حديث: تارك الجمعة يختم الله على قلبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوعيد الشديد لمن ترك الجمعة تهاونًا

عن عبد الله بن عُمر وأبي هريرةَ ﵄ أنَّهما سمعا رسول الله ﷺ
يقول على أعواد منبره: «لينتهينَّ أقوامٌ عن ودعهم الجمعات أو ليختمنَّ الله على قلوبهم، ثمَّ ليكوننَّ من الغافلين».

صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٨٦٥) عن الحسن بن علي الحلواني، حدَّثنا أبو توبةَ، حدَّثنا معاوية (وهو ابن سلام) عن زيد (يعني أخاه) أنَّه سمع أبا سلام، قال: حدثني الحكم بن ميناء، أنَّ عبد الله بن عُمر وأبا هريرة حدَّثاه، فذكره.

عن عبد الله بن عُمر وأبي هريرةَ ﵄ أنَّهما سمعا رسول الله ﷺ
يقول على أعواد منبره: «لينتهينَّ أقوامٌ عن ودعهم الجمعات أو ليختمنَّ الله على قلوبهم، ثمَّ ليكوننَّ من الغافلين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● على أعواد منبره: أي وهو قائم على خشب منبره الشريف، مما يدل على أهمية الموقف وشدته.
● لينتهينَّ: أسلوب وعيد وتهديد شديد، أي ليقلعنَّ ويتوقفنَّ.
● ودعهم: تركهم وإعراضهم وتخلفهم عن الحضور.
● الجمعات: صلاة الجمعة، وهي الفريضة العظيمة.
● ليختمنَّ الله على قلوبهم: أي يطبع عليها ويغلقها فلا يدخلها خير ولا إيمان.
● الغافلين: أي الذين غفلت قلوبهم عن ذكر الله وعن الآخرة، وصاروا من أهل الغفلة واللهو.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابيان الجليلان عبد الله بن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره ويحذر تحذيراً شديداً فئة من الناس يتهاونون في أمر عظيم، وهو حضور صلاة الجمعة.
فيهددهم صلى الله عليه وسلم تهديداً مؤكداً بثلاث عقوبات متتالية إذا استمروا في تركهم:
1- العقوبة الأولى: "ليختمنَّ الله على قلوبهم": وهي أعظم العقوبات، حيث يحرمون نور الإيمان والهداية، فلا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، وتقسو قلوبهم.
2- العقوبة الثانية: "ثم ليكوننَّ من الغافلين": وهي نتيجة طبيعية للعقوبة الأولى، فيصبحون من الذين غفلت قلوبهم عن الله وعن اليوم الآخر، وانشغلوا بالدنيا ولهوها.
فالوعيد الشديد في هذا الحديث يدل على عظم وجوب صلاة الجمعة وأنها من أهم فرائض الإسلام التي لا يجوز للمسلم التهاون فيها أو تركها بدون عذر شرعي مقبول.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب صلاة الجمعة: الحديث دليل صريح على أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل حر ذكر مقيم صحيح، ولا يجوز تركها إلا لعذر شرعي كمرض أو خوف.
2- خطر التهاون في الطاعات: تهديد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الشكل ينبه إلى أن التهاون في الطاعات الكبرى مدعاة إلى الحرمان والطبع على القلب.
3- القلب وعاء الخير والشر: الحديث يربط بين العمل والقلب، فترك الطاعة يؤدي إلى قسوة القلب وطمس نوره، ثم إلى الغفلة الدائمة.
4- منهج التربية بالوعيد: يستخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الوعيد الشديد ليزجر الناس عن ترك هذه الفريضة، مما يدل على خطورة الأمر.
5- الحرص على حضور الجمعة: على المسلم أن يحرص كل الحرص على أداء صلاة الجمعة في وقتها، ويترك كل ما يشغله عنها من أعمال دنيوية أو لهو.

رابعاً. تنبيه مهم:


الحديث يتوجه بالخطاب إلى من يترك الجمعة تكاسلاً وتهاوناً دون عذر. أما من كان له عذر شرعي يمنعه من الحضور كالمريض مرضاً يشق معه الحضور، أو الخائف على نفسه أو ماله، أو من كان مسافراً (على خلاف بين الفقهاء في وجوبها على المسافر)، أو المرأة التي لا تجب عليها الجمعة، فليس داخلًا في هذا الوعيد.
نسأل الله أن يوفقنا all لحضور جماعاته وجمعاته، وأن يحيي قلوبنا بذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجمعة (٨٦٥) عن الحسن بن علي الحلواني، حدَّثنا أبو توبةَ، حدَّثنا معاوية (وهو ابن سلام) عن زيد (يعني أخاه) أنَّه سمع أبا سلام، قال: حدثني الحكم بن ميناء، أنَّ عبد الله بن عُمر وأبا هريرة حدَّثاه، فذكره.
وأخرجه النسائي (١٣٧٠) من وجه آخر عن زيد بن سلام به، إلَّا أنَّه جعل ابنَ عباسٍ بدل أبي هريرةَ.
ورواه ابن خزيمة (١٨٥٥) عن موسي بن سهلٍ الرملي - وهو أحد الثقات من أهل الشام - عن أبي توبة به. وفيه: عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: فذكره.
قال البيهقي (٣/ ١٧١، ١٧٢) - بعد أن أشار إلى هذه الطرق وغيرها -: «رواية معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أولى أن تكون محفوظةً».
تَنبيهٌ: في النسخة المطبوعة من صحيح ابن خزيمة: «موسي بن سهل، ثنا الربيع بن نافعٍ، عن أبي توبة ...». وهذا خطأٌ مطبعي؛ لأنَّ الربيعَ بن نافعٍ هو الذي يُكنى بـ «أبي توبةَ». وهو الذي يروي عن معاوية بن سلام بدون واسطةٍ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تارك الجمعة يختم الله على قلبه

  • 📜 حديث: تارك الجمعة يختم الله على قلبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تارك الجمعة يختم الله على قلبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تارك الجمعة يختم الله على قلبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تارك الجمعة يختم الله على قلبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب