أمر النبي بحجر عند قبر عثمان بن مظعون ليعلم به.

حديث: أمر النبي بحجر عند قبر عثمان بن مظعون ليعلم به.

عن المطلب قال: لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته، فدُفن، فأمر النبي ﷺ رجلًا أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إليها رسول الله ﷺ وحسر عن ذراعيه، قال كثير: قال المطلب: قال الذي يخبرني ذلك عن رسول الله ﷺ قال: كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله ﷺ حين حسر عنهما، ثم حملها فوضعها عند رأسه وقال: «أَتَعَلَّمُ بها قبر أخي، وأُدفن إليه من مات من أهلي».

حسن: رواه أبو داود (٣٢٠٦) من طريقين عن كثير بن زيد المدني، عن المطلب فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث المطلب هذا من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من جوانب التواضع النبوي العظيم، والرحمة بالصحابة، والاهتمام بأمور الدفن الشرعية. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

أولًا:

تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وغيرهم، وإسناده حسن.

ثانيًا. شرح المفردات:

● عثمان بن مظعون: أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العباد الزهاد، وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة.
● أُخرج بجنازته: أي خرج الناس بتشييع جنازته.
● حسر عن ذراعيه: كشف عن ساعديه.
● بياض ذراعي رسول الله ﷺ: إشارة إلى نضارة بشرته وبياضها.
● أَتَعَلَّمُ بها قبر أخي: أي أضع هذه الحجرة علامة أعرف بها قبره.

ثالثًا. شرح الحديث:

يخبر المطلب رضي الله عنه أن النبي ﷺ عندما دُفن عثمان بن مظعون، طلب من رجل أن يحضر حجرًا ليوضع عند قبره علامة، ولكن الرجل لم يقو على حمله، فقام النبي ﷺ بنفسه وكشف عن ذراعيه الشريفتين وحمل الحجر ووضعه عند رأس القبر، ثم بيّن أن الغرض من وضع الحجر هو التعرف على مكان القبر، ليدفن عنده من يموت من أهله فيما بعد.

رابعًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- تواضع النبي ﷺ: حيث شارك أصحابه في العمل بنفسه، ولم يتعالَ عليهم، مع أنه سيد الخلق وحبيب الحق.
2- الرحمة بالصحابة: فقد كان النبي ﷺ حريصًا على تكريم أصحابه، حتى بعد موتهم.
3- جواز وضع علامة على القبر: لتمييزه حتى لا يُهان أو يُداس، وهذا من رحمة الإسلام بالموتى.
4- الحث على المشاركة في أعمال الخير: وعدم التكبر عن helping الآخرين حتى في الأمور البدنية.
5- بياض جلد النبي ﷺ ونضارته: كما وصفه الصحابة، وكان من دلائل نبوته وصفائه.

خامسًا. معلومات إضافية:

- ليس في وضع العلامة على القبر ما يخالف النهي عن البناء على القبور أو تجصيصها؛ لأن العلامة هنا للتمييز فقط، وليس للزخرفة أو التعظيم.
- هذا الفعل النبوي يدل على حرصه ﷺ على تطمين قلوب أهل الميت وإكرام الموتى.
- ينبغي للمسلم أن يتأدب بأخلاق النبي ﷺ في التواضع والتعاون على البر والتقوى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٢٠٦) من طريقين عن كثير بن زيد المدني، عن المطلب فذكره. وكثير ابن زيد مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقال الحافظ في «التلخيص» (٢/ ١٣٣): «وإسناده حسن ليس فيه إلا كثير بن زيد راويه عن المطلب وهو»صدوق«، وقد بين المطلب أن مخبرًا أخبره به ولم يُسمه، ولا يضر إبهام الصحابي».
وأما ما رُوي عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة فهو خطأ، رواه ابن ماجه (١٥٦١) من وجه آخر عن كثير بن زيد، عن زينب بنت نُبيط، عن أنس.
قال الحافظ في «التلخيص» (٢/ ١٣٣ - ١٣٤): «وقال أبو زرعة: «هذا خطأ، وأشار إلى أن الصواب رواية من رواه عن كثير عن المطلب».
وقال أيضًا: «ورواه الطبراني في: الأوسط«من حديث أنس بإسناد آخر فيه ضعف، ورواه الحاكم في: المستدرك«في ترجمة عثمان بن مظعون بإسناد آخر فيه الواقدي من حديث أبي رافع فذكر معناه» انتهى.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد الله بن محمد بن عمر، عن أبيه أن رسول الله ﷺ رش قبر ابنه إبراهيم، زاد ابن عمر في حديثه. وإنه أول قبر رُشَّ عليه. وإنه قال حين دفن وفرغ منه عند رأسه: «سلام عليكم» ولا أعلمه إلا قال: حثا عليه بيده ولم يقل القعنبي: ابن عمر
رواه أبو داود في «المراسيل» (٤١٤) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، وعبد الله بن عمر بن محمد ابن أبان بن صالح، أن عبد العزيز بن محمد حدثهم، عن عبد الله بن محمد بن عمر، عن أبيه فذكره.
وعبد الله بن محمد بن عمر هو: ابن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي المدني، قال فيه الحافظ: «مقبول» أي حيث يتابع، ولم يتابع فهو ليِّن الحديث، وأبوه محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب «صدوق» وروايته عن رسول الله ﷺ مرسلة.
وكذلك لا يصح ما رواه الشافعي في مسنده (٣٦٠) وعنه البيهقي (٣/ ٤١١) عن إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن النبي ﷺ رش قبر إبراهيم ابنه، ووضع عليه حصباء.
قال الشافعي: والحصباء لا تثبت إلا على قبر مسطح. انتهى.
وإبراهيم بن محمد هو: ابن أبي يحيى الأسلمي متهم مع الإرسال.
وكذلك لم يثبت رش الماء على قبر النبي ﷺ، رواه البيهقي من حديث جابر وكان الذي رش بلال بن رباح بدأ من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه، وفي إسناده الواقدي، قاله الحافظ «التلخيص» (٢/ ١٣٣) وفيه حديث آخر إلا أنه مرسل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 445 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر النبي بحجر عند قبر عثمان بن مظعون ليعلم به.

📜 حديث: أمر النبي بحجر عند قبر عثمان بن مظعون ليعلم به.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أمر النبي بحجر عند قبر عثمان بن مظعون ليعلم به.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أمر النبي بحجر عند قبر عثمان بن مظعون ليعلم به.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أمر النبي بحجر عند قبر عثمان بن مظعون ليعلم به.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية