أنت نهيت الناس عن صوم يوم الجمعة؟ قال: لا وربّ الكعبة! ولكن رسول الله ﷺ نهي عنه.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٩٠٩٧) عن يونس، حدّثنا المستور -يعني ابن عباد- حدّثنا محمد ابن جعفر المخزومي، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● يطوف بالبيت: يسعى حول الكعبة المشرفة في مناسك الحج أو العمرة.
● نهيت: منعت وحذرت.
● صوم يوم الجمعة: إمساك عن المفطرات بنية التعبّد في يوم الجمعة.
● لا ورب الكعبة: قسم بالله تعالى على نفي الأمر، والكعبة هي بيت الله الحرام.

2. شرح الحديث:

في هذا الحديث يروي محمد بن جعفر المخزومي أن رجلاً التقى بأبي هريرة -رضي الله عنه- أثناء طوافه حول الكعبة، فسأله: "أنت نهيت الناس عن صوم يوم الجمعة؟"، فأجابه أبو هريرة بقسم عظيم: "لا ورب الكعبة!"، أي أنه لم ينهَ عن ذلك من تلقاء نفسه، بل إن النهي صادر عن رسول الله ﷺ.
والحديث يشير إلى النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم، وهو ما ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "لا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا".

3. الدروس المستفادة:

● التنبيه على خطر الابتداع في الدين: أبو هريرة -رضي الله عنه- يوضح أن النهي ليس من عنده، بل هو تشريع نبوي، مما يؤكد أهمية نسبة الأحكام إلى مصادرها الشرعية.
● النهي عن إفراد الجمعة بالصوم: وذلك لكونه يوم عيد للمسلمين، فيُكرَه صومه منفردًا إلا إذا صام الإنسان يومًا قبله أو بعده.
● جواز صوم الجمعة مع غيره: إذا صام الإنسان الخميس والجمعة، أو الجمعة والسبت، فلا حرج في ذلك.
● الأدب في نقل العلم: أبو هريرة -رضي الله عنه- لم يقل "أنا نهيت" بل نسب النهي إلى رسول الله ﷺ، تواضعًا وأمانة في نقل العلم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو متفق على معناه مع أحاديث أخرى صحيحة.
- الحكمة من النهي عن إفراد الجمعة بالصوم: لأنه يوم دعاء وذكر وعبادة، وفيه صلاة الجمعة، فيستحب أن يكون المسلم مفطرًا ليستوعب هذه العبادات بنشاط.
- من صام يوم الجمعة منفردًا دون قصد أو جهلاً بالحكم، فصومه صحيح ولكن عليه عدم العودة لذلك.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٩٠٩٧) عن يونس، حدّثنا المستور -يعني ابن عباد- حدّثنا محمد ابن جعفر المخزومي، فذكره.
وإسناده صحيح، والمستور -وقيل: المستورد بن عباد الهاني، وثَّقه ابن معين، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وصحَّحه ابن خزيمة (٢١٥٧)، وابن حبان (٣٦٠٩) إلَّا أنَّهما روياه من وجهٍ آخر عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، أخبرني يحيي بن جعدة، أنَّه سمع عبد الله بن عمرو ابن عبد القاري يقول: سمعت أبا هريرة يقول، فذكر الحديث.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (٧٣٨٨).
وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري لم يرو عنه سوى يحيى بن جعدة؛ ولذا قال الحافظ في «التقريب»: «مقبول». أي حيث يتابع، وقد توبع في الإسناد السابق، وأخطأ من قال: عبد الرحمن
ابن عمرو القاري.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 38 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي رسول الله ﷺ عن صوم يوم الجمعة

📜 حديث: نهي رسول الله ﷺ عن صوم يوم الجمعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهي رسول الله ﷺ عن صوم يوم الجمعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهي رسول الله ﷺ عن صوم يوم الجمعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهي رسول الله ﷺ عن صوم يوم الجمعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية