حديث: «أو يوم وضوء هذا»

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في غسل يوم الجمعة

عن ابن عباس ﵄، قال: جاء رجلٌ والنبي يخطب يوم الجمعة، فقال النبي ﷺ: «يلهو أحدكم حتى إذا كادت الجمعة تفوته جاء يتخطى رقاب الناس يؤذيهم!».
فقال: ما فعل يا نبيَّ الله! ولكن كنتُ راقدًا ثم استيقظت فقمت وتوضأت، ثم أقبلتُ. فقال النبيُّ: «أوَ يوم وضوء هذا؟ !».

حسن: رواه محمد بن أبي عمر العدني في مسنده (٧٢٠ - المطالب)، ومن طريقه الطبراني في الأوسط (٩٧٥ - مجمع البحرين)، ثنا بشر بن السري، ثنا عمر بن الوليد الشني، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس ﵄، قال: جاء رجلٌ والنبي يخطب يوم الجمعة، فقال النبي ﷺ: «يلهو أحدكم حتى إذا كادت الجمعة تفوته جاء يتخطى رقاب الناس يؤذيهم!».
فقال: ما فعل يا نبيَّ الله! ولكن كنتُ راقدًا ثم استيقظت فقمت وتوضأت، ثم أقبلتُ. فقال النبيُّ: «أوَ يوم وضوء هذا؟ !».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: جاء رجلٌ والنبي ﷺ يخطب يوم الجمعة، فقال النبي ﷺ: «يلهو أحدكم حتى إذا كادت الجمعة تفوته جاء يتخطى رقاب الناس يؤذيهم!». فقال: ما فعل يا نبيَّ الله! ولكن كنتُ راقدًا ثم استيقظت فقمت وتوضأت، ثم أقبلتُ. فقال النبيُّ: «أوَ يوم وضوء هذا؟ !».


1. شرح المفردات:


● يلهو: يشتغل باللعب أو ما يشغله عن الخير.
● كادت الجمعة تفوته: كادت الصلاة أن تفوته ويضيع وقتها.
● يتخطى رقاب الناس: يمشي فوق ظهور الناس أو بينهم بتعدٍّ وإيذاء.
● راقدًا: نائمًا.
● أوَ يوم وضوء هذا؟: استفهام إنكار؛ أي: هل هذا اليوم (الجمعة) هو يوم للوضوء فقط؟ بل هو يوم عبادة واجتماع للصلاة والاستماع للخطبة.


2. شرح الحديث:


يُبيّن هذا الحديث موقفًا حصل مع النبي ﷺ وهو يخطب يوم الجمعة، حيث دخل رجل متأخرًا يتخطى رقاب الناس ليصل إلى مكان في المسجد، مما سبب إزعاجًا للمصلين. فأنكر النبي ﷺ هذا الفعل، موضحًا أن بعض الناس يهملون ويشغلون أنفسهم حتى كادت تفوتهم صلاة الجمعة، فيأتون متأخرين ويتخطون الناس ويؤذونهم.
فلما اعتذر الرجل بأنه كان نائمًا فاستيقظ وتوضأ ثم أتى، رد عليه النبي ﷺ بقوله: «أوَ يوم وضوء هذا؟ !»، يعني أن يوم الجمعة ليس مجرد يوم تتوضأ وتأتي فيه، بل هو يوم له قداسة خاصة، ويجب على المسلم أن يبكر إليه ويستعد له بالغسل والطيب والإنصات للخطبة، لا أن يأتي متأخرًا متخطيًا.


3. الدروس المستفادة:


● وجوب التبكير إلى صلاة الجمعة: يحث النبي ﷺ على التبكير إلى الجمعة وعدم التأخر حتى لا يفوت الإنسان فضلها ويؤذي المسلمين.
● تحريم إيذاء المصلين: يتضمن الحديث تحذيرًا شديدًا من إيذاء المسلمين في المساجد، سواء بالتخطي أو بالضجيج أو بتأخير الدخول.
● الاستعداد لصلاة الجمعة: ليس المقصود مجرد الوضوء أو الغسل، بل الاستعداد النفسي والبدني بالتبكير والإنصات، وعدم التهاون بشأن هذه الفريضة.
● الأعذار لا تبيح التأذي: حتى لو كان للإنسان عذر كالنوم، فلا يجوز له أن يؤذي الناس ويتخطى رقابهم؛ بل عليه أن يدخل بسكينة ويجلس حيث ينتهي به المجلس دون إزعاج.
● تعليم النبي ﷺ بالأسلوب الحكيم: حيث أنكر على الرجل أولاً، ثم قبل عذره، ثم نبهه إلى أن الاستعداد للجمعة يجب أن يكون أكبر من مجرد الوضوء.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- يستفاد منه أيضًا أن الخطيب يلاحظ من يدخل أثناء الخطبة وينكر عليه إذا أحدث إزعاجًا.
- الجمعة لها فضل عظيم؛ ففيها ساعة إجابة، ومن غسل يوم الجمعة وتبكر إليها كان له أجر كبير، كما في الحديث: «من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة...» (رواه البخاري ومسلم).
نسأل الله أن يعيننا على اغتنام فضائل الجمعة، والتبكير إليها، واحترام بيوت الله والمصلين فيها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه محمد بن أبي عمر العدني في مسنده (٧٢٠ - المطالب)، ومن طريقه الطبراني في الأوسط (٩٧٥ - مجمع البحرين)، ثنا بشر بن السري، ثنا عمر بن الوليد الشني، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال الطبراني: «لم يروه عن عكرمة إلَّا عمر بن الوليد، ولا عنه إلَّا بشر، تفرَّد به العَدَني». وقال ابن حجر: «رجاله ثقات إلَّا عمر، ففيه مقالٌ». وقال البوصيري: «رواه ابن أبي عمر، ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: إسناده حسن، رجاله ثقات معروفون إلَّا عمر بن الوليد؛ فهو صدوق في أقلِّ أحواله. قال النسائي: «ليس بالقوي». وليَّنه القطان فقال: «ليس هو عندي ممن أعتمد عليه، ولكنَّه لا بأس به».
ووثَّقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو زرعة: «ما أرى بحديثه بأسًا، وعامة حديثه عن عكرمة فقط، قلَّ ما يجاوز به إلى ابن عباسٍ، لا يُشبه شبيب بن بِشر الذي جعل عامة حديثه موصولًا».
قال الأعظمي: هذا الكلام يدل على تثبُّته وحفظه لما يرفعه عن عكرمة، عن ابن عباسٍ. وذكره أيضًا ابن حبان، وابن شاهين في «الثقات». فهو حسن الحديث إن شاء الله.
وأمَّا قول الطبراني: «تفرد به العدني». فالعدني هو محمد بن يحيى بن أبي عمرو العدني، صاحب المسند المعروف، وثَّقه ابن معين والدارقطني، واحتجَّ به مسلمٌ في «الصحيح»، وكان الإمام أحمد يحث أهل الحديث على الأخذ عنه، وذكره ابن حبان في الثقات، فمثل هذا لا يضرُّ تفرُّده، ولكن قال أبو حاتم الرازي: «كانت فيه غفلةٌ». والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 48 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: «أو يوم وضوء هذا»

  • 📜 حديث: «أو يوم وضوء هذا»

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: «أو يوم وضوء هذا»

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: «أو يوم وضوء هذا»

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: «أو يوم وضوء هذا»

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب