لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

حديث: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

عن أبي مرثَدٍ الغَنَوي قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تجلسوا على القبور، ولا تُصلوا إليها».

صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٢) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن جابر (وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر) عن بُسر بن عبيدالله، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي مرثد الغنوي فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي مرثَدٍ الغَنَوي قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تجلسوا على القبور، ولا تُصلوا إليها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو مرثد الغنوي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تجلسوا على القبور، ولا تُصلوا إليها».

أولاً. شرح المفردات:

● لا تجلسوا على القبور: النهي عن الجلوس مباشرة على القبور أو الاتكاء عليها.
● ولا تُصلوا إليها: النهي عن توجيه الصلاة نحو القبور، أي جعل القبور قبلةً للصلاة.

ثانياً. شرح الحديث:

هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع فيه النهي عن أمرين عظيمين يتعلقان باحترام الموتى وتجنب الشرك والوسائل المؤدية إليه.
1- النهي عن الجلوس على القبور:
- هذا النهي يدل على وجوب احترام المقابر وعدم انتهاك حرمة الموتى بالجلوس على قبورهم أو الاتكاء عليها، لأن في ذلك إهانة لهم وتعدياً على حرماتهم.
- ويدخل في هذا النهي أيضاً النوم على القبور أو وضع الأشياء الثقيلة عليها، أو أي فعل يشبه الاستهانة بها.
- وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى، مثل حديث: «لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر» (رواه مسلم).
2- النهي عن الصلاة إلى القبور:
- المقصود النهي عن توجيه الصلاة نحو القبور، أي جعل القبر قبلةً يصلي الإنسان نحوها.
- وهذا النهي من أبلغ الوسائل في سد ذرائع الشرك، لأن الصلاة إلى القبور قد تؤدي إلى تعظيمها والغلو في صاحبها، وربما وصل الأمر إلى عبادته من دون الله، كما حصل لأهل الجاهلية الذين كانوا يعبدون الأصنام والأوثان على القبور.
- وفي هذا تحذير من أي فعل قد يكون وسيلة للشرك أو يشبه فعل المشركين.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:

1- وجوب احترام المقابر وعدم انتهاك حرمة الموتى، وذلك بعدم الجلوس على القبور أو الإتيان بأي فعل فيه إهانة لها.
2- سد الذرائع الموصلة إلى الشرك، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور؛ لأنها قد تكون وسيلة للغلو في الصالحين وعبادتهم من دون الله.
3- التأكيد على التوحيد الخالص لله تعالى، واجتناب كل ما يناقضه أو يضعفه.
4- التعليم النبوي بالرفق والرحمة حتى بالموتى، حيث أمرنا بحفظ كرامتهم وعدم انتهاك حرمتهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في باب "تحريم اتخاذ القبور مساجد" كما في الحديث الآخر: «لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (متفق عليه).
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحويل بناء المساجد على القبور، وأنه لا يجوز الصلاة في مكان فيه قبر.
- من فوائد الحديث: التربية على التوحيد واجتناب مشابهة أهل الشرك الذين يعظمون القبور ويتخذونها أوثاناً.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين، والاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يحفظنا من الشرك ووسائله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنائز (٩٧٢) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن جابر (وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر) عن بُسر بن عبيدالله، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي مرثد الغنوي فذكره.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأدخل بين بسر بن عبد الله وبين واثلة بن الأسقع «أبا إدريس الخولاني».
قال البخاري: هذا خطأ أخطأ فيه ابن المبارك، وزاد فيه «عن أبي إدريس الخولاني» وإنما هو بُسر بن عبيد الله، عن واثلة. هكذا روى غير واحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وليس فيه «عن أبي إدريس»وبسر بن عبد الله، قد سمع من واثلة بن الأسقع، هذا ما نقله الترمذي (١٠٥١) عن البخاري.
قال الأعظمي: عبد الله بن المبارك حافظ ثقة، فلعل عبد الرحمن بن يزيد بن جابر نفسه روى من وجهين، فإنه سمع أولًا عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن واثلة بن الأسقع، ثم سمع عن واثلة بن الأسقع بدون واسطة أبي إدريس الخولاني، فسمع منه عبد الله بن المبارك من أحد هذه الوجوه وهي بالواسطة فروى عنه، وسمع غيره من عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله، عن واثلة بن الأسقع بدون واسطة «أبي إدريس الخولاني» ومن هؤلاء الوليد بن مسلم عند مسلم، وعيسى بن يونس عند أبي داود (٣٢٢٩) وفيه التصريح من بسر بن عبيدالله بأنه سمع من واثلة بن الأسقع.
وقوله: «لا تُصلوا إليها» أي لا تتخذوها قبلة، لأن ذلك يُؤدي إلى تعظيم من فيها، ومن ثم عبادته، وقد صرَّح كثير من أهل العلم أن الصلاة إلى القبر محرم لظاهر النهي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 429 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

📜 حديث: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية