حديث: أول من يحاسب يوم القيامة شهيد وعالم ومنفق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التّغليظ في الرياء والسّمعة في الصّدقة

عن سليمان بن يسار، قال: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٩٠٥) عن يحيى بن حبيب الحارثي، حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا ابن جريج، حدّثني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، فذكره.

عن سليمان بن يسار، قال: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه، يحمل تحذيرًا شديدًا من آفة خطيرة تُهلك العمل وتُحبط الأجر، ألا وهي الرياء والسمعة. وإليكم الشرح الوافي له:

أولاً. شرح المفردات:


● يُقْضَى عَلَيْهِ: يُحاسَب ويُفصل في أمره.
● اسْتُشْهِدَ: قُتِل في سبيل الله.
● عَرَّفَهُ نِعَمَهُ: بيَّن الله له ما أنعم به عليه من النعم.
● سُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ: جُرَّ على وجهه ذلاً وهوانًا.
● وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ: أعطاه مالاً كثيرًا.
● جَرِيءٌ: شجاع.
● جَوَادٌ: كريم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف النبي ﷺ ثلاثة أنواع من الناس سيكونون أول من تقام عليهم الحساب يوم القيامة، وهم ممن قاموا بأعمال عظيمة في الظاهر، لكنهم قصدوا بها غير وجه الله تعالى:
1- الشهيد المرائي:
- هو رجل قاتل في سبيل الله واستشهد، فيُحضر يوم القيامة وتُعرض عليه نعم الله عليه (كالصحة والقوة والشجاعة)، فيعترف بها.
-但当 الله يسأله: "فماذا عملت فيها؟" يجيب: "قاتلت فيك حتى استشهدت".
- فيكذبه الله ويقول: "كذبت، ولكنك قاتلت ليقال: جرء (شجاع)، وقد قيل ذلك".
- فيؤمر به فيسحب على وجهه ويلقى في النار.
2- العالم المرائي:
- هو رجل تعلم العلم وعلّمه وقرأ القرآن، فيُحضر وتُعرض عليه نعم الله (كالعقل والفرصة للتعلم).
- عندما يسأله الله عن عمله، يجيب: "تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن".
- فيكذبه الله: "كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ، وقد قيل".
- ثم يؤمر به فيسحب على وجهه إلى النار.
3- الغني المرائي:
- هو رجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال، فيُحضر وتعرض عليه نعم الله.
- عندما يسأله الله: "فماذا عملت فيها؟" يجيب: "ما تركت سبيلاً تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك".
- فيكذبه الله: "كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد (كريم)، وقد قيل".
- ثم يؤمر به فيسحب على وجهه إلى النار.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- خطر الرياء: الحديث يظهر أن الرياء قد يحبط أعمالاً عظيمة كالجهاد في سبيل الله، والعلم، والإنفاق.
2- الإخلاص شرط القبول: لا يقبل الله العمل إلا إذا كان خالصًا لوجهه، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.
3- النية أساس العمل: النية هي التي تميز العبادة عن العادة، والعمل المرائي لا وزن له عند الله.
4- الوعيد الشديد للمرائين: المصير المذكور في الحديث (السحب على الوجه وإلقاء في النار) يدل على عظم جرم الرياء.
5- الحث على مجاهدة النفس: يجب على المسلم أن يجاهد نفسه لتصحيح نيته وتخليصها من شوائب الرياء.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أشد الأحاديث تحذيرًا من الرياء، وهو من الأحاديث التي ترهب القلوب وتزجر النفوس.
- ينبغي للمسلم أن يستعيذ بالله من الشرك الخفي (الرياء)، كما كان النبي ﷺ يقول: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم".
- من الأمور المعينة على الإخلاص: إخفاء العمل الصالح cuando يكون ذلك أفضل، والدعاء بالثبات على الإخلاص، ومحاسبة النفس قبل العمل.
نسأل الله أن يخلص قلوبنا وأعمالنا، ويجعلنا من عباده المخلصين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٩٠٥) عن يحيى بن حبيب الحارثي، حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا ابن جريج، حدّثني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، فذكره.
قوله: «ناتل أهل الشّام»، وفي رواية «ناتل الشّامي» وهو ناتل بن قيس الجذامي الشّامي من أهل
فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابيًّا، وكان ناتل كبير قومه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 178 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول من يحاسب يوم القيامة شهيد وعالم ومنفق

  • 📜 حديث: أول من يحاسب يوم القيامة شهيد وعالم ومنفق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول من يحاسب يوم القيامة شهيد وعالم ومنفق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول من يحاسب يوم القيامة شهيد وعالم ومنفق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول من يحاسب يوم القيامة شهيد وعالم ومنفق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب