حديث: من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونًا بها طبع الله على قلبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوعيد الشديد لمن ترك الجمعة تهاونًا

عن أبي عبسٍ عبد الرحمن بن جبرٍ قال: قال رسول الله ﷺ: «من ترك الجمعة ثلاث مرَّاتٍ تهاونًا بها طبع الله على قلبه».

حسن: رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٩٧٦): حدثنا أبو بكر بن مالكٍ (وهو القطيعي)، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت يزيد بن أبي مريم، قال: لحقني عباية بن رافع، وأنا رائح إلى الجمعة ماشيًا، وهو راكبٌ فقال: أَبشر! فإنِّي سمعت أبا عبسٍ يقول: فذكر الحديث.

عن أبي عبسٍ عبد الرحمن بن جبرٍ قال: قال رسول الله ﷺ: «من ترك الجمعة ثلاث مرَّاتٍ تهاونًا بها طبع الله على قلبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أبي عبس عبد الرحمن بن جبر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».


1. شرح المفردات:


● تَرَكَ الْجُمُعَةَ: أي تخلف عن صلاة الجمعة بدون عذر شرعي.
● تَهَاوُنًا بِهَا: أي استخفافًا بأمرها وتهوينًا لشأنها، وليس لعذر مقبول.
● طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ: أي ختم عليه وجعل عليه غشاوة، فلا يصل إليه الخير ولا الهدى.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يحذر من التهاون في أداء صلاة الجمعة، وهي فريضة عظيمة على كل مسلم بالغ عاقل مقيم لا عذر له. والتهاون يعني الاستخفاف بها وتأخيرها أو تركها بدون سبب شرعي مقبول كمرض أو خوف أو سفر.
والوعيد في الحديث شديد؛ حيث أن من يترك الجمعة ثلاث مرات متتالية أو متفرقة تهاونًا بها، فإن الله تعالى يطبع على قلبه، أي يختم عليه ويجعله قاسيًا لا يتأثر بالموعظة، ولا ينفع فيه التذكير، فيصبح من الغافلين المعرضين عن الله.


3. الدروس المستفادة:


● عظم شأن صلاة الجمعة: فهي من أعظم الشعائر الإسلامية، وقد فرضها الله على المسلمين، وهي من الجماعات الواجبة.
● التحذير من الاستخفاف بالفرائض: التهاون بالعبادات يؤدي إلى قسوة القلب وبعده عن الله.
● القلب وعاء الإيمان: إذا طُبع عليه بالغفلة والقسوة، ضعف الإيمان وخيمت الظلمة على صاحبه.
● الترغيب في المحافظة على الجماعة: الحضور إلى المسجد للجمعة فيه الأجر العظيم، والتفريط فيه فيه الخطر الكبير.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي وابن ماجه، وهو حسن.
- الجمعة فرض عين على كل مسbalig عاقل حر مقيم، إلا لعذر شرعي.
- من فضائل الجمعة: أنها كفارة للذنوب بين الجمعتين، وفيها ساعة إجابة، وهي خير يوم طلعت عليه الشمس.
- يجب على المسلم أن يحافظ على صلاة الجمعة، ويحرص على عدم التخلف عنها إلا لعذر شرعي.

اللهم اجعلنا من المحافظين على الصلوات، وأعذنا من القسوة والغفلة، وارزقنا قلوبًا تخشع لذكرك.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٩٧٦): حدثنا أبو بكر بن مالكٍ (وهو القطيعي)، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت يزيد بن أبي مريم، قال: لحقني عباية بن رافع، وأنا رائح إلى الجمعة ماشيًا، وهو راكبٌ فقال: أَبشر! فإنِّي سمعت أبا عبسٍ يقول: فذكر الحديث.
وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات، غير القطيعي، واسمه: أحمد بن جعفر بن حَمْدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله، أبو بكر القطيعي، راوية «المسند» عن عبد الله بن الإمام أحمد، كان أسند أهل زمانه، وقد تُكُلِّم فيه، غير أنَّه لا ينزل عن درجة «صدوق». قال أبو عبد الله الذهبي: «صدوق في نفسه مقبولٌ، تغيَّر قليلًا». «الميزان» (١/ ٨٧). وانظر للمزيد: «تاريخ بغداد» (٥/ ١١٦ - ١١٨).
أمَّا يزيد بن أبي مريم؛ فقد قال فيه الحافظ: «لا بأس به». ولكن الأولى أن يقال فيه: «ثقة»؛ فقد وثَّقه الأئمة، منهم: ابن معين وأبو حاتم، والبخاري، ودحيم، والعجلي. وأخرج له البخاري في الصحيح. وقال أبو زرعة: «ليس به بأسٌ». وقال الدارقطني: «ليس بذاك». فقول الجماعة
أولى بالتقديم؛ لذا قال الذهبي في «الكاشف»: «ثقة».
وأبو عبْس: -بإسكان الموحَّدة-، وقيل: أبو عيسى -بالياء-، والأوَّل أصحُّ، وهو الأنصاري المدني، شهِد بدرًا، ومات سنة ٣٤ هـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 9 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونًا بها طبع الله على قلبه

  • 📜 حديث: من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونًا بها طبع الله على قلبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونًا بها طبع الله على قلبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونًا بها طبع الله على قلبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونًا بها طبع الله على قلبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب