حديث: مكة لا تحل لأحد قبلي ولا بعدي إلا ساعة من نهار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في طرح الإذْخِر في القبر وبسطه فيه

عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: «إن الله حرَّم مكة، فلم تحِلَّ لأحد قبلي، ولا تَحِلُّ لأحد بعدي، وإنما أُحِلَّتْ لي ساعة من نهار، لا يُختلي خلاها، ولا يُعْضَدُ شجرها، ولا يُنَفَّر صيدُها، ولا تُلْتقط لُقَطَتُها إلا لمعرف» فقال العباس: يا رسول الله! إلا الإذْخِر لصاغتنا وقبورنا، فقال: «إلا الإذْخِر».

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٤٩) عن محمد بن عبد الله بن حوشب، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: «إن الله حرَّم مكة، فلم تحِلَّ لأحد قبلي، ولا تَحِلُّ لأحد بعدي، وإنما أُحِلَّتْ لي ساعة من نهار، لا يُختلي خلاها، ولا يُعْضَدُ شجرها، ولا يُنَفَّر صيدُها، ولا تُلْتقط لُقَطَتُها إلا لمعرف» فقال العباس: يا رسول الله! إلا الإذْخِر لصاغتنا وقبورنا، فقال: «إلا الإذْخِر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: «إن الله حرَّم مكة، فلم تحِلَّ لأحد قبلي، ولا تَحِلُّ لأحد بعدي، وإنما أُحِلَّتْ لي ساعة من نهار، لا يُختلي خلاها، ولا يُعْضَدُ شجرها، ولا يُنَفَّر صيدُها، ولا تُلْتقط لُقَطَتُها إلا لمعرف» فقال العباس: يا رسول الله! إلا الإذْخِر لصاغتنا وقبورنا، فقال: «إلا الإذْخِر».
رواه البخاري ومسلم


1. شرح المفردات:


● حَرَّم مكة: جعلها حرمًا آمناً محترماً، لها أحكام خاصة.
● لم تَحِلَّ لأحد قبلي: لم يُبَحْ لأحد من الأنبياء أو الناس قبل نبينا محمد ﷺ القتال فيها أو انتهاك حرمتها.
● أُحِلَّتْ لي ساعة من نهار: أباح الله لي القتال فيها وقت فتح مكة (في السنة الثامنة للهجرة).
● لا يُخْتلى خلاها: لا يُقطع نباتها الأخضر (الخَلَى: النبات الرطب).
● لا يُعْضَد شجرها: لا يُقطع شجرها (العَضْد: القطع).
● لا يُنَفَّر صيدها: لا يُطْرَد صيدها أو يُخاف من مكانه.
● لا تُلْتَقط لُقَطَتُها إلا لمعرِّف: لا تُؤخذ الأشياء المفقودة فيها إلا بقصد تعريفها وإرجاعها لأصحابها.
● الإذْخِر: نبات عطري طيب الرائحة (يشبه الحلفاء) كانوا يستخدمونه في البناء وصناعة العطور.


2. شرح الحديث:


يؤكد النبي ﷺ في هذا الحديث على حرمة مكة المكرمة وتقديسها، وهي حرمة أبدية من عند الله تعالى:
● الحرمة الأزلية: فلم تكن حلالاً لأحد قبل النبي ﷺ (حتى للأنبياء السابقين)، ولن تكون حلالاً لأحد بعده إلى يوم القيامة.
● الاستثناء الوحيد: أبيح للنبي ﷺ القتال فيها أثناء فتح مكة ("ساعة من نهار")، وذلك لضرورة تطهيرها من الشرك وأهل الكفر، وكان ذلك بأمر من الله تعالى.
● مظاهر الحرمة: يعدد النبي ﷺ الأمور المحرمة في مكة للمحافظة على حرمتها:
● حماية نباتها: يحرم قطع نباتها الأخضر أو أشجارها.
● حماية صيدها: يحرم إفزاع صيدها أو اصطياده.
● حماية أموال الناس: لا يجوز أخذ اللقطة (المفقودات) إلا بنية التعريف وإرجاعها لصاحبها.
● استثناء نبات الإذخر: طلب العباس رضي الله عنه (عم النبي ﷺ) استثناء نبات الإذخر من التحريم لأنه كان ضرورياً لأهل مكة في صناعاتهم وبناء قبورهم (لطمي الشقوق وتبييضها)، فأذن له النبي ﷺ بذلك.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تعظيم حرمة مكة: فمكة بلد الله الحرام، لها مكانة عظيمة في الإسلام، ويجب على المسلمين احترامها وتقديسها.
2- القتال في الحرم: الأصل تحريم القتال في مكة، والاستثناء كان لفترة محدودة وبأمر الله لنصرة الحق وإزالة الباطل.
3- الحفاظ على البيئة: النهي عن قطع الأشجار وإفزاع الصيد يدل على اهتمام الإسلام بالتوازن البيئي وحماية الطبيعة في الأماكن المقدسة.
4- مراعاة الحاجة: استثناء الإذخر يدل على أن الشريعة تراعي الحاجات الضرورية للناس، وتتوازن بين التعبد والتيسير.
5- الأمانة: النهي عن أخذ اللقطات إلا للتعريف يدل على تأكيد الإسلام على حفظ أموال الناس وأمانتهم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في أحكام الحرم المكي، وقد أجمع العلماء على هذه الأحكام.
- المقصود بـ "لم تحل لأحد قبلي": أي لم يُبَحْ لأحد قبل النبي ﷺ أن يقتل أو يقاتل في مكة، وليس أن مكة لم تكن حرماً قبل ذلك، فقد كانت حرماً منذ عهد إبراهيم عليه السلام.
- الفرق بين "لا يُختلى خلاها" (النبات الرطب) و "لا يعضد شجرها" (الشجر اليابس): النهي يشمل الجميع، لكن الذكر بالوصفين للتنبيه على شدة التحريم.
● حكمة تحريم الصيد: لتكون مكة مكان أمن وسلام حتى للحيوانات والطير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٤٩) عن محمد بن عبد الله بن حوشب، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. ورواه الشيخان - البخاري (١٨٣٤)، ومسلم (١٣٥٣) كلاهما من حديث جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس في سياق أطول وسيأتي في موضعه إن شاء الله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 446 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مكة لا تحل لأحد قبلي ولا بعدي إلا ساعة من نهار

  • 📜 حديث: مكة لا تحل لأحد قبلي ولا بعدي إلا ساعة من نهار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مكة لا تحل لأحد قبلي ولا بعدي إلا ساعة من نهار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مكة لا تحل لأحد قبلي ولا بعدي إلا ساعة من نهار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مكة لا تحل لأحد قبلي ولا بعدي إلا ساعة من نهار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب