على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول

حديث: على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول

عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله ﷺ قال: «على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب: الأول فالأول (مَثَّلَ الجزور، ثمَّ نزَّلهم حتَّى صغَّر إلى مثل البيضة) فإذا جلس الإمام طُوِيت الصحف، وحضروا الذكرَ».

صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٨٥٠/ ٢٥) عن قتيبة بن سعيد، حدَّثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديثَ.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● على كل باب من أبواب المسجد ملك: أي أن هناك ملائكة موكلين بكل مدخل من مداخل المسجد.
● يكتب: الأول فالأول: يسجلون الحاضرين للصلاة حسب ترتيب وصولهم، فيكتبون من يأتي أولاً ثم من بعده.
● (مَثَّلَ الجزور، ثمَّ نزَّلهم حتَّى صغَّر إلى مثل البيضة): هذا بيان من النبي ﷺ لتوضيح كيفية كتابة الأجر، حيث شبه الأجر العظيم لمن بكر إلى الصلاة بحجم الجزور (وهو الجمل الكبير)، ثم ينزل في الأجر تدريجياً كلما تأخر الشخص في الحضور حتى يصبح أجر المتأخر مثل حجم البيضة.
● فإذا جلس الإمام طُوِيت الصحف: أي عندما يجلس الإمام على المنبر ليخطب الجمعة، تُطوى صحائف الملائكة ويتوقفون عن الكتابة.
● وحضروا الذكرَ: يحضر الملائكة أيضاً لاستماع الخطبة والذكر.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث العظيم يبين فضل التبكير إلى صلاة الجمعة، وأن الله تعالى قد جعل على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يقومون بتسجيل الحاضرين حسب أوائلهم في الحضور، ويكتبون لهم الأجر على قدر سبقهم وتقدمهم في الحضور.
وقوله ﷺ: (مَثَّلَ الجزور، ثمَّ نزَّلهم حتَّى صغَّر إلى مثل البيضة) هو تشبيه بليغ من النبي ﷺ لبيان تفاوت الأجر بين المبادرة والتأخر، فمن بكر وقدم إلى الصلاة فله أجر عظيم جداً يشبه حجم الجمل الكبير، ومن تأخر قليلاً نقص أجره قليلاً، وهكذا حتى من يأتي في آخر الوقت فإن أجره يكون قليلاً بحجم البيضة.
ثم بين النبي ﷺ أن هؤلاء الملائكة يتوقفون عن الكتابة بمجرد أن يجلس الإمام على المنبر ليبدأ الخطبة، عندها يطوون صحائفهم ويحضرون هم أيضاً لاستماع الخطبة والذكر، مما يدل على عظم شأن خطبة الجمعة وأن حتى الملائكة يحضرونها.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحث على التبكير لحضور صلاة الجمعة: فكلما بكر المسلم كان أجره أعظم وأكبر.
2- تفاضل الأعمال عند الله تعالى: فالأجر يتفاوت بحسب السبق والمسارعة في الخيرات.
3- عناية الله تعالى بأعمال عباده: حيث يوكل الملائكة لكتابة الحاضرين للصلاة ومراقبة أعمالهم.
4- فضل وخطورة خطبة الجمعة: حتى أن الملائكة يتوقفون عن عملهم لحضورها والاستماع إليها.
5- الترغيب في المسارعة إلى الطاعات: والاستفادة من أوقات الفضائل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن صلاة الجمعة لها فضل عظيم، وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد على فضل الغسل والتبكير لها.
- يستحب للمسلم أن ينصت للخطبة ويترك الحديث أثناءها، لقول النبي ﷺ: "إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت".
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الحضور المبكر لصلاة الجمعة ليحوز الأجر العظيم، ويجتنب التأخر الذي يفوته الخير الكثير.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على التبكير إلى الصلوات والمسارعة في الخيرات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجمعة (٨٥٠/ ٢٥) عن قتيبة بن سعيد، حدَّثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديثَ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول

📜 حديث: على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية