حديث: يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في غسل يوم الجمعة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «حقٌّ لله على كلِّ مسلمٍ أن يغتسلَ في كلِّ سبعة أيَّامٍ، يغسل رأسَه وجسده».

متفق عليه: رواه مسلم في الجمعة (٨٤٩) عن محمد بن حاتم، ثنا بهز، ثنا وُهَيب، ثنا عبد الله ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «حقٌّ لله على كلِّ مسلمٍ أن يغتسلَ في كلِّ سبعة أيَّامٍ، يغسل رأسَه وجسده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حقٌّ لله على كلِّ مسلمٍ أن يغتسلَ في كلِّ سبعة أيَّامٍ، يغسل رأسَه وجسده».
رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.


1. شرح المفردات:


* حقٌّ لله: أي فريضة وواجب أوجبها الله عز وجل على عباده، أو أمرٌ مؤكد يستحق الله أن يُطاع فيه.
* يغتسل: الاغتسال هنا يعني تعميم الجسد كله بالماء بنية الطهارة، وهو غير الغسل الواجب للجنابة.
* في كل سبعة أيام: أي مرة واحدة على الأقل خلال الأسبوع.
* يغسل رأسه وجسده: هذا بيان للكيفية، أي أن يكون الاغتسال كاملاً شاملاً للرأس وسائر البدن.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم أن من حقوق الله تعالى على المسلم التي يجب أن يؤديها، أن يعتني بنظافة بدنه وطهارته، وذلك بأن يغتسل غسلاً كاملاً مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
* حكم هذا الاغتسال: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية) إلى أن هذا الاغتسال سنة مؤكدة وليس فرضاً واجباً. واستدلوا على ذلك بأنه لو كان واجباً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم بياناً واضحاً وشاملاً، ولعُرف بين الصحابة بالوجوب. وقالوا: معنى "حق" هنا تأكيد الاستحباب وبيان عظم أمره.
* لماذا خصص سبعة أيام؟ لأن هذا هو المقدار المناسب الذي إن تركه الإنسان تجمعت عليه الأوساخ والأدران، وتغيرت رائحة بدنه، مما قد يؤذي من يجالسه ويخالف أدب المسلم ونظافته التي أمر بها الشرع.


3. الدروس المستفادة منه:


1- العناية الفائقة بالنظافة في الإسلام: يحرص الإسلام على نظافة الفرد والمجتمع، وهذا الاغتسلام هو تجسيد عملي لهذه العناية، مما ينعكس إيجاباً على صحة البدن ونقاء الروح وقبول الإنسان بين الناس.
2- التكريم الإلهي للإنسان: فالله تعالى لم يخلق الإنسان ثم يهمله، بل شرع له من الأحكام ما يحفظ له صحته وكرامته ونظافته، ليكون في أحسن صورة.
3- التوسط والاعتدال في العبادة: لم يوجب الإسلام الاغتسال كل يوم مما قد يشق على الناس، ولم يتركه بدون تنظيم، بل حدد له وقتاً معقولاً وهو الأسبوع، جمعاً بين تحقيق المصلحة ورفع الحرج.
4- استشعار مراقبة الله: الاغتسال ليس مجرد عادة صحية، بل هو طاعة لله وتنفيذ لأمره، فيستحب للمسلم أن ينوي به التقرب إلى الله ونيل الأجر، ليكون عبادة.
5- الاستعداد للجمعة: يستحب أن يكون هذا الاغتسال يوم الجمعة، فيجمع بين هذه السنة وسنة الاغتسال للجمعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «غُسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم» (متفق عليه)، والواجب هنا عند الجمهور بمعنى السنة المؤكدة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* من لم يغتسل خلال الأسبوع لا يأثم، ولكن فاته خير كثير وأجر عظيم، وخالف سنة مؤكدة.
* يستحب الاغتسال لأمور أخرى غير الجنابة والجمعة، كالعيدين والإحرام وغيرها.
* ينبغي للمسلم أن يعتني بنظافة بدنه وثيابه وبيئته دائماً، عملاً بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «النظافة من الإيمان».
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتطهرين المتقين، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجمعة (٨٤٩) عن محمد بن حاتم، ثنا بهز، ثنا وُهَيب، ثنا عبد الله ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
ورواه البخاري (٨٩٦) في سباق أطول عن مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا وهيب بإسناده، وأوله عنده: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله، فغدًا لليهود، وبعد غدٍ للنصاري». فمكث ثمَّ قال: «حق على كلِّ مسلمٍ أن يغتسل ...». فذكر مثله.
وقوله: «فمكث»: أي النبي ﷺ؛ لأن الجملة الثانية أيضًا مرفوع بدليل ما رواه البخاري في كتاب الأنبياء (٣٤٨٦)، وليس فيه: «فمكث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 45 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده

  • 📜 حديث: يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب