حديث: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في المبادرة بالصدقة قبل أن لا يجد من يقبلها منه

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «تقيءُ الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذَّهب والفضَّة فيجئ القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠١٣) من طرق عن محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «تقيءُ الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذَّهب والفضَّة فيجئ القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَتَلْتُ، وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا».
رواه مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


* تَقِيءُ: تلفظ وتخرج ما في جوفها.
* أَفْلَاذَ كَبِدِهَا: "الفِلْذ" (بكسر الفاء) هو القطعة من اللحم، و"الكبد" هي أحشاء الأرض وخيارها ونفائسها. والتعبير مجازي يشير إلى أن هذه الكنوز هي أعز ما في باطن الأرض وأثمنه.
* أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ: "الأسطوان" (جمع أسطوانة) هي العمود الضخم من الذهب والفضة، وليس القطع الصغيرة، مما يدل على الكميات الهائلة والفائقة.
* الْقَاطِعُ: هو الذي قطع صلة الرحم وعق والديه وأهله.
* يَدَعُونَهُ: يتركونه ويتجنبونه.


2. شرح الحديث:


يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم مشهدًا عظيمًا يحدث في آخر الزمان، قرب قيام الساعة، حيث تفقد الأموال والكنوز قيمتها الحقيقية.
* الحدث العجيب: ستخرج الأرض من باطنها كنوزًا هائلة لم يَرَ الناس مثلها من قبل، على شكل أعمدة ضخمة من الذهب والفضة الخالصين. هذا الخروج "تقياً" فيه إشارة إلى أن الأرض ترفض هذه الكنوز وتتخلص منها، لأنها كانت سببًا في شرور عظيمة.
* ندامة المجرمين: يأتي أولئك الذين ارتكبوا جرائم من أجل المال فيدركون فداحة خطئهم وضلالهم. إنهم يرون أن هذه الكنوز التي ضحوا بأخلاقهم ودينهم وعذاب الآخرة من أجلها، أصبحت لا تساوي شيئًا:
* القاتل الذي قتل نفسًا بغير حق طمعًا في مال، ينظر إلى الكنوز فيقول: لقد ارتكبت جريمة القتل من أجل هذا الشيء التافه الذي لا قيمة له الآن.
* قاطع الرحم الذي هجر أقاربه وأساء إليهم لأجل المال، يندم على قطيعته ويقول: لقد حرمت نفسي صلة رحمي وأغضبت ربي من أجل هذا.
* السارق الذي قطعت يده حدًا لله بسبب سرقته، يرى أن ما سرقه أو أراد سرقته لا يساوي شيئًا أمام عقوبة قطعه يده وعذاب الآخرة.
* الرفض المطلق: النهاية المؤلمة هي أن كل هؤلاء، بعد أن أدركوا الحقيقة المرة، يدعون هذا المال ولا يأخذون منه شيئًا. إنه ندم لا ينفع، وندرة لا تقبل التغيير، فهم يعلمون أن أخذهم له لن يمحو ذنوبهم، ولن يعيد الأيدي المقطوعة، ولن يحيي الموتى.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير من فتنة المال: الحديث تحذير صريح من التعلق بالمال وجعله غاية في الحياة. المال وسيلة للعيش الطيب والطاعة، وليس هدفًا يُرتكب من أجله المحرمات.
2- زوال قيمة الدنيا: يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدنيا وما فيها من زخرف وزينة هي فانية ولا قيمة لها في الميزان الحقيقي عند الله تعالى. ما عند الله خير وأبقى.
3- الندامة يوم لا تنفع الندامة: الحديث يصور صورة من صور ندامة الكافرين والعصاة يوم القيامة، حيث يتمنون لو أنهم لم يرتكبوا ذنوبهم مقابل كل مال الدنيا {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان: 27].
4- الحث على الاستعداد للآخرة: يجب على المسلم أن يعمل لما بعد الموت، وأن يجعل همّه رضا الله تعالى، فلا يغتر بالدنيا وزينتها، فسيعلم المحرومون يوم القيامة أنهم كانوا في غرور.
5- العبرة ليست في وفرة المال بل في حله وكسبه: الكنوز الهائلة لا قيمة لها إذا كانت قد أُكتسبت بطرق محرمة. البركة والحلال هما أساس النعمة الحقيقية.


4. معلومات إضافية:
* هذا الحديث من أشراط الساعة الصغرى، وهي العلامات التي تقع قبل قيام الساعة بوقت.
* الحديث يذكر أنواعًا محددة من الذنوب (القتل، قطيعة الرحم، السرقة) لأنها من الذنوب العظيمة التي يقترفها الناس غالبًا طمعًا في المال والشهوة.
* فيه إشارة إلى أن من الناس من يعصي الله ويقع في المحرمات بسبب حبه للمال وتعلقه به، متناسياً

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠١٣) من طرق عن محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 152 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة

  • 📜 حديث: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب