حديث: الإنسان ثلاثمائة وستون عظمًا عليه في كل يوم صدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأذكار والخصال التي تقوم مقام الصدقة وكل معروف صدقة

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الإنسان ثلاثمائة وستون عظمًا، أو ستة وثلاثون سُلامي، عَلَيْهِ فِي كلِّ يوم صدقة». قالوا: يَا رسول الله! فمن لَمْ يجد؟ قال: «يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر». قالوا: فمن لَمْ يستطع؟ قال: «يرفع عظمًا من الطّريق». قالوا: فمن لَمْ يستطع؟ قال: «فليهدِ سبيلًا». قالوا: فمن لَمْ يستطع؟ قال «فليعن ضعيفًا». قالوا: فمن لَمْ يستطع ذَلِكَ؟ قال: «فليدع الناس من شرِّه».

صحيح: رواه البزار - كشف الأستار (٩٢٨) عن محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن حمّاد، ثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الإنسان ثلاثمائة وستون عظمًا، أو ستة وثلاثون سُلامي، عَلَيْهِ فِي كلِّ يوم صدقة». قالوا: يَا رسول الله! فمن لَمْ يجد؟ قال: «يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر». قالوا: فمن لَمْ يستطع؟ قال: «يرفع عظمًا من الطّريق». قالوا: فمن لَمْ يستطع؟ قال: «فليهدِ سبيلًا». قالوا: فمن لَمْ يستطع؟ قال «فليعن ضعيفًا». قالوا: فمن لَمْ يستطع ذَلِكَ؟ قال: «فليدع الناس من شرِّه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى معنى واسع للصدقة، ويتدرج بالصحابة الكرام من الأعمال البدنية إلى القولية إلى القلبية، ليبيّن أن أبواب الخير مفتوحة لكل أحد.

أولاً. شرح المفردات:


● سُلامى: هي مفاصل الأصابع في اليدين والرجلين، وجمعها سَلاميات.
● صدقة: هي ما يُتصدق به على الفقراء تقرباً إلى الله، ولكن الشرع وسع معناها ليشمل كل قول أو فعل يرضي الله.
● يأمر بالمعروف: يحث الناس على فعل الخير وطاعة الله.
● ينهى عن المنكر: يمنع الناس عن فعل الشر ومعصية الله.
● يرفع عظمًا من الطريق: أي يزيل الأذى والشيء المؤذي من طريق المسلمين.
● فليهدِ سبيلًا: أن يدل إنسانًا ضالًا على الطريق، أو يرشد جاهلاً إلى العلم النافع.
● فليعن ضعيفًا: أن يساعد إنسانًا عاجزًا أو محتاجًا بقدر استطاعته.
● فليدع الناس من شرِّه: أن يكف أذاه عن الناس، فلا يضرهم بلسانه ولا يده ولا بغيبته ولا بأي نوع من الأذى.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بتعداد عظام الإنسان (360 عظمة) أو مفاصل أصابعه (36 مفصلاً) على اختلاف الروايات، ليبين النبي صلى الله عليه وسلم أن على كل إنسان أن يؤدي في كل يوم صدقة مقابل نعمة الصحة في جسده.
فلما استعظم الصحابة الكرام هذا العدد، وسألوا عمن لا يجد المال ليتصدق به كل يوم، بيّن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن مفهوم الصدقة أوسع من المال، وأنه يشمل:
1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو من أعظم أنواع الصدقة، لأنه إصلاح للمجتمع ونشر للخير.
2- إماطة الأذى عن الطريق: وهو من شعب الإيمان، وهو عمل بسيط لكنه عظيم الأجر.
3- إرشاد الضال أو تعليم الجاهل: وهو هداية للناس وتيسير أمورهم.
4- مساعدة الضعيف: كمساعدة كبير السن، أو المريض، أو المحتاج.
5- كف الأذى عن الناس: وهو أبسط درجات الإيمان، وهو أن يترك الإنسان إيذاء الآخرين.
وهذا تسلسل عجيب؛ يبدأ من أعلى مراتب الخير (الدعوة إلى الله) وينتهي بأدناها (كف الأذى)، ليبين أن أبواب الخير مفتوحة لكل إنسان حسب طاقته واستعداده.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- سعة مفهوم الصدقة في الإسلام: فالصدقة ليست قاصرة على المال، بل تشمل كل قول أو فعل يرضي الله تعالى.
2- التيسير على الأمة: فالنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن لا يحرم أحد من الأجر، ولو كان ضعيفًا أو فقيرًا.
3- مراعاة حال الناس: فالتدرج في الحديث يدل على فهم نفسيات الناس وقدراتهم المختلفة.
4- أن كف الأذى صدقة: فالإسلام لا يطلب من المسلم أن يفعل الخير فقط، بل أن يترك الشر أيضًا، وهذا من أعظم أنواع العبادة.
5- الحث على النفع العام: فكل هذه الأعمال فيها نفع للمجتمع كله، مما يدل على أن الإسلام دين المجتمع والتعاون.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الصدقة الجارية" التي يستمر أجرها للإنسان حتى بعد موته.
- فيه إشارة إلى عظمة خلق الإنسان، وأن الله كرمه وفضله على كثير من الخلق، فيجب شكر هذه النعمة.
- الحديث يربي المسلم على مراقبة الله في كل صغيرة وكبيرة، وأن يجعل يومه كله خيرًا وبركة.
أسأل الله أن يجعلنا من المتصدقين في كل وقت، وأن يعيننا على شكر نعمه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (٩٢٨) عن محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن حمّاد، ثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البزّار: «لا نعلم رواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة إلا أبو عوانة».
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٠٤): «هو في الصحيح باختصار». وقال: «رواه كله البزار ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وأبو عوانة هو وضّاح -بتشديد الضّاد- اليشكري، ثقة ثبت من رجال
الجماعة، فلا يضرّه تفرّده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 184 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإنسان ثلاثمائة وستون عظمًا عليه في كل يوم صدقة

  • 📜 حديث: الإنسان ثلاثمائة وستون عظمًا عليه في كل يوم صدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الإنسان ثلاثمائة وستون عظمًا عليه في كل يوم صدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الإنسان ثلاثمائة وستون عظمًا عليه في كل يوم صدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الإنسان ثلاثمائة وستون عظمًا عليه في كل يوم صدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب