حديث: من أنصت في الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جامع آداب يوم الجمعة ِ

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من اغتسل ثمَّ أتى الجمعةَ فصلَّي ما قُدِّر له، ثمَّ أنصتَ حتَّى يفرغ من خطبته، ثمَّ يُصلِّي معه، غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأُخرى، وفضل ثلاثة أيَّامٍ».
وفي رواية: «من توضَّأ فأحسن الوضوءَ، ثمَّ أتى الجمعةَ فاستمع وأنصتَ، غُفِر له ما بينه وبين الجمعةِ، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مسَّ الحصى فقد لغا».

صحيح: رواه مسلمٌ في الجمعة (٨٥٧) عن أميَّة بن بسطام، ثنا يزيد (يعني ابن زُرَيع) ثنا رَوح، عن سُهَيل، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من اغتسل ثمَّ أتى الجمعةَ فصلَّي ما قُدِّر له، ثمَّ أنصتَ حتَّى يفرغ من خطبته، ثمَّ يُصلِّي معه، غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأُخرى، وفضل ثلاثة أيَّامٍ».
وفي رواية: «من توضَّأ فأحسن الوضوءَ، ثمَّ أتى الجمعةَ فاستمع وأنصتَ، غُفِر له ما بينه وبين الجمعةِ، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مسَّ الحصى فقد لغا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يبين فضل الاغتسال يوم الجمعة وآداب حضور الخطبة والثواب العظيم المترتب على ذلك.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● اغتسل: أي قام بالغسل الكامل للبدن بنية التطهر لصلاة الجمعة.
● أتى الجمعة: ذهب إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
● فصلى ما قُدر له: صلى ما تيسر له من النوافل والسنن الرواتب قبل أن يبدأ الإمام خطبته.
● أنصت حتى يفرغ من خطبته: سكت واستمع بإنصات كامل للخطبة دون حديث أو تشويش.
● غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى: مُحيت ذنوبه التي ارتكبها خلال الأسبوع الماضي.
● وفضل ثلاثة أيام: زيادة على مغفرة أسبوع، غُفرت له ذنوب ثلاثة أيام أخرى كفضل من الله وكرم.
● في الرواية الثانية: "من توضأ فأحسن الوضوء": وهذا بيان لأهمية الطهارة ولو بالوضوء إذا لم يتمكن من الاغتسال.
● "ومن مس الحصى فقد لغا": أي أن العبث بالحصى أو ما يشغله عن الاستماع للخطبة يعد من اللغو واللهو الذي ينقص الأجر.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدد النبي ﷺ في هذا الحديث طريقاً كاملاً لأخذ الأجر الكامل ليوم الجمعة، وهو يتضمن سلسلة من الأفعال المباركة:
1- الاغتسال يوم الجمعة: وهو من سنن الجمعة المؤكدة، بل ذهب بعض العلماء إلى وجوبه.
2- الحضور المبكر إلى المسجد: وذلك ليتمكن من الصلاة ما تيسر له قبل مجيء الإمام.
3- الصلاة قبل الخطبة: فيصلي ما كتب له من ركعات سنن التحية والرواتب.
4- الإنصات التام للخطبة: وهذا هو لب الحديث وأهم آداب الجمعة. فالإنصات واجب على المصلي، والحديث أثناء الخطبة محرم لأنه يشغل عن سماع الموعظة.
5- الصلاة خلف الإمام: بعد انتهاء الخطبة، يصلي الجمعة مع الإمام.
والجزاء على هذا العمل المتسلسل هو: مغفرة الذنوب بين الجمعتين، plus زيادة ثلاثة أيام كفضل من الله تعالى.
أما الرواية الثانية فتبين أن:
- من لم يتمكن من الاغتلال، فأحسن الوضوء كبديل، ثم حضر وأنصت، فله نفس الأجر العظيم.
- وتحذر من أي action يشغل عن الخطبة، مثل العبث بالحصى (أو في عصرنا: اللعب بالهاتف، التحدث مع الجار، etc.)، وتصف هذا الفعل بأنه "لغو" أي باطل ولا فائدة فيه، وهو ينقص من أجر المصلي.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم فضل يوم الجمعة: فهو يوم مغفرة وتكفير للذنوب.
2- أهمية الطهارة الحسية والمعنوية: فالاغتسال أو الوضوء طهارة للبدن، والإنصات للخطبة طهارة للقلب والسمع.
3- الحث على الحضور المبكر للجمعة: لأجل الصلاة قبل الخطبة ونيل الأجر الكامل.
4- وجوب الإنصات للخطبة: فهو شرط للفائدة منها وشرط لنيل الأجر الموعود. والحديث فيها من المنكرات.
5- سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل مغفرة الذنوب لمجموع هذه الأعمال الصالحة، التي هي في ذاتها يسيرة على المسلم.
6- التدرج في التعليم: حيث بين النبي ﷺ الفضل خطوة بخطوة، ليكون حافزاً للمسلم على إكمال هذه السلسلة المباركة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- يستحب للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة وليلتها.
- يستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة.
- يستحب أن يشتغل المسلم بعد صلاة الجمعة بالذكر والدعاء، فهناك ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم إلا استجيب له.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلمٌ في الجمعة (٨٥٧) عن أميَّة بن بسطام، ثنا يزيد (يعني ابن زُرَيع) ثنا رَوح، عن سُهَيل، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، فذكره.
والرواية الثانية رواها من طريق أبي معاوية -محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرةَ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أنصت في الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة

  • 📜 حديث: من أنصت في الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أنصت في الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أنصت في الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أنصت في الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب