حديث: أجر من تطهر ومشى إلى المسجد وأنصت حتى يقضي الإمام صلاته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الجمعة إلى الجمعة كفارة

عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله ﷺ: «أتدري ما يوم الجمعة؟». قلت: الله ورسوله أعلم. ثمَّ قال: «أتدري ما يوم الجمعة؟». قلت: نعم -قال: لا أدري زعم سأله الرابعة أم لا-، قال: قلت: هو اليوم الذي جُمِع فيه أبوه، أو أبوكم، قال النبي ﷺ: «ألا أحدِّثك عن يوم الجمعة؟ ! لا يتطهَّر رجل مسلمٌ ثمَّ يمشي إلى المسجد، ثمَّ يُنصت حتَّى يقضي الإمام صلاته إلَّا كان كفَّارةً لما بينها وبين الجمعة التي بعدها ما اجتنبت المَقْتَلة».

حسنٌ: رواه أحمد (٢٣٧٢٩) والطبراني في «الكبير» (٦٠٨٩)، كلاهما من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن قَرْثَع الضبي، عن سلمان.

عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله ﷺ: «أتدري ما يوم الجمعة؟». قلت: الله ورسوله أعلم. ثمَّ قال: «أتدري ما يوم الجمعة؟». قلت: نعم -قال: لا أدري زعم سأله الرابعة أم لا-، قال: قلت: هو اليوم الذي جُمِع فيه أبوه، أو أبوكم، قال النبي ﷺ: «ألا أحدِّثك عن يوم الجمعة؟ ! لا يتطهَّر رجل مسلمٌ ثمَّ يمشي إلى المسجد، ثمَّ يُنصت حتَّى يقضي الإمام صلاته إلَّا كان كفَّارةً لما بينها وبين الجمعة التي بعدها ما اجتنبت المَقْتَلة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث فضل يوم الجمعة وآدابها، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني.
أولاً: شرح المفردات:
● "أتدري ما يوم الجمعة؟": أي أتعلم فضله وعظم شأنه وما خص به من الخصائص؟
● "جُمِع فيه أبوه، أو أبوكم": أي خُلق فيه آدم عليه السلام، فهو اليوم الذي اكتمل فيه خلقه.
● "يتطهَّر": يتوضأ ويغتسل للجمعة، وهو الغسل المستحب لها.
● "يُنصت": يسكت ويستمع لخطبة الإمام، ولا يتكلم.
● "كفَّارةً لما بينها وبين الجمعة التي بعدها": أي تكفر الذنوب الصغائر التي وقعت خلال الأسبوع.
● "ما اجتنبت المَقْتَلة": أي ما لم يرتكب الكبائر. والمقتلة هنا كناية عن الكبائر العظيمة.
ثانياً: شرح الحديث:
يبدأ الحديث بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابيه الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه سؤالاً تعلُّمياً وتنبيهاً على عظمة هذا اليوم: «أتدري ما يوم الجمعة؟».
فأجاب سلمان بأدب المؤمن: "الله ورسوله أعلم"، اعترافاً منه بأن العلم الحقيقي هو ما يأتي من الله ورسوله.
كرر النبي صلى الله عليه وسلم السؤال ليزيد من شوق سلمان واهتمامه بمعرفة الجواب، فأجاب سلمان هذه المرة بظنه، فقال: "هو اليوم الذي جُمِع فيه أبوه، أو أبوكم" أي اليوم الذي خلق فيه آدم عليه السلام.
فبادر النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بالحقيقة والفضل الحقيقي لهذا اليوم، فقال: «ألا أحدِّثك عن يوم الجمعة؟!».
ثم بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أعظم فضائل هذا اليوم أن من أتى الجمعة على الوجه المشروع، فإنها تكون كفارة للذنوب التي بين الجمعتين.
وصفة ذلك العمل المشروع هي:
1- "يتطهَّر": أي يغتسل غسل الجمعة المستحب، أو على الأقل يتوضأ وضوءه للصلاة.
2- "ثمَّ يمشي إلى المسجد": يذهب إلى صلاة الجمعة بسكينة ووقار.
3- "ثمَّ يُنصت حتَّى يقضي الإمام صلاته": وهذا من آكد آداب الجمعة، وهو السكوت التام وعدم الانشغال بالكلام أو اللعب أثناء خطبة الإمام، من بدايتها حتى انتهاء الصلاة.
فمن فعل هذه الأمور، فإن جزاءه عظيم، وهو:
«إلَّا كان كفَّارةً لما بينها وبين الجمعة التي بعدها» أي تكفر ذنوبه الصغائر التي ارتكبها خلال الأسبوع كله.
بشرط:
«ما اجتنبت المَقْتَلة» أي ما لم يصاحب هذه الطاعة ارتكاب الكبائر العظيمة، كالشرك، أو قتل النفس، أو الزنا... إلخ. فإن الكبائر تحتاج إلى توبة خاصة.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة يوم الجمعة: فهو يوم مبارك، خُلق فيه آدم، وفيه ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم إلا استجاب الله دعاءه.
2- فضل الاغتسال والسير إلى المسجد للجمعة: فهذه من السنن التي يغفل عنها الكثير.
3- وجوب الإنصات للخطبة: وهذا من أعظم آداب الجمعة، للاستفادة من المواعظ وعدم إضاعة الأجر. والكلام أثناء الخطبة محرم وقد يحبط الأجر.
4- سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل هذه العبادة العظيمة كفارة للذنوب على مدار أسبوع كامل.
5- أن تكفير الذنوب مشروط باجتناب الكبائر: فمن أصر على الكبائر فلا تكفرها الحسنات فقط، بل لا بد من التوبة النصوح.
6- أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم: كما ظهر في قول سلمان "الله ورسوله أعلم".
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
- يستحب أن يكثر المسلم من الدعاء في يوم الجمعة، خاصة في الساعة التي ترجى فيها الإجابة، وأرجح الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر.
- من السنة قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة.
- صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل حر مقيم، فلا يجوز تركها إلا لعذر شرعي.
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يوفقنا لاغتنام فضائل الأوقات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٧٢٩) والطبراني في «الكبير» (٦٠٨٩)، كلاهما من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن قَرْثَع الضبي، عن سلمان.
وإسناده حسن؛ من أجل قُرْثَع الضبي؛ فإنَّه «صدوق» كما في «التقريب».
وصحَّحه ابن خزيمة (١٧٣٢) والحاكم (١/ ٢٧٧) وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد، واحتجَّ الشيخان بجميع رواته غير قَرْثَع، سمعت أبا علي يقول: أردت أن أجمع مسانيد قَرْثَع الضبي؛ فإنَّه من زهاد التابعين، فلم يسند تمام العشرة». انتهي.
ولكن قال ابن حبان في «المجروحين» (٢/ ٢١١) عن قَرْثَع: «روي أحاديثَ يسيرةً خالف فيها الأثبات، لم تظهر عدالته فيُسلك به مَسلك العدول حتَّى يُحتَجَّ بما انفرد، ولكن عندي: يستحقُّ مجانبة ما انفرد من الروايات؛ لمخالفته الأثبات».
قال الأعظمي: ليس في حديثه هذا ما يخالف الثقات من الرواة عن سلمان، بل لحديثه هذا شواهد تشهد له.
قوله: «مقتلة»: أي ما لم يُصب مقتلة، وهي من الكبائر. وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أنَّ الصغائر تكفر بالصلوات الخمس، والجمعة لمن اجتنب الكبائر.
وأما ما روي عن أبي مالك الأشعريّ مرفوعًا: «الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها، وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله عز وجل قال: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾» فقيه انقطاع وضعف.
رواه الطبراني في «الكبير» (٣/ ٣٣٨) عن هاشم، ثم قال: ثنا محمد، حدثني أبي، حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي مالك، فذكر الحديث.
ومحمد هو ابن إسماعيل بن عياش ضعيف، وقال أبو حاتم: «لم يسمع من أبيه شيئًا» انظر: مجمع الزوائد (٢/ ١٧٣، ١٧٤).
وشريح هو ابن عبيد بن شريح الحضرمي الحمصي، قال ابن أبي حاتم في «المراسيل»: «ويروي عن أبي مالك مرسلًا».
وقد قيل لمحمد بن عوف: هل سمع أحدًا من الصحابة؟ قال: ما أظن؛ لأنه لا يقول في شيء من ذلك: «سمعت» وهو ثقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أجر من تطهر ومشى إلى المسجد وأنصت حتى يقضي الإمام صلاته

  • 📜 حديث: أجر من تطهر ومشى إلى المسجد وأنصت حتى يقضي الإمام صلاته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أجر من تطهر ومشى إلى المسجد وأنصت حتى يقضي الإمام صلاته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أجر من تطهر ومشى إلى المسجد وأنصت حتى يقضي الإمام صلاته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أجر من تطهر ومشى إلى المسجد وأنصت حتى يقضي الإمام صلاته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب