حديث: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قبر النبي ﷺ وأبي بكر وعمر ﵄

عن عائشة عن النبي ﷺ قال في مرَضه الذي مات فيه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا».
قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدًا.

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٣٠) ومسلم في المساجد (٥٢٩) كلاهما من حديث شيبان، عن هلال -هو الوزّان- عن عروة، عن عائشة فذكرتْه.

عن عائشة عن النبي ﷺ قال في مرَضه الذي مات فيه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا».
قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال في مرضه الذي مات فيه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا». قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدًا.


1. شرح المفردات:


● لعن الله: اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، وهو وعيد شديد.
● اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا: جعلوا القبور أماكن للعبادة، إما بالصلاة عندها أو بناء المساجد عليها.
● لأبرزوا قبره: لأظهروه وخشوا أن يكون فوق الأرض أو في مكان بارز.
● أخشى أن يتخذ مسجدًا: تخشى عائشة رضي الله عنها أن يُتخذ قبر النبي ﷺ مسجدًا يُعبَد الله عنده أو يُتعبد به.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تحذر من خطر الغلو في القبور واتخاذها مساجد. وقد قاله النبي ﷺ في أيامه الأخيرة التي توفي فيها، مما يدل على أهمية التحذير من هذه المسألة.
● سبب الحديث: كان اليهود والنصارى يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، إما بالبناء عليها أو بالصلاة عندها تعظيمًا لهم، فحذر النبي ﷺ من فعل مثل فعلهم، ولعنهم على ذلك؛ لأن هذا الفعل يؤدي إلى الشرك بالله تعالى.
● كلام عائشة رضي الله عنها: قولها: "ولولا ذلك لأبرزوا قبره" يعني أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يريدون أن يدفنوا النبي ﷺ في مكان ظاهر، ولكنهم خافوا أن يُتخذ قبره مسجدًا كما فعل اليهود والنصارى، فدفنوه في حجرتها التي توفى فيها، ولم يجعلوا قبره بارزًا خشية أن يقع الناس في المحذور.


3. الدروس المستفادة:


1- تحذير شديد من اتخاذ القبور مساجد: وهذا يشمل البناء عليها، أو الصلاة عندها، أو تعظيمها beyond الحد المشروع.
2- سد الذرائع الموصلة إلى الشرك: فقد منع الصحابة رضي الله عنهم إبراز قبر النبي ﷺ سدًا لذريعة الشرك، وهذا من حكمتهم وفقههم.
3- الاقتداء بالصحابة في محاربة البدع: فقد فهم الصحابة رضي الله عنهم مقصد النبي ﷺ وعملوا به، فلم يبالغوا في قبره مع شدة حبهم له.
4- الفرق بين التبرك المشروع والغير مشروع: التبرك بآثار النبي ﷺ وأماكنه أمر ثابت في السنة، لكن يجب أن لا يؤدي إلى الغلو أو الصلاة عند القبور.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل من أصول العقيدة الإسلامية في تحذير المسلمين من الغلو في الصالحين.
- ذكر العلماء أن الصلاة في المساجد التي فيها قبور أو عليها مكروهة أو محرمة حسب درجة الفعل.
- ينبغي للمسلم أن يعلم أن العبادة لله وحده، وأن تعظيم القبور بالصلاة عندها أو البناء عليها من أسباب الشرك.
- ينبغي زيارة القبور للاعتبار والدعاء للموتى، لا للتبرك بها أو الصلاة عندها.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الشرك وذرائعه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٣٠) ومسلم في المساجد (٥٢٩) كلاهما من حديث شيبان، عن هلال -هو الوزّان- عن عروة، عن عائشة فذكرتْه.
وقول عائشة في الحديث السابق: «ودُفن في بيتي».
وقولُها في هذا الحديث: «غير أني أخشى«، وفي رواية: «خُشِي«، وفي رواية: «خَشِي«أن يتخذ مسجدًا، ولذا لم يُبرز قبره» يعني لم يُقبر النبي ﷺ خارجَ البيت حتى لا يكون بارزًا، فهي تبين سبب دفنه ﷺ في بيتها.
وقد اختلف أصحاب رسول الله ﷺ في موضع دفنه ﷺ، فمن قائلٍ: يدفن في مكة لأنها مولدُه، ومن قائل: يُدفن في بيت المقدس لأنه مسراه ومبعث الأنبياء ومقابرهم، ومن قائلٍ: يُدفن في بقيع الغرقد لأنه مقابر المسلمين، ومن قائلٍ: يُدفن في بيته.
فجاء أبو بكر خليفة رسول الله ﷺ، وأمير المؤمنين، وحسم الخلاف بقوله، كما رواه ابنُ سعد في طبقاته (٢/ ٢٩٢) بإسناد صحيح من حديث عائشة قالت: «لما مات النبي ﷺ، قالوا: أين يُدفن؟ فقال أبو بكر: في المكان الذي مات فيه». ورواه الترمذي في «الشمائل» (٣٧٩) والبيهقي في «الدلائل» (٧/ ٢٥٩) من طريق نبيط بن شريط الأشجعي عن سالم بن عبيد -وكانتْ له صحبة-، فذكر حديثًا طويلًا في مرضه ﷺ، ووفاته، واختلاف الصحابة في دفنه، «قالوا: يا صاحبَ رسول الله! أيُدفن رسول الله ﷺ، قال: نعم، قالوا: أين؟ قال: في المكان الذي قبض الله فيه روحَه، فإن الله لم يقبض روحَه إلا في مكانٍ طيب، فعلموا أنْ قد صدق».
قال الحافظ ابن حجر في الفتحه (١/ ٥٢٩): «إسناده صحيح، لكنه موقوف. وقد رُويَ عنه مرفوعا وهو مخرج في مواضعه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 450 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا

  • 📜 حديث: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب