حديث: تزوروها فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب زيارة القبور

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «كُنت نهيتكم عن زيارة القبور،
ألا فزوروها فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرًا».

حسن: رواه الحاكم (١/ ٣٧٦) بإسناده عن عامر بن يساف، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن يحيى ابن عباد، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «كُنت نهيتكم عن زيارة القبور،
ألا فزوروها فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره من أئمة الحديث.

شرح الحديث:



# 1. شرح المفردات:


● "نهيتكم عن زيارة القبور": أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد منع الصحابة في بداية الإسلام من زيارة القبور؛ وذلك خشية أن يقعوا في شيء من أمر الجاهلية، كالنياحة أو البكاء المذموم، أو الدعاء لغير الله.
● "ألا فزوروها": "ألا" أداة تنبيه، أي: اعلموا ثم افعلوا، والمعنى: ها أنذا أُبيح لكم زيارتها بعد أن كنت قد نهيتكم عنها.
● "فإنه يرق القلب": أي يجعل القلب رقيقًا رحيمًا، خاشعًا متذكرًا لله والموت.
● "وتدمع العين": أي تذرف الدمع تأثرًا وتذكرًا للموت والآخرة.
● "وتذكر الآخرة": أي تذكر الإنسان بحقيقة الموت وما بعده من البعث والحساب والجنة والنار.
● "ولا تقولوا هجرًا": الهجر هو الكلام القبيح أو الباطل، والمراد هنا: لا تتكلموا عند القبور بكلام غير لائق، كسب الأموات أو الشكوى إلى غير الله، أو الدعاء لهم بما لم يأذن به الشرع.

# 2. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام ينهى عن زيارة القبور؛ لأن الناس كانوا حديثي عهد بالجاهلية، وكانوا يقعون في المحظورات الشرعية عند زيارتها، كالنياحة والندب وادعاء العلم بالغيب، فنهى عن الزيارة سدًا للذريعة.
ثم لما استقر الإيمان في قلوب الصحابة، وظهرت قوة إيمانهم، أباح لهم زيارة القبور، بل حث عليها؛ لما فيها من فوائد عظيمة، وهي:
- تليين القلب وجعله رقيقًا خاشعًا.
- إدماع العين تأثرًا بالموت والآخرة، والبكاء من خشية الله مما يرضي الله تعالى.
- تذكير بالآخرة والاستعداد لها بالعمل الصالح.
ولكنه نهاهم عن قول الهجر، وهو كل كلام قبيح أو باطل، مثل:
- سب الموتى أو شتمهم.
- النياحة والندب والصراخ، كما كان يفعل أهل الجاهلية.
- الدعاء لغير الله، أو الاستغاثة بالأموات.
- الادعاء بعلم الغيب، أو التكهن بالمستقبل.
فالزيارة المشروعة هي التي تكون للعبرة والاتعاظ، والدعاء للموتى بالرحمة والمغفرة، والسلام عليهم كما ورد في الأحاديث الأخرى.

# 3. الدروس المستفادة منه:


- جواز زيارة القبور للرجال والنساء، ولكن بشروط وآداب شرعية.
- أن زيارة القبور تذكر بالآخرة وتزهد في الدنيا.
- أن البكاء من خشية الله وتذكر الموت من الأمور المحمودة.
- النهي عن كل قول أو فعل مخالف للشرع عند القبور.
- مراعاة المصالح والمفاسد في التشريع، فقد ينهى عن شيء لمانع ثم يباح بعد زواله.
- أهمية تربية القلب وتليينه بذكر الموت والآخرة.

# 4. معلومات إضافية:


- زيارة القبور سنة للرجال، وأما النساء فاختلف العلماء في جوازها، والراجح المنع إلا بإذن وضوابط؛ لما ورد من النهي عن ذلك في أحاديث أخرى، خشية الفتنة أو خوفًا من التسخط.
- من آداب زيارة القبور: الدعاء للموتى بالرحمة والمغفرة، والسلام عليهم، والاتعاظ بالموت.
- نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور والبناء عليها، أو الكتابة عليها، أو الجلوس عليها.
- يستحب عند زيارة القبور أن يقول الزائر ما ورد في السنة، مثل: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية".
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٣٧٦) بإسناده عن عامر بن يساف، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن يحيى ابن عباد، عن أنس فذكره. وإسناده حسن لأجل عامر بن يساف فإنه «صالح» كما قال أبو حاتم.
قال الذهبي: ورُوي بإسناد آخر عن أنس.
قال الأعظمي: ما ذكرته هو أجوده، وقد رواه الإمام أحمد (١٣٤٨٧) عن يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني يحيى بن الحارث الجابر، عن عبد الوارث مولى أنس وعمرو بن عامر، كلاهما عن أنس قال: «نهى رسول الله ﷺ عن زيارة القبور، وعن لحوم الأضاحي بعد ثلاث، وعن النبيذ في الدُّبَّاء والنقير والحنتم والمزفَّت»، قال: ثم قال رسول الله ﷺ بعد ذلك: «ألا إني قد كنت نهيتكم عن ثلاث، ثم بدا لي فيهن، نَهيتُكم عن زيارة القبور، ثم بدا لي أنها تُرقُّ القلبَ، وتُدمعُ العينَ، وتُذكر الآخرة، فزوروها ولا تقولوا هُجرًا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها فوق ثلاث ليال، ثم بدا لي أن الناس يتحفون ضيفَهم، ويُخبِّئُون لغائبهم، فأمْسِكوا ما شئتُم، ونهيتكم عن النبيذ في هذه الأوعية فاشربوا بما شئتُم، ولا تشربوا مُسْكِرا، من شاء أوكى سقاءَه على إثم».
ورواه الحاكم (١/ ٣٧٦) من طريق يحيى بن عبد الله التيمي، عن عمرو بن عامر الأنصاري وحده عن أنس مختصرًا. وفي الإسناد يحيى بن الحارث وهو: يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر أكثر أهل العلم على تضعيفه، وقال الإمام أحمد: لا بأس به، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وجعله الحافظ: «ليِّن الحديث» وللحديث أسانيد أخرى أضعف مما ذكرته.
وقوله: «ولا تقولوا هُجرًا» أي قولًا قبيحًا مثل يا ويلي وغيرها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 530 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تزوروها فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة

  • 📜 حديث: تزوروها فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تزوروها فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تزوروها فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تزوروها فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب