خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل

حديث: خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل

عن عائشة، قالت: إنّ رسول الله ﷺ قال: «إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةِ مَفْصِلٍ، فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ، وَحَمِدَ اللهَ، وَهَلَّلَ اللهَ، وَسَبَّحَ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ اللهَ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ شَوْكَةً وعظمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَلَاثِ مِائَةِ السُّلَامَى فَإِنَّهُ يُمْشِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٠٧) عن حسن بن علي الحلواني، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا معاوية (يعني ابن سلام)، عن زيد، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ، أنه سمع عائشة، فذكرت الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع العظيم:

الحديث الشريف:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: إنّ رسول الله ﷺ قال: «إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةِ مَفْصِلٍ، فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ، وَحَمِدَ اللهَ، وَهَلَّلَ اللهَ، وَسَبَّحَ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ اللهَ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ شَوْكَةً وعظمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَلَاثِ مِائَةِ السُّلَامَى فَإِنَّهُ يُمْشِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ».
رواه مسلم في صحيحه.

1. شرح المفردات:

● السُّلَامَى (والمَفْصِل): هي العُقْدُ أو المَفاصِل التي في جسد الإنسان، وهي مواضع التقاء العظام. والمراد بها هنا جميع أعضاء الجسم ومفاصله.
● كَبَّرَ اللهَ: قال: "الله أكبر".
● حَمِدَ اللهَ: قال: "الحمد لله".
● هَلَّلَ اللهَ: قال: "لا إله إلا الله".
● سَبَّحَ اللهَ: قال: "سبحان الله".
● اسْتَغْفَرَ اللهَ: قال: "أستغفر الله".
● عَزَلَ: أزال وأبعد.
● زَحْزَحَ نَفْسَهُ: باعدها وأبعدها وأخلصها من الخطر.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن حكمة عظيمة من خلق الإنسان، وهي أن جسد الإنسان مخلوق على (360) مفصلًا، وهذه المفاصل تحتاج إلى شكرٍ وحماية من النار.
فجاءت السنن والنوافل لتحقيق هذا الشكر، حيث جعل ﷺ لكل مفصل صدقة يجب أن تؤدى عنه كل يوم. وهذه الصدقة ليست صدقة المال فحسب، بل هي أوسع من ذلك، تشمل:
● صدقة اللسان: بالتكبير والتحميد والتهليل والتسبيح والاستغفار. فهذه الأذكار هي قوت الروح وغذاء القلب، وهي من أفضل القربات وأسهلها على المسلم.
● صدقة الإحسان إلى الخلق: بإزالة الأذى عن الطريق، وهو من شعب الإيمان، بل جعله ﷺ سببًا لدخول الجنة.
● صدقة الدعوة إلى الخير: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي من أعظم الواجبات التي بها تقام شرائع الإسلام.
فمن أدى هذه الصدقات عدد تلك المفاصل (360 مرة) في يومه، فقد أدى حق الله عليها، ومشى يوم القيامة وقد أمن من النار وباعد نفسه عنها.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- سهولة الخير وكثرة أبوابه: بين لنا النبي ﷺ أن أبواب الخير والصدقة ليست مقصورة على المال، بل تشمل الذكر وإماطة الأذى والأمر بالمعروف. وهذا يتيح لكل مسلم، غنياً كان أو فقيراً، أن ينال هذا الأجر العظيم.
2- الذكر شكر للنعمة: خلق الله تعالى لنا هذه المفاصل لنستخدمها في طاعته، فشكرها يكون باستعمالها في الخير والذكر.
3- المؤمن لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويحرص على فعلها: فها هو النبي ﷺ يرشدنا إلى عمل يسير، لكن أجره عظيم، وهو سبب للنجاة من النار.
4- الحرص على النوافل: فهي تجبر تقصيرنا في الفرائض، وترفع درجاتنا عند الله تعالى.
5- الاهتمام بالطريق وإزالة الأذى عنه: فهو من الإيمان، وقد جعله الله تعالى سبباً من أسباب النجاة من النار.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن العبادة شاملة لكل حياتنا، فحتى إماطة الأذى عن الطريق عبادة نؤجر عليها.
- يستحب للمسلم أن يحافظ على الأذكار اليومية المذكورة في الحديث (التكبير، التحميد، التهليل، التسبيح، الاستغفار) بعد الصلوات وفي أوقات مختلفة من اليوم حتى يبلغ هذا العدد.
- العدد (360) ليس للوجوب أو الحصر، بل للتقريب والبيان، والمعنى: أن على كل مفصل صدقة، وهذه الصدقات متنوعة.
- هذا الفضل العظيم (الزحزحة عن النار) لمن داوم على هذه الأعمال وأخلص فيها لله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة بفضله ومنه وكرمه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠٠٧) عن حسن بن علي الحلواني، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا معاوية (يعني ابن سلام)، عن زيد، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ، أنه سمع عائشة، فذكرت الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 181 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل

📜 حديث: خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية