حديث: الملائكة تقعد على أبواب المساجد يوم الجمعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل التبكير إلى الجمعة

عن أبي أُمامةَ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «تقعد الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة، فيكتبون الأول، والثاني، والثالث، حتَّى إذا خرج الإمام رُفِعت الصحف».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٢٤٢) والطبراني في الكبير (٨١٠٢) كلاهما من طريق زيد، حدثني حسين، حدثني أبو غالب، حدثني أبو أُمامة، فذكر الحديثَ.

عن أبي أُمامةَ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «تقعد الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة، فيكتبون الأول، والثاني، والثالث، حتَّى إذا خرج الإمام رُفِعت الصحف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو أمامة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي أُمامةَ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «تَقْعُدُ الْمَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيَكْتُبُونَ الأوَّلَ، وَالثَّانِيَ، وَالثَّالِثَ، حَتَّى إِذَا خَرَجَ الإمَامُ رُفِعَتِ الصُّحُفُ».

1. شرح المفردات:


● تَقْعُدُ الْمَلائِكَةُ: أي تحضر وتجلس ملائكة كرام مخصصون لهذه المهمة.
● عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ: عند مداخل المساجد.
● يَوْمَ الْجُمُعَةِ: اليوم الذي خصه الله تعالى بالفضائل ومنها صلاة الجمعة.
● فَيَكْتُبُونَ: يسجلون في صحائف أعمال العباد.
● الأوَّلَ، وَالثَّانِيَ، وَالثَّالِثَ: أي الأول فالأول في الحضور إلى المسجد، فيكتبون من يأتي أولاً ثم ثانياً ثم ثالثاً، وهكذا حسب ترتيب الحضور.
● حَتَّى إِذَا خَرَجَ الإمَامُ: أي حتى يظهر الإمام ويبدأ الخطبة.
● رُفِعَتِ الصُّحُفُ: أي أُغلقت الصحف ورفعت إلى السماء، فتنتهي عملية التسجيل هذه.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضيلة عظيمة من فضائل يوم الجمعة، وهي أن الملائكة الموكلين بحضور مجامع الذكر يقعدون على أبواب المساجد يوم الجمعة، فيسجلون أسماء المصلين حسب ترتيب حضورهم، فيكتبون من جاء أولاً، ثم من جاء بعده، ثم من بعده، وهكذا حتى يخرج الإمام للخطبة. فإذا خرج الإمام وبدأت الخطبة، رفعت الصحف التي دونوا فيها هذه الأسماء والأجور، وتوقف التسجيل بهذا الترتيب.
وهذا التسجيل ليس مجرد عدٍّ عددي، بل هو تسجيل للفضل والأجر، فكلما بكر المسلم في الحضور إلى صلاة الجمعة، كان أجره أعظم وفضله أكبر، كما جاء في الأحاديث الأخرى التي تبين فضل التبكير إلى الجمعة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة» [متفق عليه].
فالملائكة هنا تكتب الأجر والفضل بحسب ترتيب الحضور، وليس مجرد الحضور نفسه.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضيلة التبكير إلى صلاة الجمعة: الحديث يحث على المبادرة والحضور المبكر إلى المسجد يوم الجمعة لتحصيل الأجر العظيم.
● تنافس في الخيرات: التسجيل حسب الترتيب يحفز المسلم على المسارعة في الخيرات والتنافس فيها.
● عناية الله بأعمال عباده: إرسال الملائكة لتسجيل الحضور يدل على عناية الله تعالى بأعمال المسلمين ومجازاتهم عليها.
● انتهاء وقت الفضيلة الخاصة: بانتهاء التسجيل بخروج الإمام، يفهم أن فضيلة التسجيل والترتيب تنتهي ببدء الخطبة، فينبغي على المسلم أن يحرص على الحضور قبل ذلك.
● تقدير العمل الصغير: الحضور إلى المسجد عمل يبدو أنه بسيط، لكنه عند الله عظيم، ويثاب عليه المسلم بحسب نيته وإخلاصه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني: حديث حسن.
- يستحب للمسلم أن يكثر من الذكر والصدقة وقراءة القرآن يوم الجمعة، ولا سيما سورة الكهف.
- من السنة الاغتسال يوم الجمعة والتطيب ولبس أحسن الثياب.
- ينبغي للمسلم أن ينصت للخطبة ولا يتحدث أثناءها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت» [متفق عليه].
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المبكرين إلى الطاعات، والمتنافسين في الخيرات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٢٢٤٢) والطبراني في الكبير (٨١٠٢) كلاهما من طريق زيد، حدثني حسين، حدثني أبو غالب، حدثني أبو أُمامة، فذكر الحديثَ.
وإسناده حسن من أجل أبي غالب، واسمه: خَزَوَّر، وهو كما قال الذهبي: «صالح الحديث، وصحَّح له الترمذي». وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق يخطئ».
قال الأعظمي: وحديثه هذا ليس بمنكر، بل له شواهد صحيحة ذكرتها في هذا الباب.
وفي رواية لأحمد: (٢٢٢٦٨): «تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد، معهم الصحف، يكتبون الناس، فإذا خرج الإمام طُوِيت الصحف». قلت يا أبا أُمامة! ليس لمن جاء بعد خروج الإمام جمعة؟ قال: بلى، ولكن ليس ممن يُكتب في الصحف.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، رواه أبو داود (١٠٥١): عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسي، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني عطاء الخراساني، عن مولى امرأته أمِّ عثمان قال: سمعت عليًّا رضي الله عنه على منبر الكوفة يقول: «إذا كان يوم الجمعة غدت
الشياطين براياتها إلى الأسواق، فيرمون الناس بالترابيث، أو بالربائث، ويثبطونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المساجد، فيكتبون الرجل من ساعة، والرجل من ساعتين، حتى يخرج الإمام، فإذا جلس الرجل مجلسًا يستمكن فيه من الاستماع والنظر، فأنصت ولم يلغُ، كان له كِفلان من أجرٍ، فإن نأي وجلس حيث لا يسمع فأنصت ولم يلغ كان له كِفلٌ من أجرٍ، وإن جلس مجلسًا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم يُنصت كان له كفلٌ من وزرٍ، ومن قال يوم الجمعة لصاحبه: صهٍ فقد لغا، ومن لغا فليس له من جمعته تلك شيءٌ». ثمَّ يقول في آخر ذلك: سمعت رسول الله ﷺ يقول ذلك.
رواه الإمام أحمد (٧١٩) من وجه آخر عن عطاء الخراساني به.
وفيه مولى امرأته وهو «مجهولٌ» كما في «التقريب».
وقوله: «يرمون الناس بالترابيث أو الربائث»: من ربَثَه عن حاجته إذا حبسه، والمراد: أي ذكَّروهم الحوائج التي تربُثُهم.
وأمَّا ما رُوي عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «تُبعث الملائكة على أبواب المسجد يوم الجمعة يكتبون مجيءَ الناس، فإذا خرج الإمام طُوِيت الصحف، ورُفِعت الأقلام، فتقول الملائكة بعضهم لبعض: ما حبس فلانًا؟ فتقول الملائكة: اللهمَّ: إن كان ضالًّا فاهده، وإن كان مريضًا فاشفه، وإن كان عائلًا فاغنه».
رواه ابن خزيمة (١٧٧١) والبيهقي (٣/ ٢٢٦) من طريق مطر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده.
ومطر هو ابن طهمان الوراق، مختلفٌ فيه، فضعَّفه يحيى بن سعيد القطَّان، والإمام أحمد، وابن معين، والنسائي وابن سعد، وأبو داود، والعقيلي، والدارقطني، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: «صالح الحديث». وقال البزار: «ليس به بأس». وقال ابن عدي: «وهو مع ضَعفه يُجمع حديثه ويُكتب».
قال الأعظمي: لعلَّ هذا الحديث ما أخطأ فيه؛ فقد انفرد بروايته هكذا بهذا الإسناد. وقد ورد عدة أحاديث ثابتة في الوعيد الشديد لمن تخلَّف عن الجمعة لا الدعاء لهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الملائكة تقعد على أبواب المساجد يوم الجمعة

  • 📜 حديث: الملائكة تقعد على أبواب المساجد يوم الجمعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الملائكة تقعد على أبواب المساجد يوم الجمعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الملائكة تقعد على أبواب المساجد يوم الجمعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الملائكة تقعد على أبواب المساجد يوم الجمعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب