حديث: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الغداء والقيلولة بعد الجمعة

عن سهلٍ قال: ما كنَّا نقيل ولا نتغدَّى إلَّا بعد الجمعة.
وفي رواية: على عهد رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (٩٣٩) ومسلم في الجمعة (٨٥٩) كلاهما من حديث عبد الله بن مسلمة، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهلٍ، فذكره.

عن سهلٍ قال: ما كنَّا نقيل ولا نتغدَّى إلَّا بعد الجمعة.
وفي رواية: على عهد رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
الحديث الذي ذكر: عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الجُمُعَةِ". وفي رواية: "عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ".
مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الجمعة، باب إذا قدم الطعام يوم الجمعة والإمام يخطب).


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


* نَقِيلُ: أي نأخذ القيلولة، وهي النوم في منتصف النهار.
* نَتَغَدَّى: أي نأكل وجبة الغداء.
* إِلَّا بَعْدَ الجُمُعَةِ: أي أن هذا الفعل (الغداء أو القيلولة) لم يكن يحدث إلا بعد انتهاء صلاة الجمعة.
* عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: هذه الجملة في الرواية الأخرى تؤكد أن هذه العادة كانت في زمن النبي ﷺ، مما يعطيها قوة ومكانة.

# 2. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:


يخبر الصحابي الجليل سهل بن سعد رضي الله عنه عن عادة الصحابة الكرام في زمن النبي ﷺ، حيث كانوا لا يتناولون طعام الغداء ولا يأخذون قيلولة إلا بعد الانتهاء من صلاة الجمعة.
والمقصود ليس أنهم كانوا يتضورون جوعًا أو يتعمدون تأخير الطعام، بل يشير إلى أن شغلهم الشاغل يوم الجمعة كان الاستعداد للصلاة وسماع الخطبة، فكانوا ينشغلون بالعبادة ويؤخرون أمور الدنيا من أكل ونوم حتى ينتهوا من هذه الفريضة العظيمة. وكانت حياتهم تدور حول الصلاة، فتجمعهم ثم يعودون إلى بيوتهم لأكل الغداء وأخذ الراحة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان أهمية يوم الجمعة وفضله: كان الصحابة يقدسون هذا اليوم ويجعلونه للعبادة، فيقدمون طاعة الله على كل شيء، حتى على حاجاتهم الأساسية من طعام وراحة.
2- الاستعداد للجمعة: الحديث يدل على وجوب الاستعداد النفسي والعملي لصلاة الجمعة، بحيث يكون المسلم خالي البال، متفرغًا لسماع الخطبة والإمام، غير مشغول البال بطعام أو غيره.
3- تنظيم الوقت: في فعل الصحابة درس في تنظيم الوقت وإعطاء كل ذي حق حقه، فجعلوا وقت ما قبل الصلاة للاستعداد لها، ووقت ما بعدها للراحة وقضاء الحاجات.
4- السنة في وقت الغداء يوم الجمعة: يستفاد من الحديث استحباب تأخير الغداء يوم الجمعة حتى بعد الصلاة، وهذه من السنن التي هُجرت للأسف.
5- حرص الصحابة على الطاعة: يظهر من الحديث مدى حرص Generation الصحابة رضي الله عنهم على التفرغ للعبادة واتباع هدي النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* الحكمة من التأخير: كان التأخير لحكمة عظيمة، وهي ألا يحضر الإنسان الصلاة وهو مشغول البال بطعام أمامه، أو يكون ثقيلاً من الأكل فينعس أثناء الخطبة ويضيع الفضل العظيم.
* لا يعني المنع المطلق: لا يعني الحديث تحريم الأكل أو النوم قبل الجمعة مطلقًا، خاصة لمن يحتاج إلى ذلك كالمريض أو الضعيف أو من يخشى على نفسه الجوع. إنما هو描述 لعادة كانت غالبة عليهم تدل على الاهتمام بالصلاة.
* الفقه المستنبط: استدل بعض العلماء بهذا الحديث على كراهية الأكل أثناء الخطبة أو الانشغال به عنها، لأن الصحابة كانوا يؤخرونه حتى لا يشغلهم عن الخير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجمعة (٩٣٩) ومسلم في الجمعة (٨٥٩) كلاهما من حديث عبد الله بن مسلمة، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهلٍ، فذكره. ولفظهما سواء، إلَّا أنَّ الرواية الثانية رواها مسلم وحده عن علي بن حجر، عن عبد العزيز به.
وذكر البخاري في روايةٍ أخرى (٩٣٨) عن أبي غسَّان قال: حدثني أبو حازم، عن سهلٍ قال:
»كانت فيها امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقًا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصولَ السلق فتجعله في قدرٍ، ثمَّ تجعل عليه قبضة من شعيرٍ تطحنها، فتكون أصول السلق عرقة، وكنَّا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلِّم عليها، فتقرِّب ذلك الطعام إلينا فنعلقه، وكنَّا نتمنَّي يوم الجمعة لطعامها ذلك».
وزاد في رواية (٢٣٤٩): «وما كنَّا نتغدَّى ولا نقيل إلَّا بعد الجمعة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة

  • 📜 حديث: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب