حديث: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ إِذَا دَخَلْتَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا تصدّق وهو محتاج إليه بردّ عليه

عن أبي سعيد، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ، فَقَالَ: «صَلِّ رَكْعَتَيْنِ» ثُمَّ جَاءَ الْجُمُعَةَ الثَّانِيَةَ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ، فَقَالَ: «صَلِّ رَكْعَتَيْنِ». ثُمَّ جَاءَ الْجُمُعَةَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «صَلِّ رَكْعَتَيْنِ» ثُمَّ قَالَ: «تَصَدَّقُوا». فَتَصَدَّقُوا، فَأَعْطَاهُ ثَوْبَيْنِ ثُمَّ قَالَ: «تَصَدَّقُوا» فَطَرَحَ أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى هَذَا، أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ بِهَيْئَةٍ بَذَّةٍ فَرَجَوْتُ أَنْ تَفْطِنُوا لَهُ، فَتَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ فَلَمْ تَفْعَلُوا، فَقُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَتَصَدَّقْتُمْ فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَطَرَحَ أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، خُذْ ثَوْبَكَ» وَانْتَهَرَهُ! .

حسن: رواه النسائي (٢٥٣٦) عن عمرو بن علي، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا ابن عجلان، عن عياض (وهو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سرح)، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ، فَقَالَ: «صَلِّ رَكْعَتَيْنِ» ثُمَّ جَاءَ الْجُمُعَةَ الثَّانِيَةَ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ، فَقَالَ: «صَلِّ رَكْعَتَيْنِ». ثُمَّ جَاءَ الْجُمُعَةَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «صَلِّ رَكْعَتَيْنِ» ثُمَّ قَالَ: «تَصَدَّقُوا». فَتَصَدَّقُوا، فَأَعْطَاهُ ثَوْبَيْنِ ثُمَّ قَالَ: «تَصَدَّقُوا» فَطَرَحَ أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى هَذَا، أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ بِهَيْئَةٍ بَذَّةٍ فَرَجَوْتُ أَنْ تَفْطِنُوا لَهُ، فَتَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ فَلَمْ تَفْعَلُوا، فَقُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَتَصَدَّقْتُمْ فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَطَرَحَ أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، خُذْ ثَوْبَكَ» وَانْتَهَرَهُ! .

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله ﷺ يخطب، فقال: صل ركعتين. ثم جاء الجمعة الثانية، والنبي ﷺ يخطب، فقال: صل ركعتين. ثم جاء الجمعة الثالثة، فقال: صل ركعتين. ثم قال: تصدقوا. فتصدقوا، فأعطاه ثوبين. ثم قال: تصدقوا. فطرح أحد ثوبيه، فقال رسول الله ﷺ: ألم تروا إلى هذا، أنه دخل المسجد بهيئة بذة فرجوت أن تفطنوا له، فتصدقوا عليه فلم تفعلوا، فقلت: تصدقوا، فتصدقتم فأعطيته ثوبين، ثم قلت: تصدقوا، فطرح أحد ثوبيه، خذ ثوبك. وانهره!"

1. شرح المفردات:


● يخطب: يلقي الخطبة على المصلين.
● هيئة بذة: هيئة رثة ومظهر مُهمل، وثياب بالية.
● فرجوت أن تفطنوا له: تمنيت أن تلاحظوا حاله وتدركوا فقره.
● وانتهره: زجره وعنفه.

2. شرح الحديث:


يدور هذا الحديث حول موقف تعليمي نبوي رفيع، حيث دخل رجل المسجد أثناء خطبة الجمعة وكان يبدو عليه الفقر والاحتياج بملابس رثة. فعلّم النبي ﷺ الأمة درسين عظيمين:
الدرس الأول: الحكمة في التعامل مع من يدخل المسجد أثناء الخطبة، حيث أمره النبي ﷺ بصلاة ركعتين تحية للمسجد، وهذا تطبيق للسنة النبوية في استحباب صلاة ركعتين لمن دخل المسجد والإمام يخطب، خلافًا لما يظنه بعض الناس من المنع.
الدرس الثاني: التربية على الاهتمام بأحوال المسلمين والتنبّه لحاجات الفقراء، حيث لاحظ النبي ﷺ حالة الرجل الفقيرة، وتوقع من الصحابة أن يبادروا بمساعدته دون حاجة إلى توجيه، لكنهم لم ينتبهوا، فتدخل النبي ﷺ بتوجيه عام للتصدق، فلما تصدقوا أعطى الرجل ثوبين.
ثم كرر النبي ﷺ الطلب بالتصدق ليرى رد فعل الرجل، فإذا به يطرح أحد الثوبين كأنه يتصدق به، وهذا تصرف غير لائق لأنه يستفيد من الصدقة ثم يبدو وكأنه يتبرع بما أعطي، فانتهره النبي ﷺ وأمره بأخذ ثوبه.

3. الدروس المستفادة:


● وجوب الإنصات للخطبة: لكن مع جواز صلاة ركعتين تحية للمسجد لمن دخل أثناء الخطبة.
● الحكمة النبوية في التعليم: حيث استخدم النبي ﷺ الموقف العملي لتعليم الصحابة.
● الاهتمام بأحوال الفقراء: والتنبه لحاجاتهم دون انتظار طلبهم.
● ذم التكلف والرياء: كما ظهر من طرح الرجل للثوب كأنه يتصدق به.
● الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: بتوجيه النبي ﷺ للرسل وتصحيح سلوكه.

4. معلومات إضافية:


- الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
- يستدل به العلماء على مشروعية صلاة ركعتين تحية المسجد حتى أثناء خطبة الجمعة.
- يظهر الحديث مدى حرص النبي ﷺ على تعليم أمته وتنمية روح التعاون والرحمة بينهم.
- فيه إشارة إلى ذم التظاهر بالفقر أو الاستغلال غير اللائق لعطايا الناس.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث وأن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٥٣٦) عن عمرو بن علي، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا ابن عجلان، عن عياض (وهو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سرح)، عن أبي سعيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن عجلان -وهو محمد بن عجلان- فإنه حسن الحديث. ومن طريقه رواه أصحاب السنن مختصرًا ومطولًا، كما سبق في كتاب الجمعة.
وصححه ابن خزيمة (١٧٩٩)، وابن حبان (٢٥٠٣) وهو في مسند الإمام أحمد (١١١٩٧) كلّهم من هذا الوجه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 175 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ إِذَا دَخَلْتَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

  • 📜 حديث: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ إِذَا دَخَلْتَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ إِذَا دَخَلْتَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ إِذَا دَخَلْتَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ إِذَا دَخَلْتَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب