حديث: اجلس فقد آذيت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن تخطِّي رِقاب الناس يوم الجمعة

عن عبد الله بن بُسر، قال: جاء رجلٌ يتخطَّى رِقابَ الناس يوم الجمعة، والنبي ﷺ يَخطب، فقال له النبي ﷺ: «اجلس! فقد آذيتَ».

حسن: رواه أبو داود (١١١٨) والنسائي (١٣٩٩) كلاهما من حديث معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، قال: «كُنَّا مع عبد الله بن بُسر -صاحب النبي ﷺ يوم الجمعة، فجاء رجلٌ يتخطَّى رِقابَ الناسِ، فقال عبد الله بن بُسرٍ، فذكر الحديثَ.

عن عبد الله بن بُسر، قال: جاء رجلٌ يتخطَّى رِقابَ الناس يوم الجمعة، والنبي ﷺ يَخطب، فقال له النبي ﷺ: «اجلس! فقد آذيتَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أبو داود في سننه، والإمام ابن ماجه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهم، عن الصحابي الجليل عبد الله بن بُسر رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● يتخطى رقاب الناس: أي يمشي بين الصفوف ويخطو فوق ظهور الناس أو يعبر من فوقهم ليصل إلى مكان أقرب إلى الإمام.
● يخطب: أي يلقي الخطبة على المنبر.
● آذيت: أي سببّت إزعاجاً وألحقت ضرراً بالمصلين.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي عبد الله بن بُسر رضي الله عنه عن موقف حصل في مسجد النبي ﷺ يوم الجمعة. بينما كان النبي ﷺ واقفاً على المنبر يلقي خطبة الجمعة، جاء رجل متأخراً، فبدلاً من أن يجلس في أقرب مكان متاح خلف الصفوف، شرع في التقدم إلى الأمام متخطياً رقاب الجالسين، مما تسبب في إزعاجهم وانشغالهم عن الاستماع للخطبة.
فلما رآه النبي ﷺ وهو على المنبر، نهاه عن ذلك وأمره بالجلوس فوراً في مكانه، وأخبره بأن فعله هذا قد سبب الأذى للمصلين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على التبكير إلى صلاة الجمعة والمسارعة إلى الصفوف الأولى: التأخر هو الذي دفع الرجل إلى هذا الفعل المشين. وقد حثنا النبي ﷺ على التبكير إلى الجمعة، فقال: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ...» [متفق عليه]. فالمبكر ينال أجراً عظيماً ويجلس في المقدمة دون إيذاء لأحد.
2- تحريم إيذاء المسلم في عبادته: المسجد مكان للطاعة والخشوع، وإزعاج المصلين وانشغالهم عن خطبة الجمعة – التي هي ركن من أركان الصلاة – من الأمور المحرمة شرعاً. وقد قال النبي ﷺ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ» [متفق عليه]. فإذا كان مجرد قول "أنصت" يعد لغواً، فكيف بالتخطي والمرور بين الصفوف وإشغال الناس؟!
3- الأمر بالجلوس في أقرب مكان متاح: الهدي النبوي يعلمنا أنه إذا جاء المصلي والإمام يخطب، فإنه يصلي ركعتين خفيفتين ثم يجلس حيث ينتهي به المجلس، ولا يتخطى الرقاب. وهذا من أدب حضور الجمعة.
4- بيان اهتمام الإسلام بالنظام وآداب المجالس: الإسلام دين النظام والاحترام. وهذا الموقف يدل على أن للمسجد أدبه، وللمصلي حرمته، ولا يجوز لأحد أن ينتهكها.
5- جرأة النبي ﷺ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حتى وهو على المنبر في أهم لحظات الأسبوع (خطبة الجمعة)، لم يتردد ﷺ في توجيه هذا الرجل وتصحيح خطئه علناً لما فيه مصلحة الجميع، مما يدل على عظم حق المسلم على أخيه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "آداب يوم الجمعة وخطبتها".
- يستفاد منه أيضاً أن الخطيب يلزمه مراقبة المصلين وتوجيههم إذا رأى ما يخل بأدب الصلاة أو يشوش على الجماعة، خاصة في صلاة الجمعة.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على كراهة تخطي الرقاب يوم الجمعة أثناء الخطبة، وأنه من الأفعال التي تتنافى مع الخشوع واحترام قدسية المسجد وعبادة المسلمين.
نسأل الله أن يعيننا على أداء حقوقه وحقوق عباده، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١١٨) والنسائي (١٣٩٩) كلاهما من حديث معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، قال: «كُنَّا مع عبد الله بن بُسر -صاحب النبي ﷺ يوم الجمعة، فجاء رجلٌ يتخطَّى رِقابَ الناسِ، فقال عبد الله بن بُسرٍ، فذكر الحديثَ.
وإسناده حسن من اجل معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي؛ فإنَّه حسن الحديث.
وصحَّحه ابن خزيمة (١٨١١) وابن حبان (٢٧٩٠) والحاكم (١/ ٢٨٨) فأخرجوه من هذا الوجه، وزادوا فيه: «وآنيتَ». قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه».
قوله: «فقد آذيتَ»: أي الناسَ بالتخطِّي. «وآنيتَ»: أي أخَّرتَ المجيءَ.
وفي الباب: عن جابر بن عبد الله، أنَّ رجلا دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول الله ﷺ يخطب الناسَ، فقال رسول الله ﷺ: «اجلس، فقد آذيتَ وآنيتَ». رواه ابن ماجة (١١١٥) من طريق عبد الرحمن المُحاربي، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله.
والمحاربي هذا هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي، أبو محمد الكوفي، وثَّقه ابن
معين، وقال أبو حاتم: «صدوق». ولكن وصفه أحمد والعجلي بالتدليس، وهو من المرتبة الثالثة عند الحافظ في المدلسين. والحسن هو ابن أبي الحسن الإمام المشهور، وهو مدلِّسٌ أيضًا، ولكنَّه مشَّاه الأئمة، فأخرجوا حديثَه بالعنعنة في الصحيحين وغيرهما. وقد قال أبو حاتم: «إنَّما الحسن عن جابرٍ كتابٌ». هذا مع أنَّه أدرك جابرًا، وهي وِجادة مقبولة عند الشيخين وغيرهما.
وأمَّا ما رُوي عن معاذ بن أنس أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من تخطَّى رقابَ الناسِ يومَ الجمعةِ اتخذ جسرًا إلى جهنَّم».
فهو ضعيف؛ رواه الترمذي (٥١٣) وابن ماجة (١١١٦) من حديث رشدين بن سعد، عن زبان ابن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، فذكره.
ورِشدين بن سعد وشيخه زبان ضعيفان. قال ابن حبان: «زبان بن فائد ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنَّها موضوعة، لا يُحتجُّ به».
قال الأعظمي: وهذا من حديث سهلٍ، فكأنَّه من تلك النسخة. والله أعلم.
وفي الباب أحاديث أخرى، ولا يصح منها شيءٌ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اجلس فقد آذيت

  • 📜 حديث: اجلس فقد آذيت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اجلس فقد آذيت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اجلس فقد آذيت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اجلس فقد آذيت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب