حديث: يرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب زيارة القبور

عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يومًا: ألا أحدثكم عني، وعن أمي؟ فظننا أنه يريد أمه التي ولدته، قال: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله ﷺ؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي ﷺ فيها عندي، انقلب فوضع رداءه -فذكرت الحديث بطوله الذي في باب ما جاء من الأدعية لأصحاب القبور وفيه-: قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ فقال: «قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون».

صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٤/ ١٠٣) من طرق عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن كثير بن المطلب، عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب فذكر الحديث بطوله.

عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يومًا: ألا أحدثكم عني، وعن أمي؟ فظننا أنه يريد أمه التي ولدته، قال: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله ﷺ؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي ﷺ فيها عندي، انقلب فوضع رداءه -فذكرت الحديث بطوله الذي في باب ما جاء من الأدعية لأصحاب القبور وفيه-: قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ فقال: «قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

نص الحديث:


عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يومًا: ألا أحدثكم عني، وعن أمي؟ فظننا أنه يريد أمه التي ولدته، قال: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله ﷺ؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي ﷺ فيها عندي، انقلب فوضع رداءه -فذكرت الحديث بطوله الذي في باب ما جاء من الأدعية لأصحاب القبور وفيه-: قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ فقال: «قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون».


1. شرح المفردات:


● انقلب: أي انقلب من جنب إلى جنب، أو تحول من حالة إلى أخرى.
● وضع رداءه: خلع ثوبه استعدادًا للنوم.
● أهل الديار: سكان القبور، أي الموتى.
● المستقدمين: الذين ماتوا قبلنا.
● المستأخرين: الذين سيموتون بعدنا.
● بكم للاحقون: سنلحق بكم في الموت.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بحكاية محمد بن قيس بن مخرمة، حيث بدأ بقوله: "ألا أحدثكم عني وعن أمي؟" فظن السامعون أنه يقصد أمه التي ولدته، لكنه كان يشير إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي كانت تكنى بـ"أم المؤمنين"، فكل مؤمن هي أمه من حيث الشرف والاحترام.
ثم ينتقل إلى رواية عائشة رضي الله عنها التي تحكي عن ليلة كانت فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث بدأ يخلع رداءه استعدادًا للنوم، ثم ذكرت الحديث الطويل الذي ورد في باب الدعاء لأهل القبور.
وفي هذا الموقف، سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن الكيفية الصحيحة للسلام على أهل القبور عند زيارتها، فأرشدها النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الدعاء الجامع.


3. الدروس المستفادة منه:


● جواز زيارة القبور: الحديث يدل على مشروعية زيارة القبور، وهي سنة مؤكدة للرجال، كما في حديث: "زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة".
● أدب زيارة القبور: ينبغي للمسلم عند زيارة القبور أن يلتزم بالأدب الشرعي، ومنه هذا الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم.
● التذكير بالآخرة: زيارة القبور تذكر الإنسان بالموت وحتمية اللحاق بالأموات، مما يدفعه إلى الاستعداد للقاء الله.
● الدعاء للموتى: يستحب الدعاء للموتى بالرحمة والمغفرة، والترحم عليهم.
● الأمل في اللحاق بالصالحين: قوله "وإنا إن شاء الله بكم للاحقون" يعبر عن رجاء اللحاق بالمؤمنين الصالحين في الجنة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- يستحب أن يزور المسلم القبور للاعتبار والدعاء للموتى، ولكن دون ابتداع بدع مثل التوسل بالموتى أو طلب الحاجات منهم.
- من الأدعية الأخرى الواردة في زيارة القبور: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية".
- المرأة لا تزور القبور على الصحيح من أقوال العلماء؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، كما في الحديث: "لعن الله زوارات القبور".

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يذكرون الموت ويستعدون له، وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنائز (٩٧٤/ ١٠٣) من طرق عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن كثير بن المطلب، عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب فذكر الحديث بطوله.
وأما ما رُوي عن فاطمة بنت محمد ﷺ أنها كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة، فتصلي وتبكي عنده فهو لا يصح.
رواه الحاكم (١/ ٣٧٧)، وعنه البيهقي (٤/ ٧٨) من طريق سليمان بن داود، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، أن فاطمة كانت تزور فذكره.
قال الحاكم: «هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات».
وتعقبه الذهبي بقوله: «هذا منكر جدًّا، وسليمان ضعيف».
وقال البيهقي: «وقد قيل عن سليمان بن داود، عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن أبيه، دون ذكر علي بن الحسين، عن أبيه فيه. وهو منقطع».
وقد اغتررتُ بقول الحاكم فصحَّحتُه في «المنة الكبرى» (٣/ ١٢٣) والصواب أنه ضعيف، فمن لديه نسخة منه فليُصَحّحها.
وفي معناه ما رُوي عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ نهى عن زيارة القبور، وعن الأوعية ... ثم قال: «إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة».
فإن فيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان «ضعيف» وشيخه ربيعة بن النابغة «مجهول».
رواه الإمام أحمد (١٢٣٦) عن يزيد، أخبرنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن ربيعة بن النابغة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب فذكر الحديث، وله أسانيد أخرى أضعف منها.
وفي الباب ما رُوي عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تُزهِّد في الدنيا، وتذكر الآخرة» رواه ابن ماجه (١٥٧١) عن يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أنبأنا ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن ابن مسعود فذكره.
وأيوب بن هانئ الكوفي مختلف فيه، فضعَّفه ابن معين، وقال ابن عدي: «لا أعرفه». وعرفه أبو حاتم فقال: «شيخ صالح»، والخلاصة فيه كما قال الحافظ: «صدوق فيه لين».
وأما ابن حبان فأخرجه في صحيحه (٩٨١) مطولًا، وكذلك الحاكم (٢/ ٣٣٦) كلاهما من طريق ابن جريج بإسناده، وصحَّحه الحاكم فتعقبه الذهبي بقوله: «أيوب ضعَّفه ابن معين».
وقال ابن عدي في «الكامل» (١/ ٣٥١): «هذا في كتب ابن جريج مرسل، وهذا حديث لا يُساوي شيئًا».
وقد أسقط ابن جريج شيخه أيوب بن هانئ في رواية عبد الرزاق في «المصنف» (٦٧١٤) عنه فإنه قال: «حُدثت عن مسروق بن الأجدع به فذكر الحديث».
وللحديث إسناد آخر أضعف منه وهو ما رواه الإمام أحمد (٤٣١٩) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن زيد، حدثنا فرقد السبخيُّ، قال: حدثنا جابر بن يزيد، أنه سمع مسروقًا، يحدث عن عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.
وفرقد السبخيُّ هو: فرقد بن يعقوب السبخيُّ -بفتح المهملة والموحدة، وبخاء معجمة- أبو
يعقوب البصري تكلم فيه كبار النقاد، فقال البخاري: «في حديثه مناكير»، وقال أحمد: «رجل صالح ليس بقوي في الحديث لم يكن صاحب حديث»، وقال ابن سعد: «كان ضعيفًا منكر الحديث»، قال أبو أحمد: «منكر الحديث»، وقال ابن حبان: «كانت فيه غفلة ورداءة حفظ، فكان يرفع المراسيل وهو لا يعلم، ويُسند الموقوف من حيث لا يفهم، فبطل الاحتجاج به»، وقال النسائي: «ليس بثقة». ومشَّاه ابن معين وابن عدي.
وقلت: فمثله لا يُستبعد أن يخطئ في الإسناد، فيجعل جابر بن يزيد محل ابن جريج، مع أن جابر بن يزيد إن كان هو الجعفي، فهو أضعف من ابن جريج، والله المستعان.
وأما ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: «من زار قبر أبويه، أو أحدهما كل جمعة غفر له، وكتب برًا» فهو ضعيف جدا.
رواه الطبراني في «الأوسط» و«الصغير» «مجمع البحرين» (١٣٢٩) عن محمد بن أحمد بن النعمان بن شبل البصري، ثنا أبي، حدثني عم أبي محمد بن النعمان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن العلاء البجلي، عن عبد الكريم أبي أمية، عن مجاهد، عن أبي هريرة فذكره.
وفيه سلسلة الضعفاء والمجهولين محمد بن النعمان، وشيخه يحيى بن العلاء البجلي، وشيخه عبد الكريم أبي أمية، كلهم ضعفاء، بل وقد أُتهِم البجلي.
وقد ضعَّفه أيضًا الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٥٩ - ٦٠) من جهة عبد الكريم أبي أمية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 532 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون

  • 📜 حديث: يرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب