حديث: من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع الله على قلبه.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوعيد الشديد لمن ترك الجمعة تهاونًا

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «من ترك الجمعةَ ثلاثًا من غير ضرورةٍ طبع الله على قلبه».

حسنٌ: رواه ابن ماجة (١١٢٦) من طريق زهير وابن أبي ذئبٍ، كلاهما عن أَسِيد بن أبي أَسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر بن عبد الله، فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «من ترك الجمعةَ ثلاثًا من غير ضرورةٍ طبع الله على قلبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحذر من التهاون في فريضة عظيمة من فرائض الإسلام، وهي صلاة الجمعة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم في مستدركه، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع.
### ثانياً. شرح مفردات الحديث
● تَرَكَ الْجُمُعَةَ: أي تخلف عن أداء صلاة الجمعة في المسجد مع المسلمين.
● ثَلَاثًا: أي ثلاث جمع متتالية أو متفرقات.
● مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ: أي دون عذر شرعي يبيح له التخلف.
● طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ: أي ختم عليه وجعل عليه غلافاً، فصار قلبه قاسياً لا يعرف الخير، ولا ينشرح للإيمان، وهو علامة على النفاق والفسوق.
### ثالثاً. الشرح الإجمالي للحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المسلم الذي يتهاون في أداء فريضة الجمعة، فيتركها ثلاث مرات دون أن يكون له عذر شرعي مقبول – كمرض شديد، أو خوف واضطهاد، أو عاصفة مطر ووحل شديد – فإن عقوبة هذا التهاون أن يقعده الله عن الخير، فيختم على قلبه فيصير قاسياً، لا يتأثر بموعظة، ولا يلين لإيمان، ويكون ذلك مقدمة لفساد قلبه وخسرانه.
### رابعاً. الدروس والعبر المستفادة من الحديث
1- عظم شأن صلاة الجمعة: فهي من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة، والتي يجتمع لها المسلمون每周 مرة، وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل حر ذكر مقيم.
2- تحريم التهاون في الفرائض: وأن ترك الفرائض من غير عذر من أعظم الذنوب وأخطرها على الإيمان.
3- القلب وعاء الإيمان: وأن صلاح الإنسان وفساده مربوط بصلاح قلبه وفساده، فإذا طبع على القلب ضاع صاحبه.
4- التحذير من النفاق العملي: فالتهاون في الجماعة والجمعة من علامات النفاق، كما في الحديث الصحيح: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر...».
5- الترغيب في ملازمة الجماعة: والحذر من العزلة والتفرد، فإن في الاجتماع قوة للإيمان وحماية من الشيطان.

خامساً:

ما يعتبر عذراً شرعياً لترك الجمعة
ليس كل ترك للجمعة يؤدي إلى هذا الوعيد، بل الذي يترتب عليه الوعيد هو الترك من غير عذر. ومن الأعذار الشرعية المبيحة للتخلف عن الجمعة:
- المرض الشديد الذي يشق معه الحضور.
- الخوف على النفس أو المال أو العرض.
- المطر الشديد والوحل الذي يشق معه الذهاب إلى المسجد.
- أن يكون المسجد بعيداً ولا يجد وسيلة مواصلات.

سادساً:

تنبيه مهم
هذا الوعيد – وهو الطبع على القلب – لا يعني أن المرء قد خرج من الإسلام بمجرد الترك، ولكنه علامة على ضعف الإيمان وخطر عظيم على مستقبله الديني، وقد يكون مقدمة للردة – والعياذ بالله – إذا استمر على هذا الإعراض.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يحيي قلوبنا بنور الإيمان، ويجنبنا الغفلة والتهاون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (١١٢٦) من طريق زهير وابن أبي ذئبٍ، كلاهما عن أَسِيد بن أبي أَسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
وهذا إسناد حسن، وصحّحه ابن خزيمة (١٨٥٦) والبوصيري.
وأخرجه أحمد (٢٢٥٥٨) من طريق عبد العزيز بن محمد (وهو الدراوردي) عن أَسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.
والصّحيح: عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر كما رواه زهير وابن أبي ذئب، وهو الذي رجَّحه أبو حاتم في العلل لابنه (١/ ٣٩٦)، فقال: «ابن أبي ذئبٍ أحفظ مِن الدراوردي، وكأنَّه أشبه، وكأنَّ الدراوردي لزم الطريقَ». أي لزم جادة الطريق، وهو: «ابن أبي قتادة، عن أبيه». فوهِم؛ لأنَّ الصواب أنَّ ابن أبي قتادة إنَّما روى هذا عن جابر، لا عن أبيه. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع الله على قلبه.

  • 📜 حديث: من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع الله على قلبه.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع الله على قلبه.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع الله على قلبه.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع الله على قلبه.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب