حديث: يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في المبادرة بالصدقة قبل أن لا يجد من يقبلها منه

عن عديّ بن حاتم، قال: كنت عند رسول الله ﷺ فجاءه رجلان أحدهما
يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السبيل قال رسول الله ﷺ: «أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلّا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولنَّ له: ألم أوتك مالًا؟ فليقولنَّ: بلى. ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلي. فينظر عن يمينه فلا يرى إلّا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلّا النار، فليتَّقينَّ أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٣) عن عبد الله بن محمد، حدّثنا أبو عاصم النّبيل، أخبرنا سعدان بن بشر، حدّثنا أبو مجاهد، حدّثنا محل بن خليفة الطاّئيّ، قال: سمعت عديّ بن حاتم، فذكر الحديث.

عن عديّ بن حاتم، قال: كنت عند رسول الله ﷺ فجاءه رجلان أحدهما
يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السبيل قال رسول الله ﷺ: «أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلّا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولنَّ له: ألم أوتك مالًا؟ فليقولنَّ: بلى. ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلي. فينظر عن يمينه فلا يرى إلّا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلّا النار، فليتَّقينَّ أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تجمع بين البشارة والنذارة، والوعد والوعيد، وفيما يلي شرحه مفصلاً:

أولاً. شرح المفردات:


● العيلة: الفقر والحاجة.
● قطع السبيل: قطاع الطرق الذين يعترضون المسافرين ويَسلبون أموالهم.
● العير: القافلة التجارية.
● الخفير: الحارس الذي يحمي القافلة من اللصوص.
● الساعة: يوم القيامة.
● يَطوف أحدكم بصدقته: يبحث عن فقير ليعطيه الصدقة فلا يجد.
● ترجمان: مترجم.
● شق تمرة: نصف تمرة.

ثانياً. شرح الحديث:


جاء رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما يشكو الفقر والحاجة (العيلة)، والآخر يشكو انتشار قطاع الطرق (قطع السبيل) الذي يمنع الناس من السفر والتجارة.
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم كلًا منهما:
1- بخصوص قطع السبيل:
بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن حالة الأمن ستعم، حتى أن القوافل التجارية ستسير إلى مكة بدون حاجة إلى حراس يحمونها من اللصوص. وهذا تحقق في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث تحقق الأمن بشكل كبير.
2- بخصوص الفقر (العيلة):
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفقر سيستمر، بل سيزداد حتى接近 قيام الساعة، حيث سيكثر المال ولكن سيكون هناك ندرة في الفقراء الذين يقبلون الصدقة! وذلك لأن الله سيفتح على الناس بالمال حتى يغني الجميع، فلا يجد الغني من يعطيه صدقة.
ثم انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى توجيه تحذير شديد بالغاية، يصور مشهدًا من مشاهد يوم القيامة، حيث يقف العبد بين يدي الله تعالى للحساب:
● "ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له": سيوقف العبد مباشرة أمام الله تعالى بدون حجاب، ويحاسبه الله بدون ترجمان، أي أن المحاسبة ستكون مباشرة وواضحة.
● "ثم ليقولن له: ألم أوتك مالًا؟ فليقولن: بلى. ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلى": سيسأله الله تعالى سؤالين:
الأول: عن نعمة المال التي أنعم بها عليه.
الثاني: عن بلاغ الرسول صلى الله عليه وسلم له بالدعوة والأحكام.
● "فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار": بعد هذا الحساب، وحين يرى العبد أنه لم يؤد حق الله في ماله، سينظر حوله فلا يجد مفرًا من العذاب إلا النار من كل اتجاه.
ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بتوجيه عملي لتفادي هذا المصير المخيف:
● "فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة": ليحاول كل واحد منكم أن ينجو من النار ولو بأن يتصدق بنصف تمرة.
● "فإن لم يجد فبكلمة طيبة": إذا لم يكن لديه حتى نصف تمرة ليتصدق به، فليكن حريصًا على الكلام الطيب مع الناس، فإن ذلك أيضًا من أسباب النجاة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بشارة بنشر الأمن: من علامات قرب قيام الساعة انتشار الأمن وزوال قطاع الطرق، وهذا من نبوءات النبي صلى الله عليه وسلم التي تحققت.
2- كثرة المال قبل قيام الساعة: من علامات الساعة أن يفيض المال حتى يبحث الأغنياء عن فقراء ليعطوهم الصدقة فلا يجدون.
3- أهمية الصدقة: الحديث يحث على الصدقة ولو بالقليل، فإن القليل مع الإخلاص له قيمة عظيمة عند الله.
4- التحذير من التهاون في حقوق الله: المشهد الذي صوره النبي صلى الله عليه وسلم ليوم القيامة تحذير شديد من التهاون في شكر نعمة المال وإنفاقه في سبيل الله.
5- الكلمة الطيبة صدقة: إذا لم يستطع الإنسان الصدقة بالمال، فالكلمة الطيبة لها أجر عظيم وتكون سببًا في النجاة من النار.
6- العدل الإلهي: الله تعالى يحاسب الإنسان على ما أعطاه من النعم، وعلى ما بلغه من الرسالة، فلا عذر لأحد يوم القيامة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- الحديث يجمع بين التبشير والتحذير، وهو من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في التربية.
- قوله "ولو بشق تمرة" يدل على أن الله لا ينظر إلى قدر الصدقة ولكن ينظر إلى نية صاحبها وإخلاصه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتصدقين والمحسنين، وأن يقينا عذاب النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٣) عن عبد الله بن محمد، حدّثنا أبو عاصم النّبيل، أخبرنا سعدان بن بشر، حدّثنا أبو مجاهد، حدّثنا محل بن خليفة الطاّئيّ، قال: سمعت عديّ بن حاتم، فذكر الحديث. ورواه مسلم في الزكاة (١٠١٦) من أوجه أخرى عن عدي بن حاتم مختصرا.
قوله: «بغير خفير» الخفير: المجير، من خفر الرجل أي أجاره.
و«العيلة»: الفاقة والفقر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها

  • 📜 حديث: يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب