حديث: لا تختصوا الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوها بصيام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية إفراد صوم يوم الجمعة

وعن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لا تختصُّوا الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصُّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام. إلَّا أن يكون في صوم يصومه أحدكم».

صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٤٤) عن أبي كريب، حدّثنا حسين (يعني الجعفي) عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.

وعن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لا تختصُّوا الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصُّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام. إلَّا أن يكون في صوم يصومه أحدكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تحفظ للعبادات روحها وتمنع انحرافها عن مقاصدها. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● "لا تختصُّوا": لا تتفردوا أو تقصروا الشيء على جهة معينة.
● "الجمعة": ليلة الجمعة ويومها.
● "بقيام": بصلاة الليل والنوافل.
● "بصيام": بالإمساك عن المفطرات بنية التقرب إلى الله.
● "إلَّا أن يكون في صوم يصومه أحدكم": استثناء للحالة التي يكون صوم الجمعة داخلاً في صومٍ أكبر منه، كأن يكون عادة للشخص.


ثانياً. شرح الحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أمرين:
1- النهي الأول: "لا تختصُّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي"
● المعنى: لا تقصدوا بتخصيص ليلة الجمعة وحدها بالصلاة والقيام فيها، كما يفعل في ليلة القدر مثلاً. فليس لها فضيلة خاصة في القيام توجب تخصيصها بهذه العبادة دون غيرها من الليالي.
● الحكمة: خشية أن يعتقد الشخص أن لها فضلاً معيناً في القيام لم يرد به دليل، فيقع في البدعة.
2- النهي الثاني: "ولا تخصُّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام"
● المعنى: لا تتفردوا بيوم الجمعة بالصوم وحده، كأن يصوم الإنسان الجمعة فقط لأنه يوم الجمعة.
● الحكمة: لأن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين، وفيه يجتمعون للصلاة والذكر، والأفضل أن يكون الإنسان مفطراً ليكون أنشط للعبادة والذكر واستماع الخطبة. كما أن تخصيصه بالصوم قد يوهم أن له فضلاً خاصاً في الصوم لم ترد به النصوص.
3- الاستثناء: "إلَّا أن يكون في صوم يصومه أحدكم"
● المعنى: يستثنى من هذا النهي حالة واحدة، وهي إذا وافق يوم الجمعة يومًا كان الإنسان يصومه أصلاً كعادة له.
● التفصيل: ومثال ذلك:
- أن يكون من عادته صوم يوم وإفطار يوم (صوم داود)، فيوافق يوم الجمعة يوم صومه.
- أن يكون من عادته صوم أيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر هجري) فتوافق أحدها يوم الجمعة.
- أن يكون من عادته صوم الاثنين والخميس، فيوافق يوم الخميس أو الاثنين يوم الجمعة.
- ففي هذه الحالات، لا حرج في صومه لأنه لم يقصد تخصيص الجمعة بالصوم، بل وافقت عادة موجودة أصلاً.


ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- محاربة البدع: الحديث درس عظيم في محاربة البدع والمنكرات في الدين. فالتقرب إلى الله تعالى يكون بما شرعه فقط، وليس بالابتداع في العبادات وتخصيص أوقات لم يخصصها الشرع.
2- الفهم الصحيح للعبادة: العبادة مبنية على الاتباع لا الابتداع. فلا يجوز للمسلم أن يخترع عبادة من تلقاء نفسه ويخصص لها وقتاً لم يرد به دليل.
3- التوسط والاعتدال: النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم وحده يدل على مراعاة الشريعة للاعتدال وعدم المشقة على النفس، حيث أن يوم الجمعة يوم عبادة ونشاط.
4- مراعاة المقاصد: الشريعة تحفظ للعبادات مقاصدها. فصوم يوم الجمعة وحده قد يشغل عن أداء فرائضه من الاستماع للخطبة وغيرها، أو يوهم بفضيلة غير ثابتة.
5- الجمع بين النصوص: هذا الحديث لا يتعارض مع الأحاديث التي تبين فضل يوم الجمعة عموماً، كفضله كيوم من الأسبوع، أو فضل الدعاء فيه. ولكنه ينهى عن تخصيصه بعبادة معينة (الصوم أو القيام) دون دليل.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم صوم الجمعة منفرداً: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى كراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم، للأحاديث الصحيحة في النهي عن ذلك.
● حكم قضاء رمضان يوم الجمعة: إذا أفطر الإنسان في رمضان لمرض أو سفر، وقضى يوم جمعة، فلا حرج فيه لأنه صوم واجب، وهو داخل في المعنى العام للاستثناء (أن يكون في صوم يصومه).
● حكم صوم يوم قبل الجمعة أو بعدها: إذا صام الإنسان الخميس والجمعة، أو الجمعة والسبت، فقد ذهب بعض العلماء إلى الجواز، لورود ما يدل على استحباب صوم يوم قبل العيد أو بعده ليكسر حدة التخصيص. والأحوط أن لا يخصها إلا إذا نوى صوم الخميس أو السبت أصلاً.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، المعتصمين بكتابه وسنته، وأن يحفظنا من البدع والضلالات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيام (١١٤٤) عن أبي كريب، حدّثنا حسين (يعني الجعفي) عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تختصوا الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوها بصيام

  • 📜 حديث: لا تختصوا الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوها بصيام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تختصوا الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوها بصيام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تختصوا الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوها بصيام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تختصوا الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوها بصيام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب