حديث: الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية التصدق بجميع المال

عن سعد بن أبي وقّاص: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: لِي
مَالٌ أُوصِي بِمَالِى كُلِّهِ؟ قَالَ: «لا» قُلْتُ: فَالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لا»: قُلْتُ: فَالثُّلُثِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ أَنْ تدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللهَ يَرْفَعُكَ يَنْتَفِعُ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ».

متفق عليه: رواه البخاري في النّفقات (٥٣٥٤)، ومسلم في الوصية (١٦٢٨) كلاهما من طريق سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن سعد، فذكره.

عن سعد بن أبي وقّاص: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: لِي
مَالٌ أُوصِي بِمَالِى كُلِّهِ؟ قَالَ: «لا» قُلْتُ: فَالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لا»: قُلْتُ: فَالثُّلُثِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ أَنْ تدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللهَ يَرْفَعُكَ يَنْتَفِعُ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

الحديث:


عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: لِي مَالٌ أُوصِي بِمَالِى كُلِّهِ؟ قَالَ: «لا» قُلْتُ: فَالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لا»: قُلْتُ: فَالثُّلُثِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ أَنْ تدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللهَ يَرْفَعُكَ يَنْتَفِعُ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ».

1. شرح المفردات:


● يَعُودُنِي: يزورني ويطمئن على صحتي.
● أُوصِي: أترك وصية بجزء من مالي للصدقة أو البر.
● الشَّطْر: النصف.
● الثُّلُث: الجزء الواحد من ثلاثة.
● عَالَة: فقراء محتاجون.
● يَتَكَفَّفُونَ النَّاس: يسألون الناس ويتناولون الصدقة بأكفهم.
● اللُّقْمَةَ: ما يؤكل في مرة واحدة.
● تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ: تضعها في فم زوجتك.
● يَرْفَعُكَ: يشفيك ويرفع منزلتك.
● يَنْتَفِعُ بِكَ نَاسٌ: يستفيد منك المؤمنون بنصرتك للإسلام وجهادك.
● يُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ: يتأذى بك الكفار والمشركون بسبب قوتك ودفاعك عن الإسلام.

2. شرح الحديث:


كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مريضًا في مكة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره ويطمئن عليه. وفي إحدى هذه الزيارات، سأل سعد النبي صلى الله عليه وسلم عن التصدق بماله كله في سبيل الله عن طريق الوصية، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بالنفي. ثم سأله عن التصدق بالنصف، فأجابه أيضًا بالنفي. ثم سأله عن الثلث، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن الثلث كثير، ونصحه بأن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتركهم فقراء يتكففون الناس. ثم بين له أن أي إنفاق في سبيل الخير يعتبر صدقة، حتى اللقمة التي يطعمها لزوجته. وختم النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء بأن يشفيه الله وينفع به المسلمين ويضر به الكفار.

3. الدروس المستفادة منه:


● زيارة المريض: من السنة زيارة المريض والاطمئنان عليه، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع سعد.
● الوصية بالمال: يجوز للإنسان أن يوصي بجزء من ماله للصدقة، ولكن لا يجوز أن يوصي بأكثر من الثلث إلا بإذن الورثة.
● الاعتدال في الصدقة: لا ينبغي للإنسان أن يتصدق بكل ماله أو بنصفه ويترك ورثته فقراء، بل عليه أن يوازن بين الصدقة وحقوق الورثة.
● فضل إغناء الورثة: من الصدقة الجارية أن يترك الإنسان ورثته أغنياء يعيشون في كرامة، ولا يحتاجون إلى سؤال الناس.
● الصدقة العامة: كل إنفاق في سبيل الخير يعتبر صدقة، حتى الأمور البسيطة مثل إطعام الزوجة والأولاد.
● الدعاء للمريض: من الأدب الدعاء للمريض بالشفاء والنفع للمسلمين.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالوصية والصدقة.
- استدل الفقهاء بهذا الحديث على أن الوصية لا تجوز بأكثر من الثلث إلا إذا أجاز الورثة ذلك.
- فيه إشارة إلى فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حيث دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالشفاء والنفع للمسلمين، وكان سعد من الصحابة الأغنياء والمجاهدين.
- الحديث يظهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته في توجيه الصحابة إلى ما فيه مصلحتهم في الدنيا والآخرة.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النّفقات (٥٣٥٤)، ومسلم في الوصية (١٦٢٨) كلاهما من طريق سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن سعد، فذكره. واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه. والحديث في موطأ مالك في الوصية (٤) عن الزّهريّ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، مطولًا، وفيه قال: «أفأتصدق بثلثي مالي ... إلخ».
فالاختلاف في السؤال فكأنّه سأل أولًا عن الكلّ، ثم عن الثّلثين، ثم عن التصف، ثم عن الثلث.
وقع ذلك كلّه في صحيح مسلم من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميريّ، عن ثلاثة من ولد سعد كلّهم يحدثه عن أبيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 172 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ

  • 📜 حديث: الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب